أطفال العيساوية في مرمى الاحتلال بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-01-13
أطفال العيساوية في مرمى الاحتلال  بقلم:خالد صادق


أطفال العيساوية في مرمى الاحتلال
خالد صادق
حرب حقيقية تخوضها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد اطفال حي العيساوية في القدس المحتلة, فما نسمعه من قصص واقعية وليست خيال, ويمكن تدوينها في حكاوي الف ليلة وليلة, فلا غرابة ان يستدعي الاحتلال اطفالا للتحقيق معهم لم تتجاوز اعمارهم خمس او ست سنوات, ويفرض على اطفال اخرين قراراً بالحجز البيتي الذي يؤثر على نفسية الاطفال لأنهم ممنوعون من اسرهم بالخروج من المنزل لان جزاء الخروج الاعتقال في سجون الاحتلال, قبل اشهر قليلة خرج حي العيساوية بأكمله مع طفل يبلغ من العمر خمس سنوات استدعاه الاحتلال للتحقيق بحجة وضع متاريس في الطرقات واستهداف دوريات الاحتلال بالحجارة, وتم تعنيف الطفل امام والده وافرج عنه بشروط منها الا يعود الى هذا الفعل, والا سيعاقب هو واسرته, هذا بخلاف ممارسات اخرى وجرائم يرتكبها الاحتلال منها منع الاطفال من الوصول لمدارسهم, واغلاق بعض المدارس لان التلاميذ «يثيرون الشغب» ضد الاحتلال, بالإضافة الى ابعاد بعض الفلسطينيين عن حي العيساوية بحجة التحريض ضد الاحتلال, والاستمرار في سياسة هدم البيوت وتهجير السكان التي تأتي في اطار مخطط مرسوم بعناية, الهدف منها طرد المقدسيين من مدينتهم المقدسة, وتهويدها بشكل كامل, وما يمنع ذلك حتى الان وجود المسجد الاقصى المبارك كرمز للمسلمين حول العالم, وصمود اهلنا المقدسيين امام ممارسات الاحتلال العنجهية.

فقد وثق تقرير نشرته صحيفة هارتس العبرية نقلا عن منظمات حقوقية عمليات الاعتقال الليلية العنيفة والتحقيق مع القاصرين من سكان العيساوية ، فمنذ بدء شرطة الاحتلال باستهداف حي العيسوية في القدس فقد تم اعتقال أكثر من 600 شخص في البلدة ثلثهم من القصر، وبعضهم أقل من 12 سنة. حيث تُظهر سجلات الاعتقالات والشهادات كيف يتم اقتياد القاصرين، بعضهم دون السن القانونية، إلى مركز شرطة الاحتلال ليلا باستخدام القوة واستجوابهم دون حضور والديهم. وقالت منظمة بتسليم نقلا عن طفل يبلغ من العمر 13 عاما «إن 4 من أفراد الشرطة اقتحموا منزل عائلته بدون وجود والديه، وأحدهم أمسك به من رقبته وضرب رأسه في الأريكة، ثم ضرب رأسه بشيء صلب يعتقد أنها قنبلة غاز، ومن ثم قام الجندي بإخراجه من المنزل وتم اقتياده للتحقيق ، ونشرت الصحيفة روايات متعددة لأطفال تم اعتقالهم بنفس الطريقة، وبدون وجود أي من والديهم، أو لمجرد الاشتباه بهم، وبعضهم فقط لمجرد الاعتقاد بأنهم أشخاص ظهروا في فيديوهات من البلدة يشتكون من حملات الشرطة وثبت أنهم ليسوا هم حسب التقرير . وينص القانون الصهيوني على عدم اعتقال القاصرين أو استجوابهم ليلا، أو أن يتم اعتقالهم من مؤسسات تعليمية، وأن يتم التحقيق معهم في حالات الاعتقال الأخرى بوجود والديهم، ومنع الإضرار بهم, لكن هذا لا يلتزم به الاحتلال ويفعل عكسه تماما.

اطفال العيسوية اصبحوا هدفا مركزيا للاحتلال بسبب واقعهم الجغرافي, فالاحتلال الذي اعتبر القدس عاصمة موحدة له لن يقبل ان ينازعه احد في ذلك, وهو يستخدم اقسى درجات القوة والعنف مع اطفال القدس لكي يمنع أي تحرك شعبي لمواجهة مخططاتهم التهويدية, ويمنع وسائل الاعلام من تغطية ما يحدث في العيساوية وداخل مدينة القدس, فهو لا يريد ان يظهرها على انها محل نزاع بين الفلسطينيين والصهاينة, بعد ان حسم امرها من جانبه وبمساعدة الادارة الامريكية ودول عربية في المنطقة, لذلك يجب ان يكون هذا العام 2020م عام دعم اهلنا في القدس وتعزيز صمودهم, ليس قولا, انما قولا وفعلا, لان هذا الدعم يصبح واجبا وطنيا عندما يتعلق الامر باقتلاع اهلنا في القدس من جذورهم وابعادهم عن القدس بقوانين عنصرية واجراءات عنيفة وتهديدات حقيقية, وعندما تقصر السلطة في دعم اهلنا في القدس, فإن الواجب على المسلمين حول العالم توفير الدعم المادي اللازم, الذي يواجه به المقدسي حرب الضرائب الباهظة التي يشنها الاحتلال ضده, كما يجب التصدي لممارسات الاحتلال العنصرية بحق المقدسيين, وتشكيل جبهة اسلامية حقيقية لمواجهة مخططات الاحتلال واطماعه المتزايدة في القدس, انه واجب ديني ووطني واخلاقي, وما لا يكتمل الواجب الا به فهو واجب, فقوموا بواجبكم تجاه القدس واهلها واطفالها فلا يجب ان تتركوهم فريسة سهلة الاحتلال .