سوالف حريم - جورج وراس العبد بقلم:حلوة زحايكة
تاريخ النشر : 2019-12-02
سوالف حريم - جورج وراس العبد بقلم:حلوة زحايكة


حلوة زحايكة
سوالف حريم
جورج وراس العبد
عندما كنت في الخامسة من عمري، وقريبا من بيتنا كان رجل اسمه جورج يعمل حارسا في ورشة بناء، لا أعرف عنه غير اسمه، ولا أعرف من أيّ المدن أو القرى هذا الرجل، لكنني أعرف أنّه كان لطيفا ودودا إلى أبعد الحدود، أحبّ براءتي فكان يلاعبني كأبٍ حنون، وكان يأتي لي بعلبة "راس عبد" يعطيني قطعة قطعة حتّى الشّبع، هو سعيد لسعادتي الطفوليّة، وأنا سعيدة براس العبد، وقد وجدت فيه حنان الأب الذي أفتقده أنا التي لم أعرف والدي؟ الذي استشهد في حرب حزيران 1967 وأنا رضيعة.
وحتى يومنا هذا وكلما أرى طفلا يأكل "راس العبد" أتذكر جورج، وأذكره بالخير، ومن شدّة تأثري بجورج وبحنانه الأبوي الصادق فإنني أقدّم "راس العبد" لأطفال أقاربي وصديقاتي، وكأنني أقلد جورج بطريقة عفوية. وأتذكر قول الشاعر:
" من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ** لا يذهب العرف بين الله والناس"
فلله درّك يا جورج الذي سيبقى معروفه معي ما حييت.

2-12-2019