لا شىء يتغير في فلسطين بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-12-02
لا شىء يتغير في فلسطين  بقلم:المحامي سمير دويكات


نراقب الأحداث الأخيرة بشىء من الذهول لكن لسنا مستغربين مما يحدث، هو شىء مكنون في نفس البشرية منذ أن وجد سيدنا ادم على وجه الخليقة ونازعته نفسه بأكل التفاحة أو بتركها والبقاء في الجنة، لكنه في النهاية أكلها وبدأت من وقتها الاتهامات والنزاعات وتكررت بين أولاده وفي أنجاله وأحفاده إلى اليوم، كنت أفكر قبل قليل لو إن العالم اجمع تبنى نظرية السلام فوق كل ربوع الدنيا من شرقها وغربها وبدأ في استعمال الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء والموارد نحو تنمية حقيقية، وبدا باستثمارها كلها فوق الأرض وفتحت الحدود دون قيود وتم مساعدة الناس الفقيرة والدول الفقيرة وبدأت نهضة بشرية شاملة، فخلال سنوات قليلة سيكون العالم أنقى ما يكون وسنغزوا كل الفضاءات البعيدة وظلمات البحر والصحارى، ونعيش في ظل قانون السلام الإنساني بلا فروق أو استثناءات على اقل تقدير كما شرعتها الأمم المتحدة.

ذلك ربما على مستوى العالم لن يكون بمقدورنا أن نفرضه ولكن ماذا لو بدأنا بفلسطين؟ أن نتفق على قانون السلام الوطني الداخلي أن يوضع أصحاب الفرقة في السجون بعد محاكمتهم على أسلوبهم الرخيص وعلى أفواههم النتنة التي يستخدمونها من اجل بث الفرقة والانقسام وان تطرق أبواب السلام الداخلي وان يتفق على أمور ايجابية نحو تغيير ايجابي ونحو إبراز الكفاءات ووضع كل رجل في مكانه المناسب وقتها يمكن أن نرى التغيير في عيوننا.

منذ 2004 لم نر اي تغيير في حياتنا بل ذهبت كل الأهداف وكل الشعارات التي كنا نطمح لها في مهب الفرقة والانقسام حتى تحولت حياتنا الى جحيم، وبرز أصحاب النفوذ والمصالح لا يهمهم سوى مصالحهم الضيقة حتى في نطاق المؤسسة الواحدة، ومن يقرا هذه الكلام أتحداه أن يذكر لي مؤسسة وطنية نزيه وتتبع القانون في أمورها اليومية.

وان دخلت كل مؤسسة وسمح للناس في الحديث بصراحة ودون خوف ستسمع ما يثير الرعب ألف مرة، وسترى كيف إننا أضعنا الكثير في طريقنا نحو الأمل؟ أنها لحظة في ساعة أو لحظات في يوم وتظهر فيها الأمور أشبه بكوارث، وهناك المغامرون الكثر الذي ما يزالون يجرونا نحو هاوية تتبعها هاوية اكبر، غير مستغلين لبعض الأمور الايجابية التي يمكن ان تكون لنا طوق نجاة نحو حياة كريمة لأطفالنا وأولادنا، وبالتالي يجب على الشباب وان لم يسمع أو يسمح لهم إن يبادروا نحو التغيير بعيدا عن اللاعبين العابثين من اجل فلسطين فقط.