المنافقون بقلم:مصباح(فوزي)رشيد
تاريخ النشر : 2019-12-09
المنافقون بقلم:مصباح(فوزي)رشيد


مصباح(فوزي)رشيد

***

النفاق في اللغة العربية هو إظهار الإنسان غير ما يبطن، وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوّها ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسُمِّي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه [ نفاق - ويكيبيديا ]

هناك من يقسّم النّفاق الى سياسي واجتماعي وديني، وكبير وصغير. وهذا يذكّرنا بمروّجي الكذبة البيضاء والصّفراء... والحقيقة هو أن النفاق واحد لا ينجزّأ،و" مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " -كما جاء في الحديث-. 

بمرور الوقت اكتسبنا تجربة كبيرة، ليس في العلوم والمعارف وكثرة الورع والإيمان، ولكن في الكذب والنّفاق. ومن خلال معرفتي ببعض منهم، أدركت أن أكثر النّاس نفاقا هم: 

- من أصحاب الشّخصات المريضة الضّعيفة. الذين ليس لديهم قدرة على المواجهة، ولا يستطيعون الوقوف إلى جانب الحق ولا مع أهله، بسبب ضعفهم.

 - الانتهازيون؛ أنانيون أصحاب مصالح ذّاتية، وليس كلّهم، لأن المعنى  محمود وفي الشّرع مطلوب، ولكن هناك صنف من الناس لديهم نزعة حب الذّات تفوق كل شيء؛ عبيد، يقدّسون المال والجاه والسّلطان، من الذين لا يقيمون وزنا للمبادئ ولا القيّم. 

من العوامل والأسباب التي تساهم في تفشّي آفة النّفاق بين الخلائق:

 التنشئة الأسرية، باعتبار أن الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتربّى فيها الإنسان،والمحطّة الأهم في تشكيل وتلوين صورته الباطنيّة، و(كل مولود يولد على الفطرة) -الحديث الشريف-؛ أن يكون الإنسان أعسرا ليس وراثيا، -كما أثبتته جميع الدراسات الحديثة-.

لقد تفشّى هذا الطّاعون بيننا،كالنّار في الهشيم، واحتلّ أصحابه الصّدراة؛ هم في قنوات التلفزيون، يطلّون علينا بمختلف الصّور، كمفكرين ومحللّين وأصحاب رأي، بينما في الواقع وفي حقيقة الأمر، يمارسون على النّاس النّفاق والدّجل. وفي وسائل التواصل الاجتماعي ذباب يشوّشون عليهم. وحتى بيوت الله لم تسلم من  نفاقهم ودجلهم.