النضال الفلسطيني وحتمية التوحد بقلم: أسامة قدوس
تاريخ النشر : 2019-12-09
النضال الفلسطيني وحتمية التوحد بقلم: أسامة قدوس


الكاتب: أسامة قدوس

النضال الفلسطيني وحتمية التوحد

في غمرة التداعي المتواصل للنظام الإقليمي، لا زالت منطقة الشرق الأوسط تعاني من غياب كلي للاستقرار لاسيما مع تواصل الحروب الأهلية، وبخاصة في سورية واليمن، والعراق.
الطقس الغائم والعاصف الذي سيطر على المناخ السياسي في الشرق الأوسط طيلة تاريخها الحديث لازال بذات الحدة الى يومنا هذا، إذ انتقلت عدوى الربيع العربي إلى لبنان التي تحدها شمالاً سوريا المنكوبة بفعل الحرب الطاحنة وجنوباً إسرائيل التي تعاني بدورها من تململ واضح في مشهدها السياسي بسبب نتائج انتخاباتها الأخيرة إلى جانب قضايا الفساد التي تلاحق وزيرها الأول بنيامين نيتنياهو .
في هذه الأثناء، تجد حركة التحرير الفلسطينية فتح نفسها أمام تحدي وجودي حقيقي، فدونما مصالحة حقيقية داخل هياكلها المركزية ستضيع الحركة وقد تضيع معها القضية الفلسطينية بفعل التقلبات التي تشهدها المنطقة والتي جعلت أنظار العديد من الدول تحيد عن الملف الفلسطيني إلى ملفات أخرى حارقة و عاجلة.
بعض القيادات داخل فتح اعتبرت أن الحركة كانت في حاجة لهذه الهزة ولهذا الزلزال فبعد أن كان النقاش دائراً ومحتدماً حول شخصيات القيادات الحزبية وأحقيتها بمناصبها عادت المصلحة العليا للحركة وللشعب الفلسطيني إلى طاولة النقاش ما مثّل بارقة أمل داخل مشهد مظلم وقاتم نظراً تواصل القطيعة بين الأطراف السياسية الفاعلة في فلسطين والتي يرتهن بعضها بإملاءات أطراف خارجية لا تهتم لمعاناة الشعب الفلسطيني قدر اهتمامها بمصالحها الذاتية.
تدرك فتح أن الاضطرابات الداخلية التي تعيشها الحركة قد تمثل هذه المرة ضربة قاسمة لمشروعها الوطني في ظل تواصل صراع القوة القائم بين دول الإقليم، فحتى إقرار توازن جديد في المنطقة على كل الفصائل الفلسطينية أن تتوحد للتجنب سيناريو التشرذم التدريجي والبطيء والذي لا يخدم أحداً غير أعداء فلسطين وشعبها.