ليلة في تل الصافي (مسرحية من فصل واحد) بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة
تاريخ النشر : 2020-01-12
ليلة في تل الصافي
(مسرحية من فصل واحد)
د. محمد عبدالله القواسمة
(الوقت بعد غروب الشمس. القمر بدر. بئر قديمة، تتناثر حولها قطع حجارة، وأغصان، ونباتات برية. خلفها بقايا سلسلة حجرية عليها نبات الصبار، وخلف السلسلة غابة صغيرة من الأشجار. الهدوء مخيم على المكان)
(يدخل عطية وهو يلهث، على كتفه حقيبة كبيرة)
عطية:(يلقي الحقيبة على الأرض) الحمد لله! وصلت قبلهم. انهد حيلي من كثرة المشي. ( يرتمى بجانب الحقيبة) ساعات ونحن نتجول في تل الصافي. لن نمل من التجوال في قريتنا، وتفقد مضافاتها وحاراتها، والوقوف على أطلال مسجد الشيخ منجد، وبقايا المدرسة التي درس فيها أبي إلى الصف السابع، ومقام الخضر الذي تُرك يناجي ربه وحيدًا على سفح التل. هذه المرة الثالثة التي أجيئ فيها إلى هنا، لن تكون آخر مرة، سأظل أجيء سواء مع عمي رجب، أو مع غيره، أو حتى وحدي. تل الصافي دخلت في تكوين جيناتي. من يستطيع التخلي عن جيناته؟! يا الله، ما أشد حزني وأنا أتخيل ما حدث، في تلك الليلة من رمضان التي حدثني عنها والدي. هاجمت العصابات الصهيونية تل الصافي من الجهات الأربع، وقتلوا كثيرًا من الأطفال والنساء، واضطر من بقي من أهلها على تركها، وولوا هاربين. كم أتعذب وأنا أتخيل ما جرى! فكيف وعمي الذي ولد في المكان وعاش فيه؟ الله يعينك يا عمي على احتمال آلام لقاء تل الصافي بعد غياب أكثر من سبعين سنة . (ينهض ويتقدم نحو البئر. ينظر فيها) وأنت أيتها البئر، ما هذه الغربة التي تعيشين فيها؟ أين القواديس* وأين الحيوانات التي كانت تديرها؟ الآن ليس غير بقايا ماء، وأفاعي وأعشاش حمام في حيطانك وبين حجارتك، ولا صبايا حولك يتراشقن بالماء ويتصايحن! لا أدري كيف كانت النساء يحملن الجرار على رؤوسهن، ويُملنها في غنج ودلال، ويصعدن سفح الجبل إلى بيوتهن. ( يدور حول البئر. يقف. ينظر إلى سفح الجبل) سيقتلني الحزن وهؤلاء لم يصلوا إلى هنا بعد. انشغلوا بزيارة قبور الصحابة والشهداء الذين غابوا في تراب القرية. هذه البئر آخر محطة من محطات زيارتنا تل الصافي.
(يصل إلى المكان الحاج رجب، وهو يتكئ على كتف حفيدته صافيتا، وخلفهما زوجته الحاجة فاطمة)
رجب:(يقف ليلتقط أنفاسه. يخاطب حفيدته. يشير إلى البئر) هذي هي البئر يا حفيدتي صافيتا. كل ثرثرات نسوان تل الصافي كانت تدار هنا، وكل أخبارها كانت تنطلق من هنا. اسألي جدتك فاطمة.
فاطمة: لم نكن نثرثر، أو ننشر الأخبار، كما يقول جدك بل كنا ننقل الماء على رؤوسنا، والشباب يتسكعون في الشوارع، و يترصدون رؤيتنا ونحن نحمل الماء. أما الرجال والشيوخ فكانوا يلعبون الدريس والسيجة في الحارات والمضافات دون أن يقدّروا تعبنا. ما ضيع البلاد غير راحة البال، وكثرة الكسل.
صافيتا: صحيح يا جدي؟
رجب:(يضحك) والله كلامها فيه بعض الصحة!
عطية: أخيرًا وصلتم. كيف الحال يا عم رجب؟
رجب:(بصوت متهدج) في هذه اللحظة ليس سوى الحزن.
عطية: سنرتاح قليلًا، ثم نغادر إلى مخيم الفوار.
رجب: سننتظر حتى طلوع الفجر. أريد أن أرى تل الصافي في وضح النهار، لم تكتحل عيناي بمرآها بعد.
عطية: ألم ترها في ضوء القمر؟
رجب: هي جميلة بالقمر أو من دونه. أستطيع في الليل المظلم أن أتحسس طريقي إلى كل مكان فيها، بيوتها، كهوفها، مقابرها الثلاث، وأتعرف كل شيء فيها حتى في عز الظلام.
صافيتا: سنزورها مرة أخرى يا جدي. زيارتك وجدتي لنا في المخيم لم تبدأ بعد.
عطية: كنا نحب أن نصل إلى تل الصافي في النهار. ماذا نعمل؟ الأمر ليس بأيدينا. سنحاول في المرة القادمة أن نحسب الأمر جيدًا. كما رأيت يا حفيدتي، خرجنا من مخيم الفوار* في الصباح الباكر، أوقفونا أولًا على حاجز المخيم فتشوا كل شيء، وهكذا فعلوا على حواجز كثيرة، منها الثابتة ومنها المتحركة، يريدون إذلالنا فقط. في النهاية دخلنا البلد، وإن لم نكن فاتحين. في سبيل تل الصافي نتحمل كل ألم، إن رؤية تلتها وهي تعانق قرى الخليل: عجور، وبيت جبرين، وبركوسيا، وزكرين تذهب كل تعب.
صافيتا: أنا معك دائمًا يا جدي. هل نسيت أن اسمي على اسم تل الصافي كما سماها الرومان؟
رجب: اسمك جميل. توجد أسماء أخرى لقريتنا لا تقل جمالًا عن صافيتا، منها: تل الذهب، وأجنادين، وجيت ولبنى التي تعني البياض، ويضيف ياقوت في "معجم البلدان" لها اسمًا آخر هو تل الصافية.
صافيتا: ليتك تحبني مثل حبك للقرية!
رجب: صافيتا القرية وجدت قبلك وقبل من خلفك. صافيتا القرية باقية لن تزول، أما أنت ونحن فذاهبون، والإنسان يتعلق بالثابت لا الزائل يا صافيتا.
صافيتا: دائمًا يا جدي تفلسف الأمور. ماذا بقي من أمكنة لم ترها في القرية؟
رجب: آه! تذكرت. هنا شيء مهم تركته قبل الشتات.
(تصل الحاجة فاطمة وقد سمعت ما قيل. تدخل مباشرة في الحوار)
فاطمة: الإنسان يتذكر شيئًا له قيمة.
عطية: ماذا تذكرت يا عمي؟
رجب: دائمًا حماتك تستهين بقيمة الأشياء التي نستخدمها في الحياة . تنسى أننا مجموعة من الذكريات التي لولاها لا يكون لحياتنا طعم. نعم تذكرت البارودة، التي دفنتها خلف السلسلة الحجرية تحت شجرة الجميز العتيدة.
فاطمة: الآن هي حديدة صدئة.
رجب: صدئة، لكن لها قيمتها عندي لا تعرفينها.
فاطمة: قيمتها في أنها تذكرنا بأيام الطلعة من البلد والهزيمة.
رجب: بل بأيام الصمود والنضال يا امرأة!
عطية: لماذا لم تستخدمها؟ لملذا تركتها تصدأ؟
رجب: لا تصدق حماتك، ولا تستمع إلى ما ترويه. اليهود فاجأونا بالهجوم. أركنا على جيش الإنقاذ والجيش المصري، لم ينقذونا ولا حتى أنقذوا أنفسهم. من تصدوا من الثوار لهذي العصابات استشهدوا. كانت مؤامرة على فلسطين اشترك فيها الجميع. دافعت أنا ومجموعة من شباب قرية التينة هبوا لنجدة تل الصافي ببواريد قديمة. لم يكن الإنجليز الملاعين يسمحون لنا بأن نملك السلاح، كانوا يسمحون لليهود بكل شيء، ويزودونهم بالمال والسلاح والذخيرة، ويفتحون لهم باب الهجرة، فقد تعهد لهم بلفور وزير خارجية بريطانيا بإقامة وطنهم القومي في فلسطين. وكان اليهود أنفسهم يستوردون السلاح من معظم الدول الأوروبية، أما نحن فكنا محرومين من أي سلاح حتى من السكاكين والشباري*. كل من كان يعثر في بيته على بندقية يحكم عليه بالإعدام. لا أنسى ما فعله محمود البراهمي كان قد اشترى من وادي الصرار صندوق جبخانة*، واستحكم في دار سمران، وراح ينق* من يراه يطل من مقام الخضر. قتلَ كثيرين من الغزاة، وبقي يقاتل حتى انتهت ذخيرته؛ فقبضوه قبض اليد، وقتلوه رحمه الله! أنا انتهت ذخيرتي، فاستطعت أن أدفن بارودتي هناك (يشير بيده) وهربت. تقول حماتك بأنا لم نفعل شيئا، وهي تعرف أن المعركة لم تكن متكافئة. لم تنقصنا الشجاعة، لم ينقصنا غير السلاح والذخيرة. كنا شجعانا والله يا عم! لكن ماذا تنفع الشجاعة أمام قوة نيران خصمك الفتاكة؟!
عطية: كان اليهود يخططون وكان العرب نائمين.
فاطمة: من يترك بارودته للصدأ ويهرب؟!
رجب: (بغضب) ومن يحتفظ عشرات السنين في صدره بمفتاح بيته الذي تهدم، وصار الباب ترابًا، وهو مازال يحتفظ بالمفتاح. ترين كلا الفعلين واحدًا. أنت تحتفظين بمفتاح صدئ، وأنا أحتفظ ببارودة صدئة. هل من عاقل يفعل هذا؟
عطية: حقًا كلا الفعلين واحد . لكن يا عمي الفعلان يلتقيان في هدف واحد، هو أن الوطن باق، والعودة إليه حتمية عاجلًا أم آجلًا.
رجب: أفهم حماتك هذا القول.
صافيتا: لم الخلاف بينكما يا جدي ونحن أولاد اليوم؟ كما تقول في أي قضية نقاش حول فلسطين.
رجب: لن أضيّع الوقت في الاستماع إلى كلام جدتك، سأذهب لأجد بارودتي.
عطية: انتبه يا عمي أن يراك أحد من اليهود الذين يحرسون القرية. ممنوع أن نبحث عن شيء، أو نأخذ شيئًا من هذه الأرض، فنحن عندهم سياح لا أصحاب أرض.
رجب: لا يمكن أن أحضر هنا دون أن أعرف ما جرى للبارودة.
(يتجه نحو الحاجز الصخري. يختفي)
عطية: ستجدها استحالت ترابًا!
فاطمة: فات الزمن. ما الفائدة لو طلت البارودة والسبع طل، ولكن يا حسرة البارودة خردة والسبع هرم!
صافيتا: أنت قاسية على جدي اليوم.
فاطمة: لا تخافي، جدك قوي لا أحد يقدر عليه.
(انطلاق صوت رصاص. ينظر الجميع بعضهم إلى بعض)
عطية: صوت قريب منا.
رجب: الرصاص ينطلق من كبانية* كفار مناخم، التي على حدود القرية.
صافيتا: هل سيهاجموننا كما فعلوا في الماضي؟
عطية: لماذا يفعلون هذا وفي أيديهم كل شيء؟ حتى نحن جئنا زائرين إلى قريتنا بموافقتهم. سبحان مغير الأحوال! صرنا غرباء في بلدتنا زائرين في بلادنا.
صافيتا: متى يتوقفون عن اللعبة؟
فاطمة:(تنظر إلى الجهة التي ينطلق منها الرصاص) هذي النيران تذكرني بما حدث عام النكبة.
عطية: يبدو أنهم شكوا في شيء فاطلقوا النار عليه. اليهود إذا اشتبهوا في أي كائن: قط، فأر، كلب، بني آدم فتحوا جبهة، وأطلقوا نحوه النار بكثافة. عندهم فائض دائمًا من الذخيرة.
(يتوقف إطلاق الرصاص)
صافيتا: كيف كنتم تعيشون وهذه المستعمرة جارتكم؟
فاطمة: كانوا قومًا مسالمين ومستقلين عنا. هم في حالهم ونحن في حالنا. لكنهم كانوا متقدمين في كل شيء؛ عندهم حنفيات الماء، والشوارع المزفتة والمضاءة في الليل بالكهرباء. أما نحن فلا شوارع ولا كهباء، ونشرب الماء من هذي البئر. كانوا يمرون بتل الصافي، يشترون منها اللحوم الطازجة. كانت تل الصافي تشتهر بلحوم ماشيتها. أما الخضراوات فكانوا يزرعونها في أرض الكبانية. كانت علاقتنا بهم جيدة حتى إن الخواجا داود رئيس الكبانية كان يأتي إلى المختار محمود عبد الرازق، زاره ــ كما سمعت ــ مرة أو مرتين في بيته. كما كان بعض المرضى من القرية ومن القرى القريبة يذهبون للعلاج في الكبانية، كان عندهم طبيب مشهور لا أتذكر اسمه. أنا بنفسي التهبت عيني وذهبت إليه، وعالجني مقابل نصف جنيه فلسطيني.
عطية: كانوا جيرانًا طيبين؟
فاطمة: لم أقل هذا، وإن كانوا لم يشتركوا مع العصابات التي هاجمت القرية. في الحقيقة لم يكن أي خلاف بيننا وبينهم.
صافيتا: تمسكنوا حتى تمكنوا.
فاطمة: بل كنا نحن على البركة. يا غافل لك الله.
(يطل رجب من خلف الحاجز الحجري، وهو يرفع شيئًا بيده)
رجب: وجدتها! وجدتها!
(يخرجها من اللفافة)
فاطمة: انظر، أكلها الصدأ كما قلت لك.
رجب: هذي سبعون سنة يا فاطمة وأكثر، تذيب الحديد والفولاذ.
عطية: لو تركتها في مكانها أفضل.
رجب: سنحملها معنا.
عطية: يعتقلوننا يا عمي، سيحققون معك: من أين أحضرتها؟ ماذا ستفعل بها؟ هل يوجد غيرها عندك؟ سيحكمون عليك وعلينا بالسجن المؤبد. من يدخل سجنهم لن يخرج منه إلا على المستشفى أو القبر.
رجب: لكنها كتلة من الخردة.
عطية: إنهم يخشون من أي سلاح حتى ولو كان بارودة خردة.
فاطمة: صحيح ما تقول. إنهم لا يلتفتون إلا إلى السلاح، أي نوع من السلاح قديم أو حديث، خردة أو جديد. لم أخبركم بما قالته المجندة الإسرائيلية على الحاجز عندما عثرت على المفتاح في صدري، قالت لي: سيهري المفتاح جسمك وفي النهاية ينتهي إلى المزبلة. لو كان المفتاح سكينًا لقادوني إلى السجن حالًا.
عطية: كلامها صحيح. المفتاح لا يخيف إسرائيل؛ فهم لا يهتمون بما تمثله الأشياء من عواطف، بل بما تحققه من فعل ثوري.
صافيتا: العواطف والذكريات وحدها لا تعيد الوطن.
رجب: سأعيد البارودة إلى مكانها وأمري إلى الله. أتساءل إن كان المفتاح والذكريات يقلان في مفعولهما عن أي سلاح؟ ألا يعني المفتاح التشبث بالأرض والبيوت والحقول؟ والذكريات ألا تعني الأمل في استعادة الأرض. المفتاح مثل الجسد، والذكريات مثل الروح ، والإنسان لا يعيش دون الجسد والروح.
صافيتا: الله يا جدي كلامك حلو! يستحق التصفيق.
فاطمة: اسمعوا منه الكلام ..
(تُسمع جلبة من بعيد)
صافيتا: أسمع جلبة بين الأشجار. أحدهم قادم. من سيأتي في هذا الليل؟
عطية: ربما أحد اليهود الذين يستغلون أرضنا، جاء ليطردنا..
رجب: يطردنا؟ نحن جئنا إلى هنا بطريقة قانونية، وبعلم السلطات الإسرائيلية، معنا تصريح من الحاكم العسكري في الخليل. سبحان الله! أرضنا وأرض أجدادنا جاء الغرباء وطردونا منها!
صافيتا: بصراحة، يا جدي، أنا لن أحتمل أن أرى أمام عيني من أخذ أرضي وأسكت..
عطية: ماذا ستفعلين؟ أعرفك تتصرفين دون عقل أحيانًا.
رجب: ما بيدنا حيلة يا صافيتا!
(تفتح صافيتا حقيبتها. تخرج منها سكينة)
صافيتا: سأقتله بهذه وليكن ما يكون!
عطية: سكينة يا مجنونة! كيف مرت عن أنظارهم؟
صافيتا: مرت يا أبي. الله أعمى المجندات على الحواجز عن الحقيبة.
رجب: لكل سلاح أوان يا حفيدتي. بالنسبة إلي سأترك البارودة هنا. استخدام السكين مع العدو في حالتنا انتحار لا مبرر له.
عطية: (لابنته) هاتها.
صافيتا: اتركها معي..
(يأخذها منها بقوة)
صافيتا: آلمت يدي يا أبي ؟
عطية: حتى لا تفكري مثل هذا التفكير.
(ويلقي السكين في البئر)
صافيتا: لماذا يا أبي ألقيتها في البئر؟ ربما نحتاج إليها. هي سلاحنا في هذه المرحلة.
عطية: تجرحين واحدًا ويقتلون عشرة. هذا جنون.
صافيتا: ماذا نفعل وهم يقتلوننا كل حين؟
رجب: ما يقوله أبوك يا صافيتا واقعي ومنطقي. وهذي البارودة ستتبع سكينتك (ويلقيها في البئر)
عطية: هذا هو العمل السليم(لابنته برقة) انتبهي، يا ابنتي ــ الله يرضى عليك ــ أي خطوة طائشة تذهب بنا إلى الجحيم.
صافيتا: نحن في جحيم الاحتلال يا أبي.
عطية: ما هذا اليوم النحس؟ عمي يريد أن يستعيد البارودة، وأنت تريدين استعمال السكين؟
فاطمة: ما أجن من البنت إلا جدها.
رجب: أنا مجنون يا بنت الشرقاوي، حسابك عندما نكون في عمان. أنت هنا في حماية بنتك وزوجها.
(يظهر الحاج مسلم، وهو عجوز منحني الظهر، يمسك بيده ابنه ممدوح، وهو فتى في الأربعين. لا ينتبهان إلى من حولهما)
مسلم: لو أن ذلك الحارس لم يظهر لنا كنا عثرنا على كواشين الأرض، التي تركناها في البيت يوم النكبة.
ممدوح: كيف نعثر عليها تحت الردم؟
مسلم: إنها في صندوق المرحومة أمك، التي جاء معها يوم عرسنا من بيت أهلها.
ممدوح: ما كان يجب أن تنسوها يا أبي.
مسلم: هاجموني في رمضان عند السحور يا ابني. لم نستطع أن نأخذ معنا شيئًا. بعضنا حتى نسي أطفاله. زوجة الشيخ حمدان نسيت طفلها الرضيع؛ فرجعت مع زوجها لأخذه، وفي الطريق قتل اليهود الثلاثة.
ممدوح: سنأتي من أجلها في المرة القادمة، ونبحث عنها حتى نجدها.
مسلم: لماذا لا نعود إلى بيتنا الليلة؟
ممدوح: لم يفارق الحارس المكان، كأنه عرف بان ما نبحث عنه يدينه، ويدين دولته المزيفة. انس الأمر يا أبي، وتمتع بزيارة البلد.
مسلم: فعلًا هذا اليوم انتظرته من سنين.
ممدوح: يبدو أن بعض الناس سبقونا إلى البئر.
مسلم: لعلهم أناس من البلد أو سياح أجانب.
ممدوح: على كل حال لن يطول بنا المقام هنا.
مسلم: ما أروع الليل في تل الصافي! هذه الليلة أعادتني سنين إلى الوراء، عندما كنا نلعب الغميضة في الليالي المقمرة أمام مضافة الحاج أحمد يونس، ونعود إلى البيت والأهل نائمون، وفي الصباح ننهض لنأخذ نصيبنا من الضرب على تأخرنا في اللعب الليلة السابقة.
(يظهر عليه التعب)
ممدوح: لا ترهق نفسك يا أبي.
مسلم: لا تخف. روحي ما زالت حية.
ممدوح: الله يحفظك يا أبي! المهم القلب أيضًا.
مسلم: (يتابع كلامه السابق) كنا نصعد التلة في الحارة الفوقا عندما يكون الجو صافيًا. ننظر إلى الغرب فنرى القرى من تل الترمس حتى مدينة أسدود، ونرى بحر يافا وفيه السفائن، كأنها لعب أطفال صغيرة، ونراقب بفرح ومتعة القرى التي تحيط بتل الصافي: عجور من الشرق، ومن الشمال قرى مغلس واذنبة والتينة، ومن الجنوب زكرين وبرقوسيا، ومن الجنوب الغربي بعلين، ومن الجنوب الشرقي دير الدبان. الحمد لله! زرت مقامات تل الصافي جميعها: سلمان، والخضر، ومحمد الأسمر، والشيخ منجد، ومررت بالقبور الجماعية للشهداء الذين سقطوا أيام الحروب الصليبية. كنا نسبح في الربيع في البرك التي خلفها وادي البرشين وعين أبو خليل. كنا نلاقي النساء على هذه البئر، أو وهن ذاهبات ليغسلن الملابس في العيون التي خلفها نزول المطر. الحمد لله! تفقدت كل مكان في تل الصافي حتى المدرسة تفقدتها، ودخلت الغرفة التي درست فيها. أين أيامك يا شيخ خليل؟ كنت تعلمنا الخط والإملاء، كان كفك قاسيًا. وكانت الجدات يأتين إلى المدرسة يطلبن من المدير عبد القادر زلوم أن يطلق سراحنا ظانات أنا في سجن. يا الله لو تعيد لنا تلك الأيام!
رجب: كأني أعرف هذا الصوت، وإن كنت سمعت مثل هذه الزفرات من كثيرين. (يقترب منه) من؟ الحاج مسلم!
ممدوح: (لوالده) رجل حول البئر يعرفك يا أبي.
مسلم: بالتأكيد من البلد.
رجب: يا أهلًا برفيق الصبا؟
(يتعانقان)
فاطمة: "جبل على جبل ما بيلتقي بني آدم على بني آدم بيلتقي"
مسلم: الذاكرة لا تسعف؟
رجب: تعال نجلس الآن على هذه السلسلة (يجلسان) لم تعرفني؟ أنا الشيخ رجب. لم تعد تذكرني يا شيخ مسلم؟ درسنا في مدرسة القرية، تزوجنا أنا وأنت قبل شهر من وقوع النكبة، وهربنا معًا بعد أن نفذت منا الذخيرة.
مسلم: (يصرخ بفرح) رجب رفيق الطفولة!
(يتعانقان مرة أخرى)
فاطمة: الحمد لله! أخيرًا تذكرتنا يا شيخ مسلم.
مسلم: نعم تذكرت. (لرجب) كان زواجنا نحن الاثنين قبل النكبة بقليل، لكنا لم نلتق منذ سنوات طويلة. لا شك تتذكر أنا نزلنا مخيم الفوار، سكنا في الخيام مدة. كانت خيمتنا بجوار خيمتكم. كنا نذهب إلى مركز المؤن الذي كان من الشادر معًا. أتذكر أيام الثلج والبرد والمشي عراة الأقدام. عندما بدأوا بإحصاء السكان انتقلنا إلى مخيم الدهيشة*، وبقينا فيه إلى الآن. لم نلتق بعد ذلك. هكذا حياتنا نحن أبناء النكبة.
رجب: أيام لا تنسى يا صاحبي!
مسلم: وأنت كيف حالك؟ ما الذي جاء بك إلى هنا؟
رجب: ما جاء بي إلى هنا هو ما جاء بك، إنه الشوق إلى هذه الربوع يا صاحبي.
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدًا لأول منزل
أما حالي فقد خرجنا من مخيم الفوار بعد ما يسمى النكسة، وسكنا في عمان. اليوم جئت وزوجتي في سيارة زوج ابنتي من مخيم الفوار لزيارة القرية. صرنا نأتي إلى بلدنا بإذن من المحتل. الله أكبر!
مسلم: هذه حال الدنيا. القوي عايب.
رجب: كيف وجدت تل الصافي؟
مسلم: (بانفعال) تل الصافي جوهرة فقدناها ونحنّ إليها، لا تغيب عن البال حتى تحضر.
رجب: (بعد صمت) صحتك لا تعجبني.
مسلم: أنت شاد حيلك أكثر مني. تعرضت لأزمة قلبية، كدت أن أموت، دخلت المستشفى بضعة أيام. واليوم جئت وابني ممدوح لزيارة تل الصافي.
رجب: فرحتنا اليوم فرحتان: الفرحة الأولى رؤيتنا تل الصافي، والثانية لقاؤنا معًا.
مسلم: ليس لي رغبة بالعودة إلى مخيم الدهيشة.
ممدوح: هل يسمحون لنا بالبقاء هنا؟
عطية: كيف يسمحون؟! لم كانت تلك الحروب إذن؟
فاطمة: سيأتيهم يوم.
مسلم: من هؤلاء الذين لا بسمحون لنا بالبقاء في أرضنا؟
ممدوح: بدهشة) هل نسيت يا أبي؟ إنهم اليهود الذين يفلحون أرضنا.
عطية: علينا الاعتراف بأن الأرض محتلة، ونحن جئنا إليها بإذن من الاحتلال.
مسلم: (بألم) أنا لا أعترف بهم.
صافيتا: هذا أقل ما نفعله لتل الصافي.
فاطمة: ما زال المفتاح في صدري ولن أضيعه.
عطية: مهما قلتم من أحاديث، وقدمتم من آراء فإننا، بعد قليل، سيعود كل منا إلى البيت الذي يقيم فيه.
مسلم: نحن من سبعين عامًا ليس لنا بيت.
ممدوح: ماذا تعني يا أبي؟
مسلم: (بصوت ضعيف) لن أغادر هذا المكان.
ممدوح: أنت تعبان يا أبي؟
مسلم: لا بل في غاية النشاط والحيوية؟
عطية: (لممدوح على انفراد) أبوك ليس على ما يرام، كما أرى.
ممدوح: لكني لم أره في مثل هذا النشاط قبل وصولنا إلى القرية. كان في حالة من القلق والتوتر، كعاشق يقابل حبيبته بعد غياب طويل. ما إن وصلنا القرية عند العصر حتى دب فيه النشاط، راح يمشي بحيوية، لم يترك مكانًا إلا وعرفنا به: هذه مضافة العزة، وتلك للقنادلية، وتلك للعفايفة، وهذه للقواسمة، وتلك للبراهمية، وتلك للحسة. هذا بيتنا بالقرب من حاكورة الدوخ. هذي الطريق تؤدي إلى مغارة بغلان التي دخلتها لأكتشف ما فيها من آثار رومانية، ربطوني بحبل حتى أستطيع الخروج منها، ولا أتوه فيها. وشرح لي بحماس عن الطريق الترابية التي تمتد إلى الطريق الساحلي، الذي يصل إلى يافا وأسدود وغزة، وكيف سافر مع والده بالقطار من محطته في قرية وادي الصرار إلى القدس؛ ليعالج عينه في مستشفى المطلع. أبي الآن في عز الشباب.
فاطمة:( تقترب منهما) أنا خائفة على الشيخ مسلم.
عطية: لا أدري، أنا خائف على الاثنين. من الصعب أن يحتمل الإنسان الإهانة له وللمكان الذي فيه ولد، وترعرع، وغمرت قلبه الأمنيات، وخاصة إذا كان في عمر عمي وعمر الحاج مسلم.
فاطمة: صبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
(ينتبهون إلى تلاحق أنفاس الشيخ مسلم)
ممدوح: يا أبي هل أنت بخير؟
مسلم: (بصعوبة) لا تقلق. سأكون بخير.
ممدوح: هيا نعد إلى الدهيشة، ونمر في طريقنا على مستشفى أو عيادة.
مسلم: (يتنفس بصعوبة. يشير بيده) لا! لا!
عطية: أقرب عيادة هي في كفار مناخم.
رجب: معقول يعالجوننا ...؟
عطية: قلت إنهم جيرانكم والجار لجاره. وكنتم تعالجون مرضاكم عندهم.
مسلم: لو أموت ما تعالجت عندهم. اطمئنوا، سأكون بخير.
عطية: صلاح الدين الأيوبي أرسل طبيبه الخاص، ليعالج الملك ريتشارد الملقب قلب الأسد من جراح أصيب بها في الحرب، وهو الذي جاء ليقضي على صلاح الدين، ويحتل بيت المقدس.
صافيتا: حرام يا أبي مقارنة صلاح الدين بهؤلاء الغزاة!
مسلم: صدقت يا ابنتي.
ممدوح: يجب أن نعود يا أبي.
مسلم: سأبقى هنا.
فاطمة: أنتم الرجال قساة على أنفسكم.
ممدوح: يا أبي. وضعك خطير، كما يبدو. يجب أن نتصرف بحكمة. الحل أن نأتي الكبانية حتى ولو كانوا أعداءنا. أكيد فيها عيادة، وربما مستشفى، أو أن نسرع بالعودة إلى الدهيشة، وفي الطريق نراجع أول مستشفى يقابلنا.
مسلم: لا يلجأ الإنسان إلى قاتله كي يعالجه!
رجب: (للشابين) إذن احملاه إلى السيارة.
ممدوح: سأذهب لإحضار سيارتنا إلى أقرب مكان تستطيع الوصول إليه.(يذهب)
(تشتد الحشرجة )
فاطمة: فكوا أزرار قميصه حتى يتنفس.
(يحاول عطية فك قميصه، وتعديل جلسته على السلسلة الحجرية)
رجب: اصبر يا صاحبي. دقائق وتكون في المستشفى في الخليل أو بيت لحم.
(تزداد الحشرجة)
فاطمة: (تصرخ) يا الله مات الزلمة!
(رفع عطية يده وأنزلها)
عطية: رحمه الله!
فاطمة: (بيدها بطانية) ضع هذه عليه.
عطية:( وهو يضع البطانية على الجثة)
رجب: يا خسارة! مات الشيخ مسلم! ليتني مت قبله! متى يأتي دوري؟ عز الموت أن يموت الإنسان في المكان الذي يحبه.
صافيتا: سلامتك يا جدي! سلامتك!
فاطمة: عظم الله أجرك بوفاة صاحبك!
رجب: ليس من الغرابة أن يموت الإنسان من القهر، وهو يرى وطنه الذي طرد منه، ولكن الغرابة أن يبقى حيًا.
(رجع ممدوح وهو يبكي)
عطية: البقاء لله!
ممدوح: (بنشيج) سمعت الصراخ. عرفت أنها النهاية.
رجب: عظم الله أجرك يا ابني!
ممدوح: رغبته أن يموت هنا، ويدفن هنا.
عطية: لا تسمح قوات الاحتلال بذلك.
رجب: كلها بلاد مقدسة يا ابني. احمل والدك وادفنه في مقبرة مخيم الدهيشة.
ممدوح: (يتجه إلى الجثة. يهجم عليها وهو يبكي) آه يا أبي! الرحمة لك!
عطية: دعني أساعدك في حمله إلى السيارة.
ممدوح: سأحمله وحدي، إنه خفيف الوزن.
ممدوح:(يحمل الجثة على كتفه) سامح أبي يا عم رجب، وادعوا له جميعًا بالرحمة والغفران.
رجب: أبوك رجل كريم وشهم. لا أعرف أنه أساء إلى أحد. الله يرحمه ويغفر له! سامحناه دنيا وآخرة.
(يرافقه عطية. يختفي الاثنان)
فاطمة: ونحن، هيا نعد أنفسنا للرحيل.
رجب: قلت لن نرحل الآن. سننتظر الفجر.
(يعود عطية ومعه فتى آخر، عليه ملامح سكان القرية)
عطية: عدت إليكم بحسن، ابن الرجل الوحيد الذي بقي في القرية بعد احتلالها.
رجب: (لحسن) أنت ابن الشيخ جمعان؟
حسن: صدقت يا حاج.
رجب: كيف حالكم هنا؟
حسن: جيدة. ما زلنا في أرضنا، وجيراننا لا يضايقوننا بل أصبحنا منهم وأصبحوا منا. الآن هم يفلحون كل آراضي البلد التي تركتموها، وهربتم.
عطية: تقول هربنا؟! لم يخبرك أبوك أنا قاومنا بما نقدر عليه.
حسن: لم تردوا على نصيحة الوالد .
رجب: هل تعرف ما كانت نصيحته يا ابني؟
حسن: كانت نصيحته أن تبقوا في البيوت، وترفعوا الأعلام البيضاء. هكذا فعلنا نحن وبقينا في أرضنا.
صافيتا: البقاء في الأرض مهم، ولكن الأهم كيف يكون هذا البقاء.
عطية: من سمح لك أن تتدخلي في الحديث؟
رجب: كلامها صحيح؟
حسن: ماذا تقصد؟
رجب: أعرف أن والدك كان على اتصال بخواجا كفار مناخم، وهذه العلاقة كانت تكفي لنجاتكم من المصير الذي انتهت إليه القرية.
حسن:(بغضب) والدي إنسان وطني. كان حريصًا على أرواح الناس وممتلكاتهم. أراد إنقاذ البلد لكنهم رفضوا نصيحته.
رجب: نصيحة والدك دعوة للاستسلام. حتى لو استسلمت القرية، هل تظن أنهم كانوا سيتركوننا بسلام؟ لو كان في نيتهم ذلك لتركونا في حالنا، ولم يهاجموا القرية مع أنها كانت فترة هدنة بيننا وبينهم. الرايات البيضاء لم تحم القرى ولا المدن من وقوع المجازر وهدم البيوت.
حسن: (بلطف متكلف) دعونا من الماضي. إذا احتجتم إلى شيء فأنا في خدمتكم. أنتم تظلون أهلنا، وأحبابنا، ومن أبناء البلد.
فاطمة: فكرة جميلة. بارك الله فيك وفي عائلتك كلها!
عطية: لا أحد يمثل عائلته هذه الأيام.
رجب: سننتظر هنا حتى مطلع الفجر، ونودع تل الصافي ونرحل.
حسن: كما تريدون. عسى أن تعودوا إلى الأمكنة التي جئتم منها سالمين!(يستدير ليغادر) الأفضل ألا تنتظروا إلى الفجر.
(يختفي)
رجب: من شابه أباه فما ظلم.
(صوت إطلاق النار من الكبانية)
رجب: عادوا يطلقون النار.
فاطمة: هذه المرة يطلقون النار باتجاهنا.
عطية: إنهم يطلبون منا أن نرحل.
رجب: لن نذهب حتى يطلع الفجر؛ لنتمكن من توديع البلدة، سنراها على ضوء النهار. هذا القمر لا يكفي بل يزيدنا حسرة وكآبة.
(إطلاق الرصاص مستمر)
عطية: إنهم يصرون على طردنا.
فاطمة:(لزوجها) لا تركب راسك. دعنا نذهب قبل أن يقتلونا أو يطردونا بالقوة.
رجب: لن نذهب حتى يطلع الفجر. هم السبب في تأخيرنا. كان يمكن أن نصل إلى البلدة في النهار لو أنهم لم يفتشونا على الحواجز.
عطية: الفجر مازال بعيدًا، يكفي ما قضيناه من وقت هنا.
فاطمة: لا يكفي، ولكن لابد في النهاية من الفراق..
عطية: هيا نذهب..
رجب: لا لن أذهب، ليقتلوني هنا! هذي بلدتي، ومن حقي أن أراها وأتفقدها في أي وقت، وأن أغادرها متى أشاء. ألم يجربوا شعور من فقد قريته ووطنه؟!
صافيتا: لو لم ترم السكين يا والدي!
عطية: مجنونة! بنتي جنت.
فاطمة: لا ينفع السكين الآن، يا حفيدتي.
صافيتا: وهل ينفع المفتاح والبارودة الخردة؟!
عطية: ما أكثر كلامك!
رجب: ليفعلوا ما يريدون. أقل ما أفعله لتل الصافي أن أبقى فيها حتى طلوع الفجر.
معاني الكلمات
مخيم الفوار: مخيم للاجئين الفلسطينيين، أقيم بعد نكبة 1948. يقع جنوب مدينة الخليل.
مخيم الدهيشة: يقع بالقرب من بيت لحم، وهو من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي أقيمت بعد النكبة.
القواديس: جمع قادوس، وهو إناء على شكل قالب، كانت توضع على البئر، وتركب في جنزير على دولاب، وتقوم الخيل أو البغال بتحريك القواديس من الأسفل الى الأعلى، فتملأ الماء من البئر، وتفرغه في قناة خاصة.
الشباري: جمع شبرية، وهي سلاح أبيض، مثل الخنجر لها جراب خاص، يوضع في حزام على الخصر. يستخدمها الشباب للزينة أو للدفاع عن النفس.
الجبخانة: كلمة تركية تعني الذخيرة.
نق: نقول بالعامية الفلسطينية "نقه "، أي أصابه إصابة مباشرة.
الكبانية: كلمة أجنبية من company أي شركة، وتستخدم في فلسطين بمعنى مستعمرة، وهي منطقة معزولة عما حولها، يعيش فيها الجنود مع عائلاتهم.
[email protected]