الخوف والفزع يعتري الفلسطينيين في لبنان بقلم : فتح وهبه
تاريخ النشر : 2020-01-13
الخوف والفزع يعتري الفلسطينيين في لبنان
بقلم : فتح وهبه


من ينقذ اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان من الكارثة التي حلت بهم بسبب الأزمة اللبنانية المفتوحة منذ ما يقارب الثلاث شهور؟  لقد كان لها إنعكاس سلبي كبير على طبيعة ومجريات حياتهم وهم اليوم باتوا يعانون أكثر من أي وقت مضى من  أوضاع معيشية غاية في الصعوبة والحرمان، وباتوا أكثر فقراً واكثر قلقاً على مصيرهم ومصير أبنائهم من أي وقت مضى.
لقد أدى تغير سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية إلى ارتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية الأساسية ، وسط ارتفاع معدلات البطالة والفقر .
 إن هذا الوضع زاد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين  معاناة وجعلهم  في قلب العاصفة وفي قلب الحدث وهذا ما دفع بهم لإطلاق نداءات الإستغاثة وقد يدفع بهم أيضآ للنزول إلى الشارع للتعبير عن حالة التذمر والسخط التي وصلوا إليها بسبب غلاء المعيشة وتفشي البطالة والامراض والفقر وأزمة السكن وبسبب تهرب الاونروا عن تحمل مسؤولياتها تجاههم في هذه الظروف الصعبة والكارثية  وعدم إطلاقها برنامج طوارئ سريع لإغاتثهم من هذا الوضع الاقتصادي والإجتماعي المخيف الذي يهدد حياتهم وحياة أبنائهم .
اللاجئين الفلسطينيين يحثون المرجعيات الفلسطينيه وجميع المعنيين لضرورة تحمل مسؤولياتهم  تجاه شعبهم وتقديم يد العون والمساعده لهم بشتى الوسائل والطرق  وعدم"الاستهتار" و"الاستخفاف" بمطالبهم ومعاناتهم .
 ويطالبونهم بالضغط على وكالة الاونروا لإجبارها على التحرك العاجل للمساهمة بالتخفيف من حدة الأوضاع وتنفيذ المهام التي أنشئت من أجلها دون تقصير او تأخير كي لا تكون شريكة في قتلهم. 
يقول اللاجئين الفلسطينيين أن الأسعار ترتفع يوميا وما عاد بمقدورهم تحمل تأمين مستلزمات العيش الضرورية فكل شئ له ثمن ، الغذاء والدواء وفاتورة الكهرباء والمسكن جميعها يدفعونه من جيوبهم وحتى المياه في معظم المخيمات غير صالحة للشرب ، بسبب التلوث والملوحة وارتفاع نسبة الكلس فيها وهي أيضا يتم شرائها على حسابهم الخاص  والآن توقفت الأشغال والاعمال واصبحوا في ضيقة وعاطلين عن العمل ولا يملكون المال ،  ويضيفون قائلين لم يعد بمقدورهم إعطاء اطفالهم مصاريفهم المدرسية اليومية  ولا عاد
 بمقدورهم شراء الدواء لمرضاهم واصبحت بيوتهم اليوم خالية من المؤن الغذائية والتموينية وأكثر ما يفكرون به ويتمنونه هو  الهجرة من لبنان إلى بلد آخر لكي يعيشوا هم وأبنائهم حياة كريمة  بعيدة عن المخاطر  .   
إن مما لا شك فيه ان الخوف والفزع يسود المخيمات واوضاعهم لا تطمئن وهذا الشئ له مردود سلبي على حياتهم المعيشية والنفسية والاجتماعية ويندر بما لا يحمد عقباه   .
أن الأزمة اللبنانية الراهنة انعكست بشكل مباشر على واقع المخيمات الفلسطينية، التي تعاني بالأصل من أوضاع غاية في الصعوبة، ولا تحتمل هكذا أزمات في ظل تقليص الأونروا لخدماتها وحرمانهم من حقوقهم المدنية والانسانية وعدم إيجاد حل عادل لهم من قبل المجتمع الدولي  على مدار 72سنه من نكبتهم .
إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتخوفون من تحذيرات  الخبراء الاقتصاديين وتوقعاتهم بنسبة عالية بحدوث أزمة اقتصادية عالمية تبدأ صيف 2020 وربما تكون مدمرة وأشد من أزمة 2008 
ومن المتوقع أن تستمر الذائقة لسنوات وهذا الأمر يشكل خطر مباشر وكبير وكابوس على حياتهم وعلى مشاريعهم الشخصية والمهنية وعلى نظرتهم للمستقبل. 
وهذا يتطلب وقوف الاونروا والمجتمع الدولي إلى جانبهم لتخطي هذه الازمة .