عام عربي.. لعام جديد؟ بقلم: وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2019-12-27
عام عربي.. لعام جديد؟ بقلم: وفيق زنداح


عالم عربي ... لعام جديد ؟؟؟
الوطن العربي الكبير من المحيط الي الخليج كما باقي الكرة الارضية تفصله ايام معدودة على عام جديد نتمنى من الله عز وجل ان يعزز الامن والسلام والوحدة والتطور والقدرة على مواجهة التحديات .
الخارطة السياسية لعالمنا العربي فيها الكثير مما يواجهها من تحديات وعقبات واختراقات لأسباب عديدة ولغياب الكثير من مقومات وتوجهات الوحدة والتنسيق المشترك لمواجهة مجمل تلك التحديات .
العالم العربي بجغرافيته السياسية وبتعداد سكانه وموارده العديدة واقتصادياته المرتفعة كان بالإمكان ان يكون اكثر تطورا وحداثة وعلى كافة الصعد والمستويات الا ان عالمنا العربي وقد تولد بداخله الكثير من الازمات والعقبات نتيجة لسياسة استعمارية قديمة جديدة على رأسها الطائفية ... والاعتماد على الاخرين بالصناعة والتجارة والزراعة .. حتى اصبح العالم العربي سوقا استهلاكيا وليس منطقة انتاجية يمكن من خلالها تعديل الميزان التجاري لصالح الاقتصاد العربي .
التكامل الاقتصادي العربي ..... والسوق العربية المشتركة ..... والامن القومي العربي.... والموارد العربية المشتركة في ظل اقتصاد عربي واعد وقادر على التشييد والبناء .... وتخضير الصحراء ..... وانتاج كافة المنتوجات الصناعية والتجارية ... الزراعية والحيوانية وحتى الدخول في سوق الصناعة التكنولوجية في ظل عالم عربي يوجد فيه الالاف من الكفاءات العلمية القادرة على انجاز تلك الصناعة ... لكنها الفاقدة لإدارة الموارد والطاقات البشرية واستثمار الاموال العربية بصورة مثلى .
الحديث عن عالمنا العربي والذي نحن جزء منه حديث يطول بمحطات عديدة لم يستثمر فيها حتى الان امكانيات العرب وقدراتهم ومواردهم حتى اصبحت تلك الموارد مطمعا للاستعمار الجديد كما كانت مطمعا للاستعمار القديم .
سأختصر رؤيتي بعالمنا العربي بالنقاط التالية :-
اولا :- بإمكان امتنا ان تخرج من حالها وشوائب ماضيها ومصاعب واقعها وبكافة المناحي والمستويات والوصول الى اوضاع افضل حماية لنفسها ولشعوبها ولسيادتها على ارضها بامتلاك قوتها وحرية استخدامها كما امتلاك اقتصادها وحرية استثماره في المجالات المتعددة .
ثانيا :- بإمكان امتنا ان تصنع بأياديها وبفكر علمائها بأكثر مما تستورد من الاخرين ... وان تبدع وتبتكر بما يخدم احتياجاتها ومتطلباتها وان لا تبقي على اتكاليتها واعتمادها على استهلاك صناعة غيرها .
ثالثا :- المزيد من الاهتمام والرعاية والتطوير بالإنسان العربي بوعيه وثقافته وعلومه وحضارته وزيادة عوامل ثقته بأمته وان ندخل ثقافة المنافسة وليس الالحاق بالآخرين أمرا مهما ومتاحا في ظل امكانياتنا العربية .
رابعا :- ثورة ثقافية وطنية علمية قومية تكاملية نحارب فيها كافة اشكال الفقر والتخلف ... كما نواجه بها كافة اشكال الطائفية والتعصب والتطرف ... وان نعتمد ثقافة الوطن فوق الجميع كما القانون يحكم الجميع وان نحافظ على تاريخنا العربي وان لا نسقطه في مستنقع التخلف وعدم القدرة على انتظام حالنا العربي واستثمار مقدراتنا بصورة صحيحة .
خامسا :- التكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة والاستثمار الامثل للموارد العربية ولو بالحد الادنى في ظل خصوصية كل بلد ومعالجة سلبيات واقع ومواجهة تحدياته التنموية ولإيجاد وطن عربي قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة الطامعين به .
سادسا :- اعتماد المناهج العلمية والبحثية المتطورة كما اعتماد وسائل تدريسية وتدريبية نعمل من خلالها على تطوير القدرات وزيادة مستوى الكفاءة لدى الفرد العربي كما لدى المؤسسة العربية القادرة على ايجاد اليات عملها بصورة متطورة لتحقيق ناتج افضل وعائد اكبر .
سابعا :- تعزيز ثقافة الامن المشترك كما ثقافة الاقتصاد التكاملي وان لا يعيش كل قطر عربي بما فيه وبداخله من مظاهر وسلبيات لا توثر على الدولة بذاتها ولكنها تنعكس بالسلب على الدول المجاورة لها وتزيد من اطماع الطامعين وارهاب الارهابيين واحداث الخراب والدمار في ظل قصوره وتقاعس لا يجب ان يكون .
عالمنا العربي وما كنا نعتمد بثقافتنا من عروبة وقومية ولم نكن نأخذ بالقطرية في ثقافتنا واعرافنا وفكرنا السياسي والاجتماعي والوطني لأننا كنا نؤمن ولا زلنا ان الوطن العربي جسد واحد ... وروح واحدة والدلائل كثيرة والشواهد عديدة فعندما يتألم العراق تألمت سوريا وعندما تألمت سوريا تألمت لبنان وعندما تألم اليمن تألمت السعودية والخليج وبالأساس التاريخي عندما تألمت فلسطين وشرد اهلها اصبحت المنطقة محل اطماع عديدة لاستعمار قديم وجديد ولطوائف غلبت عليها مصالحها ونزعاتها مما مهد الطريق للمزيد من الضعف والهوان والذي نأمل ان نتعافى منه وان نزيد من مقومات قوتنا العربية وان نصلب ارادتنا وان نتعلم من دروس تجربة كانت عصيبة ومؤلمة حتى ناخذ بعالمنا العربي لمنافسة قارات اخرى بالتجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة والعلوم انها امنية عربية يجب ان تكون حتى نكون الاوفياء لعلمائنا العرب الذين صنعوا كل هذا التقدم الذي تعيش فيه البشرية .
وكل عام وانتم بخير
الكاتب : وفيق زنداح