سيناريوهات الرد الإيراني على مقتل قاسم سليماني في ظل توازن القوى في المنطقة
تاريخ النشر : 2020-01-11
سيناريوهات الرد الإيراني على مقتل قاسم سليماني في ظل توازن القوى في المنطقة

المحامي محمد ربيع


جاءت واقعة اغتيال قاسم سليماني قائد الوحدة الخاصة المسؤولة عن العمليات خارج الحدود الإقليمية في الحرس الثوري الإيراني المعروف باسم فيلق القدس في توقيت يشهد توتر للعلاقات الإيرانية الأمريكية في ظل الخلاف على برنامج إيران النووي والاختلاف في الرؤى والمواقف في قضايا الشرق الأوسط في ظل الحرب السياسية للسيطرة على الشرق الأوسط ما بين الولايات المتحدة وروسيا وحلفائها في المنطقة، ولا شك أن للدور الذي يلعبه قاسم سليماني في القضايا المحورية بالمنطقة في كل من العراق وسوريا واليمن بالإضافة لدعمه الواضح لأحزاب وحركات المقاومة المتمثلة في حزب الله وحركات المقاومة في قطاع غزة يشكل عائقاً أمام تنفيذ سياسات الولايات المتحدة الأمريكية والإضرار بأمن واستقرار حلفائها التي تدعي أنها توفر الحماية لهم ولأنظمتهم السياسية وبذات الوقت كف يد أمريكا كلاعب منفرد في الشرق الأوسط إثر تربع الأكراد على مقاليد الحكم في العراق والإبقاء على نظام حافظ الأسد في سوريا الموالي لإيران والجبهة والروسية إلى الأحداث الأخيرة في لبنان التي أطاح بها حزب الله بحكومة سعد الحريري الموالي للمملكة العربية السعودية إحدى الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة والتي كان لسليماني دور رئيسي فيها ومسبب رئيسي في نتائجها للدرجة التي مكنته من إدارة معارك ومواجهات بنفسه في أغلب مناطق الاحتكاك مما جعل أمريكا تصنفه كداعم للإرهاب، إضافة إلى فقدان الولايات المتحدة دورها الراعي لعملية السلام في الشرق الأوسط بعد اعترافها بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها والذي مهد لبسط اليد الروسية لرعاية عملية السلام في الشرق الأوسط والذي تبدو فيه زيارة الرئيس الروسي لفلسطين بعد حادثة الاغتيال في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لطريق مسدود لخير دليل على انتقال المهام الراعية لعملية السلام؛ إذ أصبحت في زمام روسيا بعد أن قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لها على طبق من ذهب، إضافة لخلافات دول المعسكر السني الموالي لأمريكا كالخلاف على زعامة التيار السني بين تركيا والمملكة العربية السعودية كقوى كبرى في المنطقة هذا الخلاف الذي تفاقم بين البلدين إثر قضية قتل خاشقجي في السفارة السعودية في تركيا وبهذا تستمر الولايات المتحدة في تلقي الخسائر السياسية ومتابعة توغل التحالف الروسي في المنطقة خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي، ولعل هذه التداعيات هي التي أجبرت أمريكا على اغتياله في إطار سعيها لاستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد الذ تحدثت عنه هيلاري كلينتون في خطوة سياسية جريئة غير متوقعة نتائجها وهو ما يثبت بطلان أدعاء وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها بأن سليماني "كان يعمل بنشاط على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين واستهداف القوات الأمريكية في المنطقة” مستشهدة بأحداث اقتحام السفارة الأمريكية في العراق من قبل الحشد الشعبي وحزب الله العراقي الموالين لإيران قبل يومين من حادثة الاغتيال التي وقعت في الثاني من كانون ثاني لعام ٢٠٢٠م.

اختلفت الآراء حول عملية اغتيال قاسم سليماني ففي الوقت الذي رأت فيه الولايات المتحدة أن اغتيال سليماني كان يجب أن تتم قبل سنوات وأنها ضرورة استراتيجية في الحرب ضد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي أدانت فيه محور المقاومة وكل من العراق ولبنان عملية الاغتيال واعتبرتها تمثل اعتداء على سيادة الدول واستهداف لقيادات دولية مما يستوجب توفير الحصانة الواجبة والحماية اللازمة لهم لما يمثلونه من سيادة وفقا للأعراف والمواثيق الدولية، مما اضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبرير ما فعلته في بيان وزارة الخارجية بأنها لم تخالف قواعد القانون الدولية نظراً لسماح ميثاق الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات دفاع عن النفس عند تعرضها لهجوم مسلح كون سليماني كان يخطط لهجمات ضد دبلوماسيين أمريكيين واستهداف للقوات الأمريكية في سوريا والعراق وأفغانستان والذي خالفته مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات القتل خارج نطاق القضاء بأن “التحقق من صحة هذا الادعاء أمر من غير المرجح أن يحدث" مستندة على ما أورده تقرير الأمم المتحدة حول عمليات القتل العمد لعام ٢٠١٠ والذي أفاد بالسماح بمثل هذه العمليات "إذا كان ثمة تهديد حقيقي وشيك، تتوفر معه حاجة فورية للدفاع عن النفس، لا تترك مجالاً لأي خيارات أخرى، ولا تسمح حتى بلحظة من التأني" وهو ما لم تبينه الإدارة الأمريكية في بيانها، وفي جانب آخر تعالت الأصوات المنادية بضبط النفس وتغليب السياسة لحل القضية التي قرعت طبول حرب كبرى وشيكة في المنطقة تأكل الأخضر واليابس وتغير معالم السياسية في الشرق الأوسط في ظل الحالة غير المستقرة للحكومات في المنطقة بشكل عام، في ذات الوقت التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة اسرائيل إلى تشويه صورة اللواء الإيراني وتصويره بالشخصية المنبوذة في المنظومة الايرانية والإرهابي في نظر دول الجوار الإقليمي وهو ما أظهرت مراسم الدفن التي كانت تدلل على مكانة سليماني وشعبيته في المنظومة الإيرانية كما أن أغلب دول الجوار أدانت عملية الاغتيال حيث اعتبر نصر الله مقتل سليماني حدث فاصل بين مرحلتين تاريخ المنطقة.

في ظل التكهنات والتحذيرات من حرب وشيكة في المنطقة تغير معالم السياسة في الشرق الأوسط جاء الرد الايراني هزيلاً من وجهة نظر المتابع للحالة السياسية إذا تمثل في غارة على قاعدة عين الأسد المهجورة تقريباً مع وجود أنباء بأن الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية على علم مسبق بالعملية وعملية قصف محيط السفارة الأمريكية في العراق بالصواريخ دون وقوع أي إصابات في كلا العمليتين مما يدلل على عدم جدية الضربات الإيراني تلاها تصريحات لمندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة بالانتهاء من كافة العمليات الانتقامية رداً على مقتل سليماني، في الوقت الذي كان العالم يتأهب لردة فعل أكبر رداً على اغتيال اللاعب الأبرز في قضايا الشرق الأول بالنسبة لمعسكر تحالف الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية الذي تعتبره أمريكا أكبر تهديد على لأمنها في المنطقة، ولكن هل انتهت فعلا عملية الرد الايراني على أمريكا أم أنه لا يزال متسع في الأفق لتغيرات سياسية اقتصادية ولعلها تكون عسكرية في المنطقة؟

لا سبب مقنع يبرر الرد الايراني الهزيل على اغتيال سليماني إذا ما استبعدنا نقطة وجود اتفاق إقليمي دولي لدى المحور الأمريكي على اغتياله لتدابير لها علاقة بإتمام إجراءات صفقة القرن ومخطط الشرق الأوسط الجديد مقابل تسوية سياسية تتعلق بالبرنامج النووي الايراني وسياساتها في المنطقة ولعل للأنباء التي تداولت حينها حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان الحليفة لإيران جزء من هذه التسوية إلا أن الدواعي الأمنية لتطورات جديدة في المنطقة لا زالت توحي بهبوب رياح الحرب أدى إلى تراجع الولايات المتحدة عن موقفها من سحب القوات وتغيير الخطاب الموجه لإيران من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي توجه رسالة مفادها بأن الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد مع إيران خاصة بعد العقوبات الإضافية التي فرضتها الأولى على الثانية ضد شركات ومسؤولين إيرانيين بعد عملية الاغتيال بهدف قلب الأجهزة الأمنية الإيرانية حسب وجهة النظر السائدة للحد من أي ردة فعل عسكرية في المنطقة تقودها إيران على أهداف أمريكية وضمن ذلك التخوف حالة تأهب العالي الإسرائيلية تخوفا من ضربات إيرانية محتملة حيث كان سببا في توجيه الأخيرة رسالة عبر الوسيط الروسي لإيران مفادها "أن أي رد من إيران على إسرائيل، بسبب اغتيال قاسم سليماني؛ سيواجهه رد إسرائيلي، لم يسبق له مثيل" مما يعكس صوراً من حالة التوتر الإقليمية خاصة وأن إيران أعلنت أن لديها ثلاثة عشر سيناريو للرد على اغتيال سليماني الذي وصفه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "أقله سيكون كابوسا تاريخيا لأمريكا" مؤكداً على أن الثأر لن يكون عبر توجيه ضربة واحدة محددة مما يعني أن العملية قد تستهدف أهداف سياسية واقتصادية وبوارج عسكرية أمريكية في المنطقة إضافة إلى احتمالية المساس بأمن حلفائها في المنطقة.

لذلك فإن سناريو الرد على اغتيال قاسم سليماني قد يكون مختلف في حال لم يكن هناك تسوية سياسية قد تغير من موازين القوى في المنطقة وبذلك فإن للجمهورية الإيرانية وحلفائها العديد من الخيارات لتوجيه ضربات للقوات الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط سواء كان الاعتداء مباشراً أو بواسطة حلفائها في الشرق الأوسط، في ظل الساحة المضطربة سياسياً وعسكرياً في المنطقة فإن آفاق توجيه الضربات يمتد بامتداد التحالفات الإيرانية والتي أصحبت ذات انتشار إقليمي على تماس بكافة المصالح الأمريكية في منطقة مما يفرض توسيع مجال التأهب في معسكرات الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك فإن توقيت العملية قد لا يساعد إيران على استغلال نفوذها في المحيط الإقليمي نظراً لظروف الداخلية لحلفائها في المنطقة فكما نعلم جيداً أن استهداف إسرائيل الابن المدلل لأمريكا في الشرق الأوسط أحد أبرز الوجهات لتوجيه ضربة لأمريكا من خلال حزب الله وحركات المقاومة في غزة في الوقت الذي ندرك فيه بأن حركتي حماس والجهاد الاسلامي تتجه إلى الوصول إلى تهدئة طويلة المدى مع اسرائيل برعاية مصرية إضافة إلى تأثر جبهتها باغتيال بهاء أبو العطا الذي تعتبره إسرائيل أحد أخطر الشخصيات الثلاث على أمنها إضافة لنصر الله وسليماني وأهم حلفاء إيران وسليماني في قطاع غزة والذي اعتبر البعض أن اغتياله جاء تمهيداً للوصول إلى التهدئة مما يفيد بأنه ليس الوقت المناسب لفتح حماس جبهة صراع مع إسرائيل على الرغم بأن لديها المبرر الكافي للرد على اغتيال أبو العصا الذي احتفظت فيه حركات المقاومة بحق الرد في الزمان والمكان الذي تراه مناسباً إلا أنها أكدت على استمرار مساعي التهدئة بعد اغتيال سليماني بأن الحدث لن يؤثر مساعي التهدئة التي تجري بالوساطة المصرية، في ذات الوقت الذي يعاني فيه حزب الله في الجبهة الشمالية لإسرائيلي من الحرب على عدة جبهات في سوريا والعراق إضافة إلى توتر الشارع الداخلي في لبنان عقب ثورة لبنان وإسقاط حزب الله لحكومة الحريري، أما الساحة العراقية والسورية فلا مصلحة لإيران وروسيا في العبث بمعادلة حفظ توازن القوى المنطقة من خلال عدم اعطاء المبرر لمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في الوقت الذي تمتلك فيه إيران وحلفائها هامش أوسع للمناورة مناطق أخرى من خلال الأذرع العسكرية الموالية لإيران وحلفائها مما لا يهب مبرر لأمريكا في إشعال فتيل حرب مباشرة في المنطقة قد تخل بنفوذ وتوازن حلفاء إيران الاستراتيجيين الذي اكتسبته نتيجة لثورات الربيع العربي في المنطقة وخصوصاً روسيا التي بدت تظهر بمظهر اللاعب الأكثر تأثيراً على السياسة في الشرق الأوسط والتي يهمها بالدرجة الأولى الحفاظ على مصالحها وحلفائها في الشرق الأوسط وعدم إنهاكهم في حرب إقليمية واسعة ستمتد بطبيعة الأمر دوليًا بحكم التحالفات القائمة، وهو ما تتفاداه واشنطن التي بدورها أبدت استعدادها لمفاوضات جادة دون شروط مسبقة مع إيران بعد تبادل للهجمات التي شنتها إيران في محيط السفارة معسكر وقصف استهدف قاعدتي عين الأسد وإربيل بالإضافة للمخاوف الأمريكية بتأثر سوق النفط وتضاعف النفط كما حدث عندما بدأ القتال في حرب العراق الثانية إذ ارتفع سعر النفط بشكل غير متوقع خلال ليلة واحدة فقط وكذلك خطوط الملاحة في مضيق هرمز والتي أثار اعتراض زوارق حربية إيرانية لناقلة نفط بريطانية وحجزها حفيظة دول التحالف في ظل التوتر الذي لم يتوقف عن التصاعد في الخليج منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني ولعله ما يبرر رغبة إيران والولايات المتحدة في عدم إشعال فتيل الحرب على الأقاليم السورية والعراقية للحفاظ على توازن القوى الذي يحفظ نفوذ كل منهم في المنطقة في حرب لا تضمن نتائجها، أما الخيارات الأكثر موائمة للاستراتيجية الإيرانية في الرد والتي تعتمد على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة والقيام بخطوات عسكرية وأمنية متفرقة ومتباعدة، أن تبدأ من الساحة الأفغانية باستهداف القواعد العسكرية الأميركية فيها كونها ساحة مناورات مفتوحة إضافة للنفوذ وتأثير الذي تتمتع به إيران في أفغانستان، سواء على الحكومة أو حركة طالبان وحتى على الشعب الأفغاني والعلاقات الاستثنائية مع طالبان التي أكدت تقارير وزارة الدفاع الأمريكية بأنها تتلقى دعما ماليا وعسكريا من إيران وصلت حد إدارة قاسم سليماني شخصيا لبعض الهجمات التي نفذتها طالبان ضد أهداف أمريكية وكذلك بإمكانها استغلال لواء الفاطميين الذي يتكون من ميليشيات معظمها من المهاجرين الأفغان المنتمين لأقلية الهزارة الشيعية التابعة لإيران كما سبق له أن حارب وقام بمهام لصالح إيران وتحالفها في كل من العراق وسوريا واليمن إلى جانب الحوثيين، كما أن الأفق يبقى مفتوحاً أمام توجيه ضربات إيرانية لحلفاء أمريكا في المنطقة كاستهداف جنوب السعودية من قبل القوات العسكرية الموالية لإيران في اليمن وتوجيه ضربات للقواعد العسكري في كل من السعودية والبحرين وعمان والصومال وبذات الوقت التأثير على سير الملاحة البحرية في مضيق باب المندب مما يمكن إيران من إلحاق أضرار وخسائر للولايات المتحدة دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

هذا ولا تزال خيارات الحرب الإلكترونية وزعزعة ثقة حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط بقدرتها على توفير الحماية لها ولأنظمتها والاستمرار بخلق حالة التوتر في مضيق هرمز واستغلال ضغط الحلفاء الذي بدأته روسيا باقتراب سفينة حربية روسية من مدمرة تابعة للولايات المتحدة في بحر العرب بشكل عدائي بعد حادثة اغتيال سليماني والذي اعتبرته أمريكا يشكل اعتداءً صارخا لقواعد القانون الدولي لمنع حدوث اصطدامات بين السفر بالبحر كجزء من خلق حالة التوتر في المنطقة وضغط الحلفاء على الموقف الأمريكي، في المعادلة التي يتفق فيها كل من الروس والأمريكان على ضرورة منع حرب مقبلة لا تضمن نتائجها والذي يسعى لها بوتين لضمان نفوذه في الشرق الأوسط والمكاسب السياسية التي ظفر بها بعد ثورات الربيع العربي وكذلك الولايات المتحدة التي عمد الكونجرس فيها لوضع قانون يحد من صلاحيات الرئيس الأمريكي من أتخاذ قرار بالحرب على إيران حفاظا على المصالح الاقتصادية الأمريكية في المنطقة وضمان أمن خطوط الملاحة البحرية فيها يسعى الرئيس الروسي للاستفادة سياسياً من حادثة مقتل سليماني بتعزيز دوره في المنطقة فيما يحاول الرئيس الأمريكي الخروج بأقل الخسائر في هذه الخطوة الجريئة.

في حين تبقى الرؤية ضبابية حول مستقبل الحرب في المنطقة تحاول الدول العظمى أن تتوبى وقوعها كالولايات المتحدة التي لا ترغب بإعادة ما حدث في حرب أفغانستان والعراق والتي لا زالت تعاني اقتصاديا بسببها تزامناً مع رغبة إيران إنهاء قضية ملفها النووي الذي أصبح يؤرق القيادة في إيران وقد تستفيد إيران سياسياً في هذا الجانب وفي الجانب الآخر قد تلجأ إيران إلى اعتماد نظرية الحرب بالوكالة من خلال أذرعها في الشرق الأوسط ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية لها ولحلفائها، وعلى الرغم من أن خيار إعلان أمريكا للحرب أمر مستبعد لاحتكامها لمصالحها الاقتصادية إلا أن ارتباط قرار إعلان الحرب وفق الدستور الأمريكي من صلاحيات دونالد ترامب مما يبقي على احتمالية وقوعها إذا ما تدخلت إسرائيل لإشعال فتيل الحرب في المنطقة.