ليلة احتلال بغداد 8_4_2003 بقلم:اياد عبد العزيز سعود
تاريخ النشر : 2019-12-10
من العراق...المهندس اياد
في ليله 8-4-2003 كنت قلقاً وخائفاً ..خائفاً جداً ,اذ أن الحي الذي ألتجأت اليه قد خلا من ساكنيه وهو قريب من مطار بغداد الدولي ,وقد لاحظت في الصباح من نفس اليوم عدم تواجد كوادر حزب البعث في نواحي الحي ,اذ كانوا متواجدين قبل هذا اليوم و بشكل مكثف في نواحي الحي وبكامل اسلحتهم الخفيفه والمتوسطه ويبحثون عن الجواسيس من الرجال والنساء حيث اُشيع عن كثره الجواسيس الذين يعطون القوات الامريكيه معلومات عن الجيش العراقي واماكن اختبائه ,حيث يرمي هؤلاء الجواسيس اقراص معدنيه في الاماكن التي يتواجد فيها الجيش العراقي وبذلك يتم توجيه القنابل الامريكيه الذكيه الى اهدافها بصوره دقيقه وهذا ما يفسر لنا سرعه انهيار الجيش العراقي والذي كان منهاراً اصلاً ومعنوياته متدهوره ,في صباح ذلك اليوم اخبرني احد سكان الحي وكان من القلائل الباقين في الحي بأن هناك أوامر عسكريه قد صدرت الى وحدات الصواريخ العراقيه بقصف منطقه المطار والاحياء القريبه منها بصواريخ ارض ارض وهذا مما جعلني اقلق واخاف في تلك الليله ولم اشئ أن اخبر عائلتي والتي كانت متواجده معي في هذا الحي القريب من مطار بغداد, أستعنت بالله الكريم وحاولت أن أقرأ شيئاً من القران ولكني لم احفظ من القران سوى الفاتحه وايات التوحيد مما يُقرأ اثناء الصلاه ,كان الظلام حالكاً حتى اني لم ارى صابع كفي حاولت النهوض ولكن دوي الانفجارات جعلني اعدل عن هذه الفكره ,اين اختبأ انا وعائلتي ولا يوجد مكان محصن يقينا القصف بصواريخ ارض ارض و العراقيه فيما اذا تم تنفيذ الاوامر العسكريه الصادره من القياده العراقيه ,ولا من صوارخ الطائرات الامريكيه والتي اخذت طلاعاتها الجويه تزداد في هذه الليله الليلاء كما يقولون,كان صوت الطائرات الامريكيه يثير الفزع في نفسي اذ كلما ازداد وضوح الصوت لهذه الطائرات تزداد دقات قلبي واذكر الشهادتين خوفاً من الصواريخ الذكيه لهذه الطائرات لربما تفقد ذكائها وتسقط علينا وتحيلنا الى اشلاء مبعثره في ركام المنزل وهذا ما حدث كثيراً في هذه الحرب النظيفه كما كانت تدعي القيادات العسكريه الامركيه المتواجده في دوله قطر
لم اعد استطع النوم ,جلست على الفراش وشعرت بالعطش الشديد تلمست بيدي الارض عَلي اعثر على شمعه استدل بها طريقي كي اروي عطشي ,هدوء غريب هذا الذي حولي لم اعد اسمع اصوات الطائرات ولا اصوات انفلاق قنابل مقاومات الطائرات لكن هناك صوت اخر ,انه صوت تحرك اليات عسكريه تتحرك على الطريق السريع القريب من المنزل الذي انا فيه الان ,أيُعقل انها اليات عسكريه عراقيه ؟متوجه الى المطار ,لكن الاليات العسكريه العراقيه لاتستطيع ان تتحرك بهذه السهوله ,لابد انها القوات الامريكيه دخلت بغداد بعد ان استولت على مطار بغداد وهي متوجه الى هدف اخر وربما يكون توجهها الى القصر الجمهوري لا اعرف بالضبط ما الذي يحدث لكن اصوات هذه الاليات قد هدأ بعد نصف ساعه تقريباً ,حاولت النهوض من الفراش مره اخري لكني كني متعباً ومنهاراً استلقيت على الفراش واستغرقت في النوموعندما استيقظت صباحاً جاءت زوجتي لتخبرني بأن هناك دبابه امريكيه كبيره جداً في الشارع الرئيس للحي الذي نحن فيه!!!!

اياد عبد العزيز سعود
بغداد