السهل الممتنع بقلم : د. نظمية حجازي
تاريخ النشر : 2019-12-10
بقلم : د. نظمية حجازي
السهل الممتنع ---- كلام غير مفهوم .
8/12/1987 إلى 7/12/2019
حرب على السماء عندما ترى أخوة الدم تتألم قلوبهم ويصعدون إلى الهاوية ، كمية التناقض فيما نعيش به تجعل منك شخصية لا مبالية ترى المنكر وكأنه الأمر السائد لا تبالي بما صنعوه ولا تلتفت لما سيخلفه أثر هذا الواقع على المستقبل إنها اللحظة التي انتظرها البعض ليرى كمية التحول في منظومة القيم الأخلاقية و الوطنية والتمسك بالثوابت الأبدية .
كاد اليوم أن ينتهي ولم أجد سوى بعض الصحف الرسمية أو المواقع الرسمية التي تذكرنا بمجد الثوابت ، فهل نسينا دماء الشهداء أم نسينا الأمانة التي ربطتنا بها أعناق الشهداء أم تجرعنا المر حتى لم نعد نستصيغ تذوق حلاوة اتخاذ القرار الصائب إنها أيام وستمر وسيمر بعدها كل مر ، ولكن من هو البطل الذي سيجيب عن أسئلة تطرح في غياهب العقول ولا تستطيع الخروج إلى فوضى الحياة . مرّ هذا اليوم وكأنه يوم عادي في حياة الشعب الفلسطيني سوى من أم فقدت قلبها أو زوجة عاشت وحيدة منذ ذلك الحين إلى اليوم ولربما الكثير منا نسي أصدقاءً له كانوا يخططون لمستقبل زاهر سوياً، أو لربما شغلتهم النجوم الساطعة على الأكتاف أو الكراسي المزينة بخيوط التراث ، أو التمتع في جولات عمل بين دول عربية وغربية . ولكن الأكيد أن الغالبية العظمى أنستهم لقمة العيش التفكير إلاّ بسواها والمشترك بين كل هؤلاء أنهم تخلوا عن مبادئ وثوابت نادوا بها في بداية تحرر عقولهم وتفجير ضلوع أحاطت قلوبهم ليثبتوا للعالم آنذاك بأنهم شعب يستحق الحياة كنا حينها نرى الأخوة الأبدية والدم الوحدوي نرى الشهيد بأنه شهيد وطن بينما الآن نراه شهيد حزب ، نرى الأسير حراً طليقا مع كل زفرة زفير تفجر غضبه في وجه محتل غاشم ، كنا نرى التنظيم عمل وطني نتنافس من خلاله لتحقيق الهدف الأسمى ، اليوم تنافسنا لنحيد أرواح نقية عن الميدان ولنثبت أننا نتمسك بكل ما هو منمق ولنلتزم بتعليمات من أصروا على أن نكون دمى متحركة يتم التحكم بها عن بعد لنثبت لمن يمول وجودنا بأننا ملتزمون بكل ما تأمرون . سحقاً لعدالة الأرض ولننتظر إلى رؤية اليوم الذي تحل به عدالة السماء إلى من أعلن الحرب إليها .

رحم الله الشهداء وفرج الله هم وكرب الأسرى وحرر المسرى وقدّس قلوبنا وأزال منها السواد ورسم فيها الدم الأحمر الذي لا يلوث بالسواد .