نحتفي بالتقاعد المالي في يوم المعلم الفلسطيني بقلم:د. خالد العيلة
تاريخ النشر : 2019-12-10
تقديرًا بدور المعلم الفلسطيني الطليعي يحتفي في الرابع عشر من كل عام بمناسبة وطنية اجلالاً بهذه الهامة والقامة العلمية الحاملة لرسالة الأنبياء من منزلق الجهل، للتسلح بالعلم والمعرفة، لأنه المعلم الذي يلجأ إليه عند النوائب؛ والمستشار والحكيم المؤتمن الذي يحمي بقلمه المجتمع من الرياح العاتية ليدق أجراس الأمل في القلوب المظلمة.
لكن يوم المعلم الفلسطيني يمر مثل السنوات السابقة حزيناً متألماً فقيراً كباقي الأيام العابرة, حيث لم يحزن المعلم في حياته علي فقد عزيز ولا لمصيبة ألمّت به بقدر ما أحزنه بالاحتفاء به وهو متقاعدٌ مالي، ولكن هذا الحفل فقد هدفه الرئيسي الذي اقيم من أجله لأنه ببساطة كلمة معلم لا تطلق إلا علي كل من يدخل فصله ويتعامل مع طلابه في المدارس مباشرة، وعلي كل من يسهر ليلاً لينقش درسه بين سطور الأحلام ثم يستيقظ مبكراً للذهاب لمدرسته لكي يغرس القيم والأخلاق في عقول الطلاب في غد أفضل يا سادة التقاعد، لم يكن المعلم في حاجة لإهانته بالتقاعد المالي المجحف الذي لا أرضية قانونية له، ولكنه ضربة قاسية لكل معلم فما الذي فعله المعلم لكي يتلقى منكم هذه الصفعة القاسية، ارجعوا إلى شمس الشهداء ابا عمار عندما قال: مقولته الشهيرة الخالدة.... "سأجعل من كل فلسطيني يتمنى لو كان معلما"
فالتقاعد المالي هو صفعة وطعنة لم يتوقعها المعلم الفلسطيني في المحافظات الجنوبية الذي تسبب بإنهاك وهلاك المعلم وزاد من الأعباء على كاهله، فإن عقاب المعلم ومكافأته بالتقاعد المالي يا سادة التقاعد ما هو إلا عقاب له تداعيات سلبية على المجتمع ككل، فالمعلم هو من بنى الأمم وأنتج جيلا وشخصيات اعتبارية منها الرئيس والوزير والعالم والقاضي والطبيب والمحامي والمهندس والمهني والمسئول...الخ، فكيف وصل هؤلاء لتلك المرتبة، أليس بفضل هذا المعلم الفاضل! فلا بد يحتفى بيوم المعلم الفلسطيني بمكافئته بمكانة مرموقة ودرجة عليا في الدولة بعد الرئيس مباشرة بدلاً من أن يكافأ بتقاعد مالياً مهين وهو في كامل حيويته ونشاطه الفعال.
هذا المعلم يجب أن يحترم ويقدر ويحتفى به برفع التقاعد المالي لأنه القائد والفارس الذي يضيء طريق المعرفة في سماء الوطن, يحترق عمره لينير درب الآخرين, لأنه شعلة الثورة وسر المعادلة بين الأمم, فرغم التهميش والظلم الذي وقع على المعلمين فهم على رأس عملهم يناضلون وهبوا بحياتهم دروب ميادين التربية التي لا تنتهي ولا تنضب، فإلى متى سيظل حال هؤلاء المعلمين الجنود في الميدان ليل نهار مهمشين يقارعون الهوان والفقر والألم.
إلى متى سيظل يمر يوم المعلم الفلسطيني وهو متقاعد مالياً ومعلمون بدون أرقام وظيفية بدون أي حدث أو نبذه أو خبر يذكر في وسائل الإعلام أو احتفاء متواضع لفارس الكلمة وأديب المقاومة المقاوم الذي افني حياته من أجل الآخرين.فلا يوم للمعلم طالما حقوقه مهدورة في مهب الرياح بلا مآوى، لذلك الحقوق تنتزع انتزاع فمطالبه عادلة في يومهم 14- 12 في الوطن عامة المحافظات الجنوبية خاصة، للرئيس أبو مازن، ورئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية:
- رفع التقاعد المالي الذي ليس له مصوغ قانوني ولا تشريعي.
- الغاء جميع كل آثار التقاعد المالي خلال العامين والنصف الماضيين السابقين، واعطاء كامل حقوق واستحقاق المعلم.
- انهاء ملفات 2006- 2007 -2008، وعودة الرواتب المقطوعة بتقارير كيدية
فإلى من أعطى بعطائه وسقى وروى الحياة علماً وثقافة، ومن ضحى بوقته وجهده ونال ثمار تعبه، ورغم التقاعد المالي ومن صاغه وأقره سيلغي بصمود المعلم الصنديد ومواقفه الواحدة تحت سقف الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين الممثل الشرعي والوحيد للمعلمين، فهل يحتفي بالمعلم يا سادة وهو متقاعد مالياً، لكن السؤال: هل المعلم هو المتقاعد مالياً ... أم المال هو المتقاعد؟