وراء الأكمة ما وراءها بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-12-14
وراء الأكمة ما وراءها بقلم:خالد صادق


وراء الأكمة ما وراءها
خالد صادق
شنت قوات الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية وما قبلها حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في الضفة الغربية وطالت هذه الاعتقالات ستاً من قيادات وكوادر حركة حماس, من بينهم الطالبة شذى حسن منسقة مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت, والتي ظهرت في شريط فيديو اثناء اعتقالها على يد الجيش النازي الصهيوني وهى تتحسبن على الجنود الصهاينة وتلتجئ الى الله لينتقم منهم, فاعتقال الفتاة شذى يوحي ان خلفية هذه الاعتقالات ليست امنية كما يزعم الاحتلال دائما , انما هي اعتقالات سياسية تزامنت مع ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس الثانية والثلاثين والتي توافق الرابع عشر من ديسمبر 1987م, ومحاولة منع ممارسة أي نشاط لانصار حماس في الجامعات, كما تزامنت مع الحديث عن الانتخابات التشريعية المنوي اجراؤها قريبا, والتشاور بين قيادات حماس لترشيح من سيمثلونها في الانتخابات التشريعية, ويبدو ان الاحتلال ذاهب لتكثيف عمليات الاعتقال والملاحقة خلال الايام القادمة, لإحباط قدرة حماس على ترتيب اوضاعها الداخلية في الضفة الغربية المحتلة لإحياء ذكرى انطلاقتها بفعاليات متنوعة وفي عدة محافظات بالضفة, وللمضي قدما في اختيار ممثليها في انتخابات المجلس التشريعي.
الطالبة شذى حسن اعتقلها الجيش الصهيوني في اجواء ارهابية اجرامية مرعبة صنعها خصيصا ليخيف الفلسطينيين ويقول لهم إنكم كلكم أهداف لنا بنسائكم وشيوخكم واطفالكم وشبابكم, والحقيقة انني لا اعرف هل من حقنا ان نسأل عن دور السلطة في التصدي لحملة الاعتقالات ام لا؟, هل يمكننا ان نعرف الى اين يمضي التنسيق الامني, وهل اجهزة امن السلطة تكون على علم باقتحام الجيش للمدن والمخيمات الفلسطينية, وبالتالي تقوم بإخلاء المنطقة للجيش كي يقوم بمهمته, هل التنسيق الامني ينص على ذلك, وهل التنسيق الامني يعني إلا تتدخل اجهزة امن السلطة لحماية المواطنين من الاعتقال التعسفي, وهل حملات الاحتلال واعتقالها للفلسطينيين في الضفة مرتبطة بمناسبات محددة, بمعنى انها تنفذ قبل انتخابات مجالس طلبة الجامعات, وقبل اجراء الانتخابات العامة, وقبل احياء ذكرى انطلاقة فصائل المقاومة الفلسطينية, ويبدو ان السلطة الفلسطينية ممثلة بأجهزتها الامنية تقول «حبستموني وإنَّ وراء الأكمة ما وراءها», فهل اقتصر دورها فقط على قمع الفلسطينيين وتهيئة الظروف المناسبة للاحتلال الصهيوني لتصفية المناضلين واعتقالهم, ام ان الامر تعدى ذلك واصبح الفلسطينيون اهدافا مشتركة للسلطة والاحتلال.
حركة المقاومة الإسلامية «حماس اكدت أن الاعتقالات لن توقف دورها في تصويب البوصلة الوطنية لمواجهة مخططات الاحتلال. وأوضحت الحركة في تصريح لها امس الخميس، أن الهدف من اعتقال قادتنا وكوادرنا في الضفة المحتلة هو وقف جهود الحركة لتذليل العقبات أمام اجراء الانتخابات الفلسطينية. وقالت: «إن حملة الاعتقالات هي محاولة لتعطيل الحياة السياسة الفلسطينية الداخلية، والتي يشكل «الاعتقال والتغييب أحد أهم أدواتها». وأكدت حماس أن قوات الاحتلال تتعمد اعتقالات قادتها وكوادرها في الضفة تزامناً مع ذكرى انطلاقة الحركة المقررة بعد أيام», فهذه الاعتقالات لها تأثير على الاوضاع الداخلية, وعلى وحدة وتماسك شعبنا الفلسطيني, وتتزامن مع اعتقالات مماثلة تقوم بها اجهزة امن السلطة ضد قيادات وكوادر لحماس والجهاد الاسلامي, كما تتزامن مع تصريحات عنجهية استبدادية لقادة الاحتلال والحكومة الصهيونية ممثلة في نتنياهو ونفتالي بينت حول تهويد الخليل, وضم الاغوار, والبدء بهدم التجمعات السكانية في الخان الاحمر, والاقتحامات المتزايدة رقميا وعدديا ونوعيا للمسجد الاقصى المبارك, والمضي بمسلسل تقويض الحقوق الفلسطينية, وتآكل الارض, ونمو المستوطنات, وتعاظم فعاليات فرض سياسة الامر الواقع في الاقصى والقدس.