من المشرق للمغرب بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-12-08
من المشرق للمغرب بقلم:خالد صادق


مـن الـمـشـرق لـلـمـغـرب
خالد صادق
توشك العديد من الدول العربية وبالأخص الخليجية منها على توقيع اتفاق «عدم اعتداء» بينها وبين «اسرائيل» , فقد صرح ما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس، أن وفداً من بلاده وصل إلى واشنطن لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق عدم اعتداء مع دول الخليج. واقتربت «اسرائيل» من الحصول على ضمانة من كثير من العرب بتخليهم عن منطق المواجهة العسكرية واستعداد جلّهم للتعايش معها. وتعكس اللقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين عرب رغبة من الطرفين برؤية علاقات تُنهي حالة «العداء» بينهما، دون أن يكون الفلسطينيون جزءاً منها، بعد ترسيخ واقع عزل المسار الفلسطيني عن المسار العربي؛ والقبول بدمج «إسرائيل» في منطقة الشرق الأوسط كقوة فاعلة. ويتخذ العرب، وزعماء خليجيون بشكل خاص، العداوة مع إيران ذريعة لتلك العلاقات والتعاون مع «إسرائيل» في مجالات التقنيات والمسائل الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ولا يعرف أحد إلى أين ستصل هذه العلاقات التي تتزايد أمام فرضية «السلام» مع الاحتلال الصهيوني والقبول التام بها كدولة في الشرق الأوسط والتحالف معها.

اتفاق «عدم الاعتداء» المنوي توقيعه مع الكيان الصهيوني مدعوم أمريكياً, حيث تدفع الادارة الامريكية الدول الخليجية دفعاً للتوقيع على هذا الاتفاق الذي ينهي عزلة «اسرائيل» في المنطقة ويجعلها القوة الاكبر التي تتحكم في مساراتها وتوجهاتها, وهذا دور وظيفي «لإسرائيل» تنفيذاً للرغبات الامريكية, ورؤية الادارة الامريكية لشرق اوسط جديد تكون «اسرائيل» جزءاً رئيسياً منه, وما لقاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو في البرتغال الا حلقة في سلسلة لقاءات بين قيادات امريكية واسرائيلية لدعم اتفاقية «عدم الاعتداء» وكان أول لقاء يجمع العرب بـ»إسرائيل» في مكان واحد في مؤتمر وارسو في بولندا، فبراير 2019. حيث سعت الادارة الامريكية لترتيب هذا اللقاء وحشدت له اكثر من ستين دولة بينها عشر دول تمثل الشرق الأوسط، تسع منها عربية: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان، إضافة إلى «إسرائيل». ثم جاء مؤتمر البحرين الذي استقبلته العاصمة البحرينية المنامة، وحضره لأول مرة في تاريخها، وسائل إعلام إسرائيلية جاءت لتغطية «ورشة المنامة»، وعمِل فريق من البيت الأبيض الأمريكي على دخولها ومشاركتها. دون ان نغفل زيارة رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، لسلطنة عمان، في أكتوبر من العام الماضي 2019، وزيارة وزير خارجية الاحتلال الصهيوني إلى الإمارات، في يونيو 2019.
خطوات نتنياهو لم تتوقف عند دول المشرق العربي, بل ناقش مع وزير الخارجية الامريكي امكانية زيارته الى المغرب وأفادت القناة 12 العبرية بأن زيارة «بنيامين نتنياهو» إلى المغرب، ستتم في موعد قريب من 30 مارس، ومباشرة بعد زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب. وقال موقع Le Desk الفرنسي إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي «مئير بن شابات»، يقوم بدعم من الولايات المتحدة بالتحضير للقاء بين نتنياهو والملك محمد السادس في المغرب. فيما قالت مصادر أخرى، إن نتنياهو كان من المفروض أن يزور المغرب، في نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، لكن السلطات المغربية طلبت تأجيل الزيارة إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقًا. وكشف موقع «أنباء تونس» نقلا عن مصادر جزائرية وصفها بـ»الموثوقة» رفض السلطات التونسية والجزائرية «بشدة» السماح لطائرة نتنياهو، عبور الأجواء التونسية والجزائرية في اتجاه المغرب الذي كان من المقرر أن يزورها. وأفادت ذات المصادر، أن مسؤولين فرنسيين وأمريكيين وإسبانيين وسعوديين وإماراتيين مارسوا ضغوطات كبيرة على المسؤولين التونسيين والجزائريين من أجل إعطاء الضوء الأخضر لاختراق طائرة رئاسية إسرائيلية أجواء البلدين بهدف العبور إلى المغرب، مع الالتزام بإبقاء الأمر طي السرية والكتمان، وعدم تسريبه للصحافة حتى لا يتسبب في ردة فعل شعبية غاضبة على حكومتي البلدين، لكن دون جدوى. كما رفضتا السماح لطائرة مغربية نقل نتنياهو من باريس الى المغرب حسب نفس المصادر, وتبقى جولات نتنياهو التطبيعية مستمرة شرقا وغربا لفك عزلة اسرائيل, ويبقى المواطن العربي هو القادر على احباط كل المخططات الهادفة لذلك, لأن الرسميين العرب المطبعين يخشون ردات الفعل الشعبية.