صدور ثلاثة مجلّدات من أحدث تفسير للقرآن الكريم لمؤلفه عبد الباقي يوسف
تاريخ النشر : 2020-01-03
صدور ثلاثة مجلّدات من أحدث تفسير للقرآن الكريم لمؤلفه عبد الباقي يوسف


 صدور ثلاثة مجلّدات من أحدث تفسير للقرآن الكريم لمؤلفه عبد الباقي يوسف 
  تحت عنوان التحليل الروائي للقرآن الكريم 

من أفضل التفاسير الحديثة التي وصلتنا هو تفسير التحليل الروائي لمؤلفه عبد الباقي يوسف، وقد أصدرت دار الكتب العلمية ثلاثة مجلدات من هذا التفسير سنة2019، حوت على تفسير نحو عشرة أجزاء من القرآن الكريم من سورة الفاتحة وإلى سورة الأنفال، وتكمن أهمية هذا التفسير في أنه يتجنّب القال والقيل، وبذلك لانجد فيه التكرار الذي نجده في كثير من التفاسير إضفاة إلى ذلك أنه يجعل القرآن الكريم يحاكي الواقع ويحاكيه الواقع فنشعر مع قراءة هذا التفسير بأن القرآن ينزل للتو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن القارئ يجد كيف أن هذه الآيات تنزل له في تفاصيل حياته اليومية، وهنا ينتبه إلى مالم يكن منتبهاً إليه من قبل في الكثير من مقوّمات حياتنا المعاصرة التي نعيشها. وكذلك يبيّن تفسير التحليل الروائي للقرآن كيف أن بعض الاجتهادات السابقة في تفسير القرآن كانت مقاسة على ذاك الواقع الذي كتب فيه المفسّرون تفاسيرهم، ولكن مع الزمن والمنجزات البشرية الحديثة، وكذلك التحوّلات الاجتماعية، تبيَّن أن تلك التفاسير يمكن لها أن تجعل المسلمين في عزلة إذا اتّبعوها، فذاك الماضي الذي كان المسلمون فيه قوّة عظمى -على سبيل المثل- اختلف تماماً. وهنا تكمن أهمية هذا التفسير، حيث يقدّم تحليلاً واقعياً آخذاً بعين الاعتبار التحوّلات التي قد تطرأ، ومن هنا قد نفهم سبب تسمية         (التحليل الروائي للقرآن الكريم) فهو يقوم بتحليل الآيات آيةً آية ثم كلمةً كلمة وأحياناً يفك الحروف عن بعضها ليوصلنا ما أمكن إلى المعاني التي تبدأ تتفتّح على ضوء التحليل الروائي.

ونرى بأنه قسم تفسير السورة إلى أبواب، كل باب يحمل عنواناً، ثم تتماسك هذه الأبواب مع القراءة وفق عنصر تشويقي قد استفاده الكاتب من خبرته الروائية الطويلة في كتابة الرواية، حيث نرى الكتابة تكون وفق تقنيات روائية حديثة، كما أنها جاءت بفنّية عالية ودقيقة جداً، حتى أنه يخال لنا بأننا نقرأ عملاً روائياً، أشخاصه ومحاوره هم أشخاص ومحاور السور القرآنية، فنرى البيئة التي نزلت فيها الآيات، إلى جانب العادات والتقاليد، وما إلى ذلك من عناصر تقنيات فنية العمل الروائي الحديث.

  أمّا التحليل الروائي، فيعني بذلك ونحن نقرأ هذا التفسير، بأنه يعرض مضمون الآية التي يفسّرها على عموم القرآن ليجد لها سياقها الروائي، وبذلك يبيِّن لنا كيف أن مواضيع القرآن تتوزّع على سائر القرآن، وبذلك يبيِّن خطورة اجتزاء بعض الآيات والحكم من خلالها، بل يعرضها على سياقاتها في مختلف السور، ثم يأتي بشواهد من الأحاديث الأكثر صحة، ويبدأ في التحليل الذي من جهته يبدأ بفض الكلمات عن المعاني ليجليها لنا، فيضعنا أمام المعاني الجديدة التي نراها كيف تحاكي تفاصيل واقعنا اليومي بكل ما فيه من منجزات ومن تقنيات حديثة لعلّها ما كانت تخطر على بال المفسّرين في عهود سابقة. وقد ورد في صفحة التعريف بالمؤلف عبد الباقي يوسف بأنه أديب وروائي سوري ولد في مدينة الحسكة السورية سنة 1964، وذكرت العديد من مؤلفاته الروائية والأدبية المنشورة، ومنها رواية (إمام الحكمة لقمان الحكيم) التي أصدرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت سنة 2010 وغير ذلك.  وقد كتب تفسيره هذا في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق حيث إقامته، وقد حوى المجلد الأول الذي أتممه سنة 2016م على سور (الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، المائدة) صدرت طبعته الأولى في أربيل سنة2016 ، والطبعة الثانية عن دار الكتب العلمية في بيروت2019 ، وحوى المجلد الثاني الذي أتممه سنة 2018 على سورتَي (الأنعام، والأعراف) وصدرت طبعته الأولى في أربيل 2018  ، والطبعة الثانية عن دار الكتب العلمية في بيروت2019 ، وحوى المجلد الثالث الذي أتممه سنة 2019 على سور (الأنفال) صدرت طبعته الأولى عن دار الكتب العلمية في بيروت2019. كما تم توثيقه في هذا التفسير.