بتقييمات التجربة.. هل تعلمنا الدرس؟!بقلم : وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2019-12-14
بتقييمات التجربة.. هل تعلمنا الدرس؟!بقلم : وفيق زنداح


بتقييمات التجربة ... هل تعلمنا الدرس ؟!!!
قلنا بمرات سابقة بانه لا يجب بالمطلق ان يقبل احدا منا الظهور عبر الشاشات الفضائية او الظهور بأي وسيلة اعلامية ليستعرض ما نحن عليه !!!! ... وليس في هذا القول مانعا او محاولة للتغطية على أي عيوب او سلبيات او اخفاقات او حتى فساد مالي او اداري او حتى سياسي .... ولكن ما نقصد انه يجب علينا ان نعزز من ثقافة المعارضة داخل الاطر والقنوات الشرعية والحديث بإسهاب وتفصيل وبدلائل قاطعة وليس بتقارير كيدية او بأحقاد شخصية او طمعا بمنصب بمحاولة حفر حفرة عميقة ليقع من خلالها البعض وحتى يظهر هذا البطل ناصحا ومرجحا لميزان العدل والصواب والحقيقة المطلقة !!!! .
يكثر التطاول علينا من خارجنا ... كما يجري التطاول على بعضنا البعض من داخلنا ... حتى اصبحنا مشاعا للقذف والشتم والاتهام والتخوين ... في سابقة مؤسفة عندما يخرج علينا البعض ممن يفترض انهم ابناء العروبة وحتى من ابناء جلدتنا ليحاولوا تزييف التاريخ .. وقذفنا بما ليس فينا ... واتهامنا بما هو من صفات غيرنا .
ثقافة التطاول والنابعة من شذوذ فكري .... وانحراف ثقافي واخلاقي لبعض المنظومات المهنية والاجتماعية ... ذات الدلالات والمنطلقات السياسية والتي تحاول ان تسخر طاقاتها واتهاماتها بما يسيئ الى قضيتنا وشعبنا وقيادتنا ... وكأنها حملة محمومة مسعورة يراد من خلالها اضعافنا ... وتركيعنا ... واستسلامنا ... في ظل ما يجري الحديث عنه وتنفيذ جزء منه بما يسمى بصفقة القرن ... وما بعد ورشة المنامة بشقها الاقتصادي والمالي والذي يراد منه ادخالنا في سوق المزايدات لأجل بيع قضيتنا وممارسة سياسة الاستغلال المالي والاقتصادي لمعاناة شعبنا وسلطتنا الوطنية .
ليس بثقافتنا ان نوجه اصابع الاتهام ... او نتطاول على أحد ... بالتجريح والتقزيم ... لكننا بحكم قضيتنا وثقافتنا ووطنيتنا الخالصة وايماننا العميق والمتجذر بعروبتنا وامتنا ... لا نجد مناصا من الرد والتوضيح وكشف الحقيقة والمراد من وراء مثل هذا التطاول الذي يزداد ما بين قترة واخرى وكأننا لا نمتلك امكانية الرد وشجاعته .
على مدار تاريخ قضيتنا اتهمنا بالكثير ... وتطاول علينا ابناء امتنا ومن خارجها وحتى اعدائنا في حرب نفسية ومعنوية وصلت الى حد الحرب المالية وحتى العسكرية لأجل شطب قضيتنا وفرض شروط الاستسلام علينا ... ولم يكن بكل هذه المحطات من نتائج لهؤلاء المتطاولين الذين يعبثون بحقيقة التاريخ وثقافة الامة ويجعلون من اهوائهم ونزواتهم ارضية للانطلاق في بحر ما يتمنون وما يمكن ان يتصيدون ... وهم خاسرون بحكم التاريخ والواقع ... ولن يجدوا بتطاولهم للتشهير بنا وبقضيتنا من فائدة او عائد يمكن ان يعود عليهم في ظل جهلهم وركوعهم واستسلامهم لنزواتهم ... وارتباطاتهم بالعديد من الاجندات ذات المصالح الاقليمية وما يحكمها من ارتباطات دولية .

يجب علينا ان نقف وقفة طويلة ومعمقة ... وقفة صادقة وامينة لمراجعة علاقاتنا الداخلية وتصويبها وتعزيز وحدتنا حتى لا نصبح كالكرة التي تتقاذفها الارجل .... وتتلاعب بنا الالسنة ... ويستغلها الاقزام داخل الاقليم وبصورة مباشرة قطر وتركيا ... وحتى خارج الاقليم وبالمقدمة الولايات المتحدة وادارة ترامب التي تتضارب وحتى تتراجع عن الكثير مما كان بالسياسة الخارجية الامريكية خاصة في ظل كافة الاجراءات والقرارات المتخذة ضد القضية الوطنية الفلسطينية ومحاولة ازاحة الكثير من الملفات والقضايا الاساسية من أي امكانية يمكن ان تكون على صعيد مفاوضات ... او حتى مؤتمر دولي .
فالقضية الوطنية الفلسطينية تستوجب منا جميعا في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة ان نرجم بعضنا .. حتى لا نرجم من غيرنا !!!! ... لان ثقافة التطاول عند العديد من الاقزام والمأجورين ... وحتى المتأمرين الذين يمولون ويوجهون على عكس مصالح الوطن وقضيته .
قد ازدادت الى حد ضرورة وقفها التي تجاوزت الحدود .... وجعلوا من انفسهم اسيادا ومقيمين لإدائنا ومواقفنا السياسية ولتاريخنا ولنضالنا الوطني .
ان ما يجري ما بين فترة واخرى تقشعر له الابدان وتلفظه القلوب والعقول .... كما يرفضه التاريخ والواقع ... فالشعب الفلسطيني شعب مناضل ومكافح وله في مسيرة النضال عقود طويلة بما يزيد عن مئة عام لم نستسلم فيها لقوة بطش وعدوان ... بل عملنا على مقاومة كل من يحاول التلاعب بقضيتنا او التطاول عليها ..... لأننا قادرين بحكم تجربة طويلة وثقافة غنية ومسيرة كفاح طويل ان نصوب اخطائنا وان نقيم واقعنا .. وان نعبد الطريق وان نختار اولوياتنا ووسائلنا بما نستطيع وبما نمتلك وبدعم اشقاءنا واحرار العالم .
ان التطاول والتجريح والتشكيك ثقافة الضعفاء ... وغير القادرين على معرفة ماذا يريدون ؟؟
مما يستوجب منا جميعا ان نعزز من وحدتنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية ... وان تكون الردود بالممارسة .... وبما نؤكده من علاقات وطنية خارج الحسابات الضيقة والاجندات الخاصة وان نعي وندرك ان سر قوتنا بوحدتنا ... وان استمرار خلافاتنا تزيد من حالة التشهير والتجريح والتطاول علينا .... وهذا ما لا يمكن ان تقبله الاجيال والتاريخ المشرق لقضيتنا ومسيرة شعبنا .
اليوم في ظل مرحلة حساسة وتاريخية وامام كافة التحديات اتي تقف حائلا امامنا من قبل الولايات المتحدة ودولة الكيان لا يمكن مواجهتها بما نحن عليه من فرقة وانقسام وهذه حقيقة تاريخية تم استخلاصها من تجارب كافة الشعوب .... وعليه فوحدتنا والمشاركة بالانتخابات التشريعية والرئاسية وتأكيد ديمقراطيتنا التي طالما شكك البعض فيها واختيار شعبنا لممثليه وقياداته ..... بعد ان استخلصنا الكثير من الفشل لبعض من كانوا على المسرح السياسي وما تؤكده تجارب الشعوب وحركات التحرر ان هناك امكانية حقيقية لخروج قيادات شابة تقف مع قيادات الخبرة الطويلة والتاريخ النضالي الطويل لتشاركها بمهام وطنية اساسها الحرية وبناء الدولة الديمقراطية ومؤسساتها .... فهل سنرى ذلك ؟!!
الكاتب : وفيق زنداح