ماذا ننتظر؟ بقلم:مأمون هارون رشيد
تاريخ النشر : 2019-12-06
ماذا ننتظر؟ بقلم:مأمون هارون رشيد


ماذا ننتظر ؟
مجموعة من الاخبار الصادمة والمزعجة تناقلتها وسائل الاعلام مؤخرا , تظهر تراجع واضح في التأيد الدولي للشعب الفلسطيني وحقوقة المشروعة , وتتمثل تلك الاخبار في :
1 البرلمان النرويجي يوصي الحكومة بوقف المساعدة المالية المقدمة من النرويج لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية , بحجة أن المناهج الدراسية تدعم الارهاب والتطرف .
2 تصويت 13 دولة في لجنة خاصة بدعم الشعب الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد مشروع قرار يدعم الحقوق الفلسطينية , علما أن هذة الدول تعتبر دول صديقة , وكانت تأخذ مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية أو تمتنع عن الصويت , وهذة هي المرة الاولي التي تصوت ضد قرار يخص القضية الفلسطينية , ومن هذة الدول النمسا واليونان والمانيا البرازيل .
4 قيام ابن الرئيس البرازيلي بزيارة لمستوطنة اسرائيلية في منطقة رام الله , علما انة جاء الى اسرائيل في زيارة قادما من أبوظبي , حيث سيعود الى منطقة الخليج لزيارة سلطنة عمان والكويت والبحرين , ثم يعود الى القدس لافتتاح مكتب تجاري في 16 من الشهر الجاري سيكون باعتبارة ممثلية للبرازيل في القدس .
5 اعادة بوليفيا علاقاتها مع اسرائيل , واعلانها عن عدم حاجة الاسرائيلين لتأشيرت دخول الى بوليفيا .
6 المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية , تساوي بين الضحية والاحتلال في تقرير لها لشرح الاوضاع في فلسطين .
7 كان البرلمان الهولندي قد طالب الحكومة بوقف المساعدات المقدمة لوزارة العدل الفلسطينية .
الواضح ومن متابعة هذة الاخبار أن تراجعا واضحا في التأيد الدولي للقضية الفلسطينية ولدعم الشعب الفلسطيني , وذلك نتيجة عوامل متعددة , واصبحت معروفة للجميع , من أهم هذة العوامل , التغول الامريكي المسيطر والمهيمن على السياسة الدولية , والداعم بشكل غير محدود لاسرائيل , وخاصة في ظل الادارة الامريكية الحالية , كذلك من هذة العوامل , تأكل التأيد العربي للقضية الفلسطينية , نتيجة ما تواجهه بعض الدول من مشاكل داخلية , فرضت عليها الانكفاء للداخل لمعالجة مشاكلها والحفاظ على انظمتها , وكذلك نتيجة ضغوطات الادارة الامريكية وتهديداتها لهذة الانظمة والتي تشكل تهديدا لبقائها , لكن العامل الاخطر والاهم في رأي هو الانقسام الفلسطيني , وما أنتجة من من شرخ في الموقف الفلسطيني, أدى الى ضعف في تماسك القضية وتشوية للرواية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي , فلقد قدم الانقلاب الذي قادتة حماس ضد الشرعية في غزة أثمن الهدايا لاسرائيل , فما لم تستطع اسرائيل تحقيقة منذ قيامها قدمتة لها حماس بانقلابها الاسود , وهو الشرخ الذي تركتة في صفوف الشعب الفلسطيني , والفصل بين غزة والضفة , والتشكيك في التمثيل الفلسطيني .
لكن ذلك كلة لايعفي السلطة من مسؤولياتها , بل هى تتحمل ايضا مسؤولية كبيرة في هذا التراجع الحاصل في الموقف الدولي , وذلك نتيجة الاداء الدبلماسي الضعيف في كثير من الدول والمنظمات الدولية , وكذلك مخاطبة الشعوب عبر وسائل الاعلام وغيرها من الوسائل والطرق , حيث لانرى اي تأثير اعلامي على الساحة الدولية , أن لم نقل أن بعضة يعطي مردودا سلبيا وليس ايجابيا , وعلى ما يبدو أن الجميع استكان لما يبذلة الرئيس ابومازن وكفى الله المؤمنين شر القتال .
يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون من أخطر المراحل التي ستمر على القضية الفلسطينية , حيث تعمل الادارة الامريكية على تمرير صفقة القرن , التي يتم تطبقها قبل حتى أن يعلن حتى عنها , تمريرها بشكل هاديء , وناعم , ودون ضجيج , خطوة خطوة , فمن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ,و وقف المساعدات , الى اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن , الى الحرب على الانوروا , الى مايسمى بالمستشفى الامريكي في غزة , الى شرعنتها للاستيطان وغير ذلك من الخطوات التي اتخذتها الادارة الامريكية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقة , وكلها خطوات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية .
في ظل هذا الواقع المؤلم والكارثي , وهذة الصورة السوداء , ألم يحن لنا بعد اعادة حساباتنا , وتحديد خياراتنا المستقبلية ؟ وهل سنبقى نبارح مكاننا في ظل هذا الانقسام الاسود ؟ أليس من خطوة تعيد لنا هيبتنا وتوازننا وتعيد للقضية مكانتها وتقلب الطاولة على كل المتأمرين ؟ لايكفي الانتظار في ظل الانهيار , لانة لم يعد طويلا من الوقت أمامنا , والا ,,, سنفيق بعد أن لن ينفع الندم .

لواء
مأمون هارون رشيد
6122019