اتفاق "عدم اعتداء" أم اعتراف بإسرائيل عن طريق الخداع!بقلم:د. كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2019-12-11
اتفاق "عدم اعتداء" أم اعتراف بإسرائيل عن طريق الخداع!بقلم:د. كاظم ناصر


كشفت القناة العبرية ال " 13 " يوم الثلاثاء 3/ 12/ 2019 ان نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي فيكتوريا كوتس اجتمعت بسفراء دولة الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، مملكة البحرين، والمملكة المغربية في واشنطن الأسبوع الماضي وعرضت عليهم مبادرة للتوقيع على اتفاق " عدم اعتداء" ينهي مقاطعة تلك الدول الرسمية لإسرائيل، وطلبت معرفة موقف بلادهم في هذا الخصوص، وأخبرها السفراء أنهم سينقلون رسالة البيت الأبيض إلى قياداتهم ويردون عليها في المستقبل القريب، ووصل وفد إسرائيلي يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والقضاء ومجلس الأمن القومي والجيش إلى واشنطن يوم الاثنين 2/ 12/ 2019 لبحث إمكانية التوصل إلى هذا الاتفاق.
مشروع اتفاق " عدم اعتداء" بين بعض الدول العربية والدولة الصهيونية ليس جديدا، بل هو فكرة إسرائيلية أعلن عنها وروج لها وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في لقاءاته السرية والعلنية مع مسؤولين من دول عربية لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، ويبدو أن الاقتراح الصهيوني قوبل بترحيب من المسؤولين في تلك الدول مما شجع واشنطن على محاولة إنجازه خدمة لإسرائيل.
الولايات المتحدة وإسرائيل " تعربدان " في العالم العربي، وتخططان للهيمنة عليه والتحكم به سياسيا وجغرافيا واقتصاديا كما تشاءان دون اعتبار لشعوب وحكام المنطقة؛ ولهذا يأتوننا بفكرة جديدة مشبوهة بين الفينة والأخرى مثل " التحالف الأمريكي الإسلامي لمكافحة الإرهاب "، " الناتو العربي"، " صفقة القرن "،" مؤتمر البحرين الاقتصادي "، "تحالف بحري" لضمان الملاحة في مياه الخليج، اتفاق " عدم اعتداء"، وأخيرا وليس آخرا دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يوم الخميس 5/ 12/ 2019 إلى إقامة تحالف عسكري غربي – عربي بقيادة الولايات المتحدة " لمواجهة إيران."
الصهاينة لا يفكرون بإنهاء الاحتلال وان محاولتهم الوصول الى اتفاق " عدم اعتداء " مع بعض الدول العربية هي جزء من الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية التي تهدف إلى محاصرة الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، واعتراف الدول العربية بإسرائيل بدون مقابل؛ ففي الوقت الذي كان الأمريكيون والصهاينة وبعض العرب يناقشون فكرة اتفاق عدم الاعتداء المقترح، اتصل نتنياهو بترامب يوم الاثنين الموافق 2/ 12 / 2019 لبحث ضم غور الأردن لسيادة دولة الاحتلال، ولدفع جهود التوصل إلى اتفاقية دفاع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية!
إذا كانت إسرائيل تريد سلاما حقيقيا دائما مع العرب، فإنها لا تحتاج إلى اتفاق " عدم اعتداء " مع الدول الخليجية وغيرها من الدول العربية، ولا إلى أحلاف مسمومة الأهداف يعرفها ويرفضها أبناء الشعب العربي، بل عليها ان تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتوقف اعتداءاتها وتآمرها على الدول العربية، وتتخلى عن سياساتها العنصرية وأحلامها التوسعية؛ وإذا كان بعض القادة العرب يعتقدون بأن أحلافهم مع أمريكا وإسرائيل ستحميهم هم وأنظمتهم فإنهم واهمون لأن أمريكا معروفة بخيانتها لأصدقائها والتخلي عنهم، وإسرائيل لن تكتفي بافتراس الثور الأبيض؛ إنها تخطط لافتراس الثيران جميعا!