العنف النفسي ضد المرأة بقلم:سحر حمزة
تاريخ النشر : 2019-12-05
العنف النفسي ضد المرأة بقلم:سحر حمزة


 العنف النفسي ضد المرأة

سحر حمزة

تعمل بعض الجهات المدافعة عن حقوق المرأة ,الكثير من المنظمات المناهضة لحقوق الإنسان على حماية الناس وخاصة النساء من العنف بكافة أشكاله،وأكثر العنف وطأة ذلك الذي يؤثر على حياة المرأة منذ طفولتها ، ويتواصل عبر مسيرتها بالحياة بين إفراد المجتمع وخاصة أسرتها ،ويسهم هذا العنف بشتى أنواعه إلى إحباطها وتراجعها عن تحقيق أحلامها وتطوير أدائها ووظائفها في الحياة مثل بناء شخصيتها و رعاية الأبناء وبناء الأسرة الصالحة التي تخدم أفرادها ثم المجتمع قاطبة،وتتعرض المرأة للقمع والإحباط دوما لحساسيتها ورقتها ،دون أن يعي من حولها ذلك لا سيما حين تتقدم بالعمر أو حين تخفق في تحقيق أهدافها بالحياة ولا تصل إلى ما تخططه لمستقبلها ولحياتها في المستقبل.

يبدأ العنف مع الأنثى حين تكون طفله بالتمييز بينها وبين أخوتها الذكور الذين تتاح لهم كل الفرص كي يمارسوا الحياة كما يحلوا لهم في حين أن الفتاة تحجم وتلجم بالصمت القاتل كي لا تعبر عما في نفسها من احتياجات ومتطلبات من أهمها الحب والحنان المفقود الذي لا تجده أحيانا من أبويها الذين يفضلون الذكور عنها ثم تكبر المشكلة حين تدخل المدرسة فيمارس العنف معها في المدرسة دون تشجيعها أو تحفيزها وهكذا في الجامعة بالرغم أنها تعلم بقرارة نفسه أنها لا تملك الجرأة على قول لا لكن تسير صاغرة كما يريد الآخرون لها وتتراكم هذه الإحباطات لتشكل عقده في نفسها حتى بعد نضجها وتصبح إمرأة مكتملة يتقدم لها العرسان للزواج وقد يزوجها والديها رغما عنها لتحمل عقدها إلى بيت الزوجية وتبلغ حد الكبت والإحباط ذروتها حين تصدم بشريك عمر متخلف فتكظم غيظها خوفا على سمعتها وحفاظا على كيان لم تصنعها بيدها وأحيانا تنجب فتزيد الطين بلة وتتورط أكثر في مسلسل العنف النفسي أكثر وما عليها سوى السمع والطاعة وإلا يقال عنها ناشز إذا طلبت الطلاق والانفصال عمن لم يفهمها.

ملفات المحاكم زاخرة بقصص الطلاق وجميعها تعود في جذورها إلى الشخصية المكبوتة للمرأة والعنف النفسي الذي يمارس عليها من أصحاب السلطة زوج مدير بالعمل وأحيانا الأولاد حين يكبرون فيلومونها لقراراتها التي تختار الخروج من دائرة العنف إلى دائرة الحياة الرتيبة التي تختارها بنفسها دون تدخل من آخرين يستمر الأمر كذلك حتى حين تكبر وتتقدم بالعمر ويكون طموحها ما زال يراوح مكانه تحاول النهوض من جديد لتبدأ تحقيق حلمها لكن العنف النفسي يحيط بها من مرؤوسيها الذين يمارسون العنف النفسي معها في كافة تحركاتها قلة من النساء هن الناجيات من العنف النفسي وقلة منهن من يتجاوزن ذلك لكن النساء المعنفات قد يمارسن طقوسا اجتماعية مرفوضة وسلوكيات غير مقبولة منهن في سن متقدمة لا سيما إذا كبر أولادها معها وأصبحوا يراقبونها أكثر ممن هم تسببوا في عقدها فتضيع المرأة بين هذا وذاك وتذوب أحلامها وتدفنها بالحياة بحجة أنها تريد أن تعيش ولكن العيش بعنف وصمت سيقتلانها لا محالة ويجعلانها سلبية في كافة أنماط حياتها ولا يدري بها أحد غيرها بما حل بها رغم صورتها البهية أمام الناس بأنها عادية تحييا مثل الآخرين بحرية وثقة وهي في الحقيقة عكس ذلك تماما.