كلمة في الجاليات بقلم:صبري حجير
تاريخ النشر : 2019-12-13
كلمة في الجاليات بقلم:صبري حجير


كلمة في الجاليات ..

غياب الرؤيا في اتحادات الجاليات عن الدور الحقيقي للعمل الجماهيري في أوروبا ، وسيادة الديماغوجية الفصائلية سبب التعثر والانكماش لدى جماهير الجاليات الفلسطينية !

إتحادات فاشلة ومؤسسات وهمية ، وجمعيات مبعثرة ، وفصائل وحركات فلسطينية ، تتحدث عن النهوض والممارسه الديمقراطية في بنية الجاليات الفلسطينية ، عبر ما تطرحه من بيانات ووثائق ، دون ممارسة فعلية ، وغياب الوعي والرؤيا الحقيقية لدورالجاليات الفلسطينية في الساحة الأوروبية ، ومحاولات قوى اليمين ، وقوى الثورة المضادة ، السيطرة على الحركة الجماهيرية الفلسطينية ، وافراغها من مضامينها السياسية والاجتماعية ، مما يساهم في انكماش الحركة الجماهيرية ، وتجميد دورها في انتاج الفعل الجماهيري الوازن ، باعتبارها أحد روافع العمل الوطني الفلسطيني في الشتات . في المقابل ، تتحرك جماهير الجاليات الفلسطينية بعفويتها وبساطتها لتستجيب ، كردة فعل ، للتضامن مع جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ، بسبب أعمال إرهابية تأتي على شعبنا من جرّاء الاحتلال الصهيوني ، أو من جراء أحداث أمنية واجتماعية واقتصادية مدمرة تطال المخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان ، وهذا الحراك العفوي يخبو ويغيب دون نتائج عميقة أو مؤثرة ، لا يصل الى تطوير بنية المؤسسات والاتحادات ، التي مازال بعضها يتلقى بياناته ووثائقه السياسية من فصائله ، وهي غير قادرة على انتاج تعبيراتها الجماهيرية النقدية عبر بياناتها الخاصة !

إن غياب الرؤيا الحقيقية للاتحادات الجاليوية التي تتبع للفصائل ، يجعلها بمثابة ديكورات ، أو مسيميات فارغة من مضمونها الفعلي ، مثلها مثل منظمات "الكومسمول " التي كانت قد أنتجتها الأحزاب الشيوعية في القرن التاسع عشر .

تكمن أهمية وجود اتحادات مستقلة للجاليات ، ياسادة ، في أنها حركة جماهيرية بنيوية ونقدية ، لأنها حركة مجتمعية مناضلة ذات مضمون وطني ، تحمل في طياتها قضيتين إثنتين :

أولاً - قضية الوعي والتنظيم والاستقطاب الجماهيري ، باعتبارها إحدى روافع العمل الوطني الفلسطيني في الشتات ، التي تناضل من أجل تغيير الرأي العام الأوربي لمصحة قضيتنا الوطنية ، وبناء حركة تضامنية واسعة في الدول الأوروبية .

ثانياً - قضية الإلتزام بممارسة النقد ، والمحاسبة السياسية للقوى والحركات والأحزاب والفصائل الفلسطينية ، التي تخوض معاركها الوطنية ، أي أنّ اتحادات الجاليات ياسادة ، ليست مجموعات مُطبلة ومُزمرة ومُسحجة للفصائل ، بل هي قوى جماهيرية مناضلة ومتابعة لقضيتها الوطنية ، بل تمتلك قوة النقد الايجابية ، وتكافح وتتصدى لأيّ انحراف سياسي ، أو تنازل ما ، يمسّ القضية الوطنية الفلسطينية ، لأنها تمتلك القوة الأخلاقية ، وقوة الضمير الجمعي .

صبري حجير