أطماع إسرائيل في الخليل ممتدة بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-12-10
أطماع إسرائيل في الخليل ممتدة بقلم:خالد صادق


أطماع "إسرائيل" في الخليل ممتدة
خالد صادق
مع تنامي اطماع «اسرائيل» في محافظة الخليل, والاقدام على خطوات خطيرة لتهويد المدينة ومصادرة اراضي الفلسطينيين لصالح البناء والتوسع الاستيطاني , واستباحة الحرم الابراهيمي الشريف شهدت محافظة الخليل امس الاثنين، إضرابًا شاملًا في أنحاء المدينة تنديدًا بالهجمة الاستيطانية التي تستهدف المدينة وبلدتها القديمة, وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير, إن مناطق جنوب محافظة الخليل تتحول يوما بعد آخر الى مسرح عمليات استيطانية واسعة. واضاف ان مناطق الاغوار والخليل تحولت الى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية و محط أطماع مخططات الضم والتوسع الاسرائيلية, وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد اقتحم الخليل في الرابع من ايلول الماضي وادلى بتصريحات تؤكد اطماع اسرائيل في الخليل والسعي لتهويدها بشكل كامل, حيث قال «جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الانتصار». وأضاف «لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعونا، لكنهم أخطأوا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارسة الدينية، عدنا إلى الحرم الإبراهيمي.. هذا انتصارنا». وتابع «أنا فخور بأن حكومتي صادقت على خطة الحي اليهودي في الخليل، نحن لم نطرد أحد، ولكن لا أحداً يطردنا، سنبقى في الخليل للأبد».
لقد اسس اقتحام نتنياهو للخليل والدخول الى الحرم الابراهيمي الشريف لمرحلة جديدة من خطة تهويد الخليل وطرد اهلها منها, وقد اعطى بذلك الضوء الاخضر لتغول المستوطنين على الاهالي وسرقة اراضيهم, وبناء المزيد من المستوطنات, وقد أقام المستوطنون ست بؤر استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية في المنطقة خلال الأعوام 2017- 2019 على بعد مئات الأمتار من مستوطنات كبرى مقامة منذ سنوات سابقة, وأقيمت تلك البؤر على أطراف المحافظة من جهات الشرق والغرب والجنوب، حيث بدأ المستوطنون بإقامة معظم هذه البؤر من خلال جلب شاحنات مغلقة وإسكان عائلة أو اثنتين من المستوطنين فيها. ويتم وضع الشاحنة والإقامة فيها لمدة من الزمن، كما يتم إيقافها على إحدى التلال القريبة من مستوطنة قائمة، وخارج مخططها الهيكلي وما إن تقوم السلطة المحلية في المستوطنة بتزويد الشاحنة بالخدمات، حتى تجلب أسرة المستوطنين مباني جاهزة ( كرفانات ) ، لتصبح هذه البؤرة شيئًا فشيئًا أمرًا واقعًا على الأرض». وقد أقامت «اسرائيل» 18 بؤرة استيطانية منذ تولي دونالد ترامب الحكم عام 2017م, بسبب موقفه المؤيد للاستيطان في الضفة.
اضراب الخليل تخلله مواجهات بالحجارة مع الجيش النازي الصهيوني, الذي اصاب عدداً من الفلسطينيين بالرصاص, ويبدو ان الخليل تؤسس لانتفاضة جديدة في وجه الاحتلال الصهيوني, فما تشهده اليوم من توسع استيطاني وبناء مستوطنات, ستشهده كل المدن الفلسطينية في الضفة, حيث صرح رئيس الحكومة الصهيونية المأزوم بنيامين نتنياهو اول امس الأحد، إنه «يجب فرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن وشرعنة كافة المستوطنات»، وأنه «تم طرح هذا الموضوع خلال اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، رغم أن الخارجية الأميركية نفت طرح هذا الموضوع خلال لقاء بومبيو ونتنياهو. واعتبر نتنياهو أنه «مثلما أردت اعترافا أميركيا بسيادتنا في هضبة الجولان، أريد اعترافا أميركيا بسيادتنا في غور الأردن. وحان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن». لكن يجب ان تدرك السلطة الفلسطينية امام هذا التحول الخطير في تعامل اسرائيل مع الضفة المحتلة, ان السبيل الوحيد لوقف هذه الاطماع هو تحريك الشارع الفلسطيني, والانفجار في وجه الاحتلال, والا فان السلطة ستفيق على كارثة حقيقية تعمل اسرائيل على فرضها بالقوة على السلطة, التي تريدها مجرد ادارة مدنية تدير اوضاع الناس بعيدا عن أي سيادة على الارض.