رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت بقلم: نزهة ابو غوش
تاريخ النشر : 2020-01-14
رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت بقلم: نزهة ابو غوش


الخاصرة الرّخوة للأديب جميل السّلحوت
قراءة وتحليل: نزهة ابو غوش
8/1/20
رواية الخاصرة الرّخوة للكاتب الفلسطيني، جميل السّلحوت صدرت حديثا عن مكتبة كلّ شيء للطّباعة والنّشر.
رواية الخاصرة الرّخوة هي رواية ذات مضامين اجتماعيّة تروي أحداثا واقعيّة لمناطق معيّنة في زمن معيّن، لم يذكره الكاتب، وعلى الأغلب بأنّها مأخوذة من بيىئته الّتي يعيشها الآن وعاشها بالماضي، وقد تنطبق هذه الأحداث على بعض من القرى الفلسطينيّة بعاداتها وتقاليدها وسلوكها، وهي تختلف من ثقافة لأخرى، وليس بالضّرورة تطبيقها على الأغلبيّة في المحيط الفلسطيني.
نقل الكاتب المشاكل الاجتماعيّة، نحو الزّواج المبكّر والمصائب المترتّبة عليه، الفجوة العميقة بين الطّبقات في المجتمع، ومفهومها السّلبي. الظّاهرة المثليّة، التّسلّط الذّكوري، الأزمات النّفسيّة الّتي يتعرّض لها الزّوجان أوّل حياتهم الجنسيّة. قضيّة الشّرف العائلي وعذرية الفتاة، قضيّة الحاجة للمال والسّفر لبلدان الخليج، قضيّة العائلة الممتدّة والتّدخّل المباشر بالأبناء حتّى ولو عن بعد.
كلّ شخصيّاته النّسائيّة في الرّواية كانت مستسلمة، حتّى جمانة المتعلّمة والمثقّفة في، استسلمت لقدرها وتزوّجت شخصا فُرض عليها، والأمرّ من ذلك أنّها عرفت طباعه وثقافته وسلوكه المشين ضدّها قبل الزّواج، قال لها: " قبّلي قدميّ" من الغرابة أنّ تلك الشّخصيّة لم تنطق بـ" لا" نريد أن نسال الكاتب: لماذا؟
كذلك شخصيّة الفتاة عائشة الّتي زوّجت برجل عمره أكثر من ضعف عمرها، رضخت لحكم الأهل وخاصّة الأمّ حين قالت بما معناه:
"هذا الزّواج ولا البلاش " هل الزّواج ضروريّ حتّى بأيّ ثمن؟ هنا استطاع الكاتب أن يرفع صوته، ويؤدّي رسالته للقارئ.
نجد بأنّ العاطفة الحميمة والرّومانسيّة والحبّ الحقيقي قد خلت تماما من الرّواية، فهل هذه حقيقة الإِنسان الفلسطيني، يرى بالمرأة وسيلة لشهوته وللإِنجاب فقط؟
ربّما أراد الكاتب نقل صورة أو لوحة اجتماعيّة بهدف تنوير القارئ بما يجري من ظلم واقع على المرأة الفلسطينيّة، وعلى المجتمع بشكل عامّ، لكن، أين وجّه الكاتب سهامه، نحو أيّ سبيل؟ أرى بأنّه قد التقط الصّورة بآلة تصوير؛ فخرجت متطابقة كما هي، لم نشاهد فيها لمسة الفنّان الرّسام، أو النّحّات الّذي يضيف شيئا من لمساته، كما أنّني لم أرَ احتجاجه على الصّورة المظلمة، ولم أسمع صرخته المدوّية على لسان احدى الشخصيّات تقول" لا".
من الجيّد الاستشهاد بالآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة، لكنّ الكاتب أكثر منها فأصبحت كأنّها دروس فقهيّة يجب على القارئ أن يتعلّمها، حتّى الاستشهاد بالأغنية أرى أنّ لا ضرورة لذكرها كلّها؛ فهذا يضعف من السّرد الرّوائي.
وقع الكاتب في خطأ اقحام الرّواية بالحوار الدّيني بين جمانة وزوجها كما في صفحة222- 224".
أسامة: انا لا أقرأ إلا كتاب الله وسنة نبيه ومؤلّفات ابن تيميّة والنووي والإمام محمد بن عبد الوهاب وابن باز.
قالت متردّدة:
- لقد قرأت أنّ هؤلاء تكفيريّون... قرات فتاوي كثيرة لابن تيمية:" يستتاب ثلاثة أيام أو سيقتل" كذلك قضيّة النّقاب، واختلاف جمانة مع أسامة على لبسه.
كيف سيعرف القارئ من الصّادق جمانة أم أُسامة؟ حيث لم يظهر الكاتب هنا أيّ سند، فهي حسب رأيي مموّهة للقارئ ولا ضرورة لها في الرّواية.
لو أراد أيّ دارس جامعيّ عمل بحث عن المرأة الفلسطينيّة، فهل سيجد ضالّته في هذه الرّواية؟
أين المرأة الفلسطينيّة المنتجة في حقلها وسوقها وبيتها وتربية أولادها ومكتبها وشارعها ومقاومة احتلالها؟
هل أضافت الرّواية للقارئ الجديد ابن القرن الواحد والعشرين بما يتناسب مع طموحاته وأحلامه ومستقبله؟
وأخيرا، أرجو من الكاتب جميل السّلحوت أنّ يمدّنا برواية جديدة عن المرأة ذات الخصر المتين الّذي يحمل الرّجال والأطفال والوطن دون كلل.