( قصص من الواقع)...قطار منتصف النهار بقلم: حمدان العربي
تاريخ النشر : 2019-12-11
( قصص من الواقع)...قطار منتصف النهار بقلم: حمدان العربي


الوقت ، كما هو معلوم ومعروف سيفا حادا إن لم تبادر إلى قطعه قطعك ، ويمكن لثانية أو دقيقة واحدة تقرر مصير إنسان ، جريحا أو مريضا، في إنقاذ حياته إذا تم استغلال تلك الثانية أو الدقيقة وعدم هدرها ...
والزمن يلعب دورا هاما و محوريا في حياة الأمم وهو الفيصل ومقرر مصيرها ،إما يصطحبها معه في رحلته وإما يتركها على حاشية طريق تنتظر ، وبما أن الزمن لن يعود أبدا للوراء ، على تلك الأمة أن تنتظر على حاشية الطريق إلى ما لانهاية...
هناك أمم عرفت للوقت معنى وأعطته قيمته الحقيقة من الاحترام والتبجيل وهي في سباق معه حتى أنها أصبحت في المقدمة والزمن من وراءها يحاول جاهدا الإلحاق بها...
وهناك أمم لم تعرف للزمن معنى فأصبح عندها الدقيقة و الساعات والأيام والسنين متشابهة لا فرق بينهما. فإذا أعطك شخصا موعدا وقال لك انتظرني بعد ثانية فقد تكون تلك الثانية ساعات أو أيام وفي بعض الأحيان ما لانهاية...
مشروع انجاز مدته قد تتحول من بضع أشهر إلى سنين ، قد يكون ذلك المشروع مدرسة أو مستشفى أو مركز علمي. فيضيع مستقبل جيل من التعليم أو فرص إنقاذ مرضى أو في تحصيل علمي أجيال...
وهناك قصة تلخص ما قيل ، شخصا من بلد تسابق وتفوق على الزمن زار بلدا آخر وقصد محطة القطار للسفر على قطار موعده منتصف النهار ...
وبالفعل ، على منتصف النهار بالضبط دخل القطار المحطة ، فصاح في وجه مرافقه : "لماذا تقولون مواعيد القطارات غير مضبوطة عندكم ، أنظر لقد وصل في الوقت المحدد"...
رد عليه الشخص الآخر ،ساخرا " هذا قطار منتصف النهار لليوم أمس وهو متأخر عن موعده ب 24 ساعة"...

بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.12.2014