مسلسل الإشهاد بقلم:أ.حنان ابراهيم فرج الله
تاريخ النشر : 2019-12-12
ا(مسلسل الاضطهاد)
"الذكرى الثالثة والأربعون لمذبحة تل الزعتر"
بقلم أ. حنان فرج الله.
لقد مرَ على مجزرة "تل الزعتر" ثلاثةٌ وأربعون عاما، و التي تصادف ذكراها يوم الإثنين (12 أغسطس/آب 1976)؛ فبعد النكبة تعرض الشعب الفلسطيني للشتات، وبدأت تتشكل المخيمات في دول اللجوء (الأردن ، سوريا، لبنان)، و يعتبر مخيم تل الزعتر أحد مخيمات اللجوء الفلسطينية التي نشأت في لبنان، وتحديدا في بيروت الشرقية، يفصل بين المنطقة الشرقية للمسيحيين، والمنطقة الغربية الخاضعة للحركة الوطنية اللبنانية، ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ حيث بدأت الاحتكاكات بين الأحزاب المسيحية و (م_ت_ف)؛ فبدأت الأخيرة تدخل العتاد والسلاح للمخيم للتصدي لمخططات المسيحيين لإزالتهم في مايو/أيار عام 1973، بدأت المواجهات بين الطرفين، وقام الجيش اللبناني بقصف عدد من المخيمات الفلسطينية ومقرات (م_ت_ف)، وهذا ما دفع الدول العربية لممارسة الضغط على الرئيس اللبناني سليمان فرنجية، الذي أبلغ بدوره قادة الأحزاب المسيحية اللبنانية أن الدولة لم تعد قادرة على حمايتهم، وأن عليهم حماية أنفسهم؛ فشكلت تلك الأحزاب قواتها العسكرية.
وفي 13 أبريل/نيسان 1975، جرت محاولة لاغتيال زعيم حزب الكتائب/ بيار الجميل، واتُّهِمُ بها الفلسطينيون، وقُتِل على إثرها سبعةٌ وعشرون فلسطينيا، من مخيم تل الزعتر، في حادثة "البوستة عين الرمانة" الشهيرة التي اتُّهِمُ بها حزب الكتائب الفلسطينيين؛ وهنا بدأت نكبة جديدة بمعالمَ جديدةٍ، وأحداثٍ مختلفةٍ في مخيم تل الزعتر مطلع عام 1976؛ حيث نشبت خلافات بين المليشيات المسيحية وكتائب الفدائيين الفلسطينيين، وخلال هذه الفترة حصلت اشتباكات ومعارك بين الجانبين، وغلب عليها الطابع الديني، وساند آلافُ المسلمين اللبنانيين أهاليَ مخيم تل الزعتر، وانضموا لهم، وفي أواخر يونيو/حزيران 1976، بدأت القوات السورية والمليشيات المارونية اللبنانية حصار مخيم تل الزعتر، وقطعت عنه المياه والكهرباء والطعام، واستمر الحصار الخانق اثنين وخمسين يوما، تعرض خلالها المخيم للقصف والنار؛ فلا رحمة لمدنيين، أو أطفال، أو عجزة، أو حتى مقاتلين، وقد تمكنت القوات المحاصرة من القضاء على المقاتلين، واقتحمت المخيم في 12 أغسطس/آب 1976، وارتكبت مجزرة يندى لها الجبين، ووجهت الرصاص الحي إلى صدور النساء، والأطفال، وكبار السن، وبقرت بطون الحوامل، وبعد ارتكاب المجزرة، باشرت الجرافات بإزالة المخيم.
وها هو ذا التاريخ يعيد نفسه، ولكن بثوب عربي لا صهيوني هذه المرة.

الأحداث تتكرر، والفلسطيني من يدفع الثمن دوما؛ فهو ما لبث أن تجاوز مأساة حتى وقع في أخرى؛ فهذه المجزرة راح ضحيتها (2840)قتيلا؛ فهل نحن اليوم نقف على أعتاب مجزرة جديدة في المخيمات الفلسطينية في لبنان؟
لماذا يتم التضييق على الفلسطيني بالذات؟
وهل الفلسطيني هو المخطئ ويجب عليه دفع الثمن في كل زمان ومكان؟
ولأي أجندة يتبع هذا؟
ومن المستفيد الأوحد من ذلك؟
هذه الأسئلة ستظل مطروحة طيلة الأوقات القادمة، لاهثةً خلفَ سرابٍ وجواب، ما استمرت حلقات مسلسل الاضطهاد ضد الفلسطيني ...