الجزائر تنتظر الربيع بقلم:د.صالح الشقباوي
تاريخ النشر : 2019-12-11
الجزائر تنتظر الربيع بقلم:د.صالح الشقباوي


الجزائر تنتظر الربيع
لتزهر ارواح الشهداء
حبا ومجدا ...

د.صالح الشقباوي
استاذ الدراسات العليا - جامعة بودواو
الجزائر.

منذ ان حل الخريف الفرنسي الطويل فوق سماء الجزائر
عاشت الجزائر في عصر الظلمات .
ولم تعرف اختلاف الفصول
وبقي فصل الخريف جاثما على صدرها
بعد ان صادر حقوق الفصول الاخرى ومنعها من زيارة الجزائر
واوقف دورة الزمان
بل ومنع الزمان من الانبثاق وحاول تعطيل أي انبعاث لربيعها بعد أن قتله بالرصاص والقنابل والطائرات، دمر دشراتها ومنع حضارتها من الظهور ثانية لتعانق الزمان، جعلها في ظلمات المجازر من كل اتجاه من هنا عاشت الجزائر مائة واثنان وثلاثون عاما دون تعاقب الفصول، دون أن يحل عليها الربيع ولو لمرة واحد بل كان الخريف يحمل زمهريره القاتل على كل ضفاف الجزائر، لم تعرف الجزائر حلول الربيع أو تعاقب فصل الصيف بعد الشتاء لأنها عاشت في خريف قاتل لذا انفجرت الينابيع في كل الأماكن لتغيير مجرى الزمان وازاحة فصل الخريف الجاثم لكن الربيع الجزائري أينع فعليا في عام 1954 مع انطلاقة الرصاصة الأولى لثورة 1 نوفمبر، التي حمل بيانها كلمة الربيع والذي سينهي بالسيف والدم، الخريف الفرنسي.
فخاض حربه الطويلة، حرب السبع السنوات دون ان يقول "آخ"، قدم قوافل طويلة وكبيرة من الشهداء ودشرات دمرت وقرى أزيلت ومدن حطمت فيها الحياة لكن اصرار الجزائر على الانتصار كان أقوى من ارادة البقاء الفرنسي، كان أقوى من ان تبقى الجزائر فرنسية وكانت فعلا بشائر الربيع تهل مع اطلالات طيور السنونو التي غطت سماء الجزائر معلنة فجر جديد، فجر انتصار الجزائر على فرنسا وتحرير الجزائر من براثنها، من قهرها، من احتلالها .
عاشت الجزائر .