حمية غذائية تحميك العمر كله بقلم: عاهد الخطيب
تاريخ النشر : 2019-12-10
حمية غذائية تحميك العمر كله بقلم: عاهد الخطيب


حمية غذائية تحميك العمر كله
بقلم عاهد الخطيب
أصبحت الحمية التي يضعها طبيب أو مُختص بالغذاء ملجأ لمن يُعاني من زيادة الوزن؛ فهي وسيلة للتخلُّص السريع من كميات من الشحوم التي تراكمت في الأجسام، ونفخت الكروش؛ نتيجة للمارسات الغذائيَّة السيئة التي استشرت بين الناس من مختلف الأعمار في وقتنا هذا، متمثِّلة في الإقبال المتزايد على شراء الطعام الجاهز والوجبات السريعة التي تزخر عادة بالزيوت المؤكسَدة، والدهون والنكهات الصناعية، أو بسبب المبالغة في تناول كميات كبيرة مما نشتهيه من الأطعمة والمشروبات، مع قلة الحركة عمومًا، وانعدام أي ممارسات رياضيَّة.

إن كانت بعض الحميات ضروريَّة في الحالات الشديدة من فرط الوزن تحت إشراف طبي، فهي غالبًا ليست ذات فائدة تُذكَر لعموم مَن يُعانون من السُّمنة، وإن آتت ثمارها أحيانًا وخسر أصحابها بعض الوزن، فهم يعودون لاكتسابه مجدَّدًا بعد توقُّفهم، وربما تكون النتيجة أسوأ مما كانت عليه قبل بدأ الحمية، فهل يعني ذلك أن نستمرَّ على هذا النظام الغذائي الذي تعافه النَّفْس إلى ما لا نهاية؛ لنتجنَّب زيادة الوزن ونحفظ صحة أجسامنا؟ وهل ثمة بديلٌ أفضل؟

الحل موجود، وفي متناول اليد لمن يسعى إليه، فأنت أخي، إن كنت ممن يشتكون من زيادة الوزن واعتلال الصحة - ليس لأي سبب مرَضي يستدعي مراجعة الأطباء - فكل ما عليك فعله هو أن تعمل بمقتضى ما ورد من توجيه في الحديث النبوي الشريف: ((ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن ادم أكلات يُقمِن صُلبَه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه)).

فابدأ بهذه الحمية النبوية وجرِّبها على نفسك لبعض الوقت قبل أن تَطرق أبواب الأطباء والمُعالِجين؛ فهي وصْفة سهلة مفتوحة الصلاحية ما دام في العمر بقيَّة، وستجد لها نتائج مضمونه تجلُب الراحة لجسدك، وتُدخِل السرورَ على نفسك بإذن الله، فهي حمية سابقة على كل ما عداها من وصفات الآخرين، ولا تأتي بأضرار، وليس لها أعراض جانبية، كما في غيرها من الحميات، وهي ليست لشخص بعينه، بل هي مُتاحة للجميع، فيها خلاصة الحكمة بإيجاز شديد، بما ينفع الناس في هذا الجانب من معيشتهم، ولا يَشُق على النفس الأخذ بها، فكل ما عليك هو امتلاك إرادة كافية لتُوطِّن نفسك على كبْح شهوتها عن التمادي في التهام الطعام والشراب -وإن كانت شهوة مباحة - وتعويدها على التوقُّف عند بداية الشعور بالشِّبَع أو قبل ذلك إن أمكن، وتجنُّب الوصول لحد التُّخمة التي تُفسِد راحة البدن، وتُعكِّر صفاء الذهن وتَجلُب الخمول والكسل، الذي يقود إلى التقاعس عن أداء العبادات والأعمال على الوجه الأفضل، عوضًا بطبيعة الحال عن آثارها المدمِّرة للصحة بزيادة الوزن الذي هو مقدِّمة ومحفِّزًا للعديد من الأمراض.