الحنين للوطن من أربعة حروف وأبجدية مشاعر بقلم:منى الفارس
تاريخ النشر : 2019-12-12
الحنين للوطن من أربعة حروف وأبجدية مشاعر بقلم:منى الفارس


الحنين للوطن من أربعة حروف وأبجدية مشاعر
بقلم :- منى الفارس

عبارة جميلة اعجبتني علفيس في اعياد الميلاد دعهم يعلمون انك تفكر بهم .
نعم صحيح اذا احببنا اشخاص تمر علينا الكثير من اللحظات نفكر بهم ونستذكر ذكرياتنا معهم ونفتش عن سبب بسيط واحيانا من غير سبب لزيارتهم او اجراء مكالمة تلفونية معهم او شراء هدية جميله لهم لتفرح قلوبهم وتشعرهم بكم الحب الذي نكنه لهم.
وهكذا ايضاً هي الاماكن التي نعشقها تبقى مرسومة في مخيلتنا اذا ابتعدنا عنها نتلهف كثيرا للعودة لها وعندما تمر الذكريات وصورها المحفوظة في عيوننا يرافقها سيلان الدموع تعبيرا لشوقنا لها ماذا نفعل لنعزز دليل الحب والاشتياق حتما العودة المسرعة لتلك الاماكن، واذا لم نتمكن من العودة بحكم لأماكننا التي ولدنا فيها وهجرنا منها قصرا بسبب الاحتلال وتفصلنا بيننا وبينها الحدود والحواجز الاحتلالية . اذن ماذا نفعل لنطفيء لهيب شوقنا ، نستذكرها بالكلام عنها ونتغزل بها على مسامع كل شخص نجالسه وننشر صورها وافلاما تعرض تلك المناطق الغالية بجبالها وسمائها وبيوتها وينابيعها ووديانها نردد الاغاني وننظم المهرجانات والقصائد الشعريه ونكتب الروايات والقصص والكتب ونرسم اللوحات لنخلدها في خلداتنا وخلدات ابنائنا واحفادنا وتبقى تعيش فينا.
هكذا يفعلون ابنائنا المشتتين في الغربة اللذين هجروا قصرا من وطننا فلسطين فكل ملم فيها محفور في قلوبنا وعقولنا وصورها مرسومة في عيوننا كلما نشتاق نغمض العيون لنرى الصور الأحب على قلوبنا يرفقها سيلان الدموع لتغسل وتبرد لهيب الاشتياق واللهفة.
روت لي صديقتي الفلسطينية مريم التي تعيش في مخيم في لبنان تقول:-" انا ولدت في مخيم شاتيلا ولكني فلسطينية ،إن تعلقي بفلسطين كاتعلق الطفل بامه التي انتزع منها عنوتاً، لا زلت اذكر ذهاب ابي المتكرر الى الجبال الشاهقة في لبنان ليطيل النظر الى فلسطين، بالكاد كان يرى جبال فلسطين وبعض المنازل وبعض البيارات ولكنه يبقى يطيل النظر لفترة وهو مبتسماً والدموع تستبق ابتساماته ويدعوا الله عز وجل ان يتحقق فيه عودته داعيا الله عز وجل ان يكون مرقده الاخير في فلسطين، وأوصانا ابي إن لم يتحقق حلمه ان يتحقق حلمنا وقال لنا اوصيكم ان تعودوا الى فلسطين اذا سمحوا لنا العودة وان لا تفرطوا بحق العودة وان تتمسكوا بكل شبر في ارضنا ومنزلنا هناك يقصد في "فلسطين طبعاً". وتوالت الايام خلف الايام وتوفي والدي رحمه الله وسلمنا الامانة وورثنا حبنا وانتمائنا لوطننا مثلما ورثا مفتاح البيت وكوشانات البيت والاراضي التي كان يتملكها. حَفظنا والدي كل زاوية في بيتنا وكل متر في ارضنا حفظناها صما عن ظهر قلب، نحن الان نعرف ارضنا وبيت جدي واين يوجد رغم اننا لم ندخله ولم نراه ولا زلنا ننتظر العودة ومصرين عليها لن نسامح ونفرط بشبر واحدٍ منها ".
ابناء فلسطين في البعد والشتات يفكرون في فلسطين بكل خطوة يخطونها ليثبتوا وليوصلوا للعالم رسالة ؛ انا فلسطين المتميز، انا الفلسطيني الناجح، انا الفلسطيني المبدع، انا الفلسطيني المخترع، انا الفلسطيني الخلوق، انا الفلسطيني ها أنا ، انا الفلسطيني الذي عومل اجدادي من قبل حكوماتكم المتأمرة كحيوانات هجروا اجدادي قصرا وعنوتا تحت تهديد السلاح وقصف المدافع، ادعيتم ان فلسطين ارضاً بلا شعب ها انا : انا الشعب واحدا منهم، فلسطين حضارة لديها سكان وابنائها نوابغ وليس كما ادعيتم او سوق لكم نحن ابنا فلسطين نحمل فلسطين نصبنا انفسنا خير سفراء لوطننا اينما نذهب لنبني ونرفع رايات التقدم والتطور فمنا الاطباء والاقتصادين والمهندسين والمعلمين والقضاة والمخترعين ورواد فضاء والادباء ، فمنبت الحضارات ومهد الانبياء في فلسطين وستبقى كذلك بفكر ابنائها النير حللنا عندكم ضيوف كرام صونا وصدق انتمائنا للأوطان والشعوب التي حللنا ضيوفا عندها.
جميع تلك الصفات الاخلاقية تميزنا بها لنعزز حبنا لوطننا وليشهد العالم لنا ان فلسطين بها شعب حي شعب يستحق فلسطين الحرة ان تكون وطنا ودولة له.