قمة قادة مجلس التعاون الخليجي ال 40 في الرياض بقلم:د. كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2019-12-10
قمة قادة مجلس التعاون الخليجي ال 40 في الرياض بقلم:د. كاظم ناصر


يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي مؤتمر قمتهم ال 40 في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية اليوم 10/ 12/ 2019 للتباحث في الشؤون والأحداث الجارية التي تهمّ دولهم والمنطقة وعلى رأسها خلافاتهم البينية وموقفهم من إيران.
مؤتمرات حكام الخليج تتميز بوصولهم إلى مكان الاجتماع على متن طائرات خاصة عملاقة باهظة الثمن، وبقاعات اجتماعات خيالية بفخامتها، وحفلات بذخ تليق بمقامهم، ورقصات عرضة بسيوف ذهبيّة مرصّعة بالجواهر، ما عدى ذلك فإنها كبقية مؤتمرات القمة العربية بوس لحى، وخطب رنّانة، وقرارات مضللة كاذبة تتكلّم عن المصالح المشتركة لدول المجلس، والتآخي بين شعوبها، والمصير الخليجي المشترك، ودعم القضية الفلسطينية، والتعاون مع الدول العربية الشقيقة، وتهدّد وتتوعّد الأعداء بردود حاسمة تظل حبرا على ورق لا قيمة لها.
تأسس مجلس التعاون الخليجي المكوّن من المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الكويت، مملكة البحرين، وقطر في 25 مايو 1981 لتحقيق أهداف من أهمها التعاون والتكامل بين دوله في جميع المجالات، وبناء منظومة دفاعيّة قادرة على حماية الدول الأعضاء، ووضع أنظمة مماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والتجارية والجمارك وغيرها من الأنظمة الاقتصادية لدعم تطوّر دوله واستقرارها وتعزيز الروابط بينها وصولا إلى وحدتها!
فهل نجح قادته في تحقيق هذه الأهداف بعد مرور 38 عاما على تأسيسه؟ وهل تمكنوا من جعل دوله أكثر تقاربا وأمنا وتماسكا ممّا كانت عليه عندئذ؟ وهل نجحوا في بناء جيش موحد أو قوة دفاعية متطورة قادرة على حماية دوله؟ وهل ساهموا في لم الشمل العربي وتعزيز التعاون والتضامن بين الأقطار العربية؟
الحقائق والتطورات تثبت أن قادة المجلس لم يتمكنوا من حل خلافاتهم البينية، وان مجلسهم لم يتمكن من بناء منظومة دفاعية وأمنية فاعلة تحمي دوله وتحقّق لها الأمن والاستقرار، وفشل في استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية وإقامة سوق خليجية مشتركة، ولم يقدّم الكثير لا لأبناء الخليج، ولا لإخوانهم العرب؛ ولم تتفق دوله على انتهاج سياسة خليجيّة وعربية ودولية موحّدة، والخلافات بينها وبين قطر ما زالت قائمة؛ فالسعودية والامارات والبحرين تعمل وتنسق سياساتها معا، بينما عمان والكويت وقطر لها تحفظاتها وسياساتها المختلفة في تعاملها مع الدول العربية، والأزمة الإيرانية، والحرب اليمنية، والنزاعات البينية العربية؛ وبعض دوله تطبع علنا وسرا مع إسرائيل، وجلبت القواعد الأمريكية والبريطانية إلى المنطقة، وصرفت مليارات الدولارات لإفشال الربيع العربي، وتتآمر مع الولايات المتحدة الأمريكية في هجمتها للهيمنة على المنطقة بحجة مواجهة "الخطر الإيراني."
مجلس التعاون الخليجي أخفق في تحقيق أهدافه المعلنة، ويعاني من خلافات وانشقاقات تهدّد استمراره على الرغم من ادعاءات الاعلام الرسمي الخليجي بأنه متماسك وحقق " الكثير من الإنجازات "؛ الشعب العربي في الخليج وفي كل قطر من أقطار وطننا العربي يتوق إلى تحقيق اتحاد خليجيّ ديموقراطيّ فاعل، ويدعم أية محاولة وحدويّة عربيّة لقناعته ان الوحدة العربية هي الحلّ الأمثل للمشاكل السياسية والاقتصادية المزرية التي يعاني منها؛ لكنه، أي الشعب العربي، لا يرى أملا في تكتّلات واتحادات الملوك والأمراء والمشايخ العرب الذين يحاربون حركات التغيير الديموقراطي العربية التي قد تقود إلى توحيد الأمة، ويراهنون على القوى الأجنبية لحماية " دويلاتهم " وعروشهم!
القمم الخليجية والعربية التي تكلّف كل منها ملايين الدولارات لا حاجة لعقدها لأنها مضيعة للمال، ولا ينتج عنها شيئا يفيد الأمة، وإن جميع البيانات الختاميّة التي تصدرها ليست سوى مواضيع إنشاء محشوة بأكاذيب الهدف منها خداع الشعب العربي، والاستمرار في تخديره بإيهامه أن قادته يعملون من أجله، بينما هم في الحقيقة يتآمرون عليه ليلا نهارا، وبنيامين نتنياهو ودونالد ترامب شاهدان على ذلك!