طبريا أثناء هطول المطر شتاء 1938 بقلم:علي بدوان
تاريخ النشر : 2019-12-02
طبريا أثناء هطول المطر شتاء 1938 بقلم:علي بدوان


طبريا اثناء هطول المطر شتاء 1938

علي بدوان

الصورة الفوتوغرافية، احدى شوارع مدينة طبريا الفلسطينية أثناء هطول المطر شتاء العام 1938. طبريا المدينة الفلسطينية الواقعة اسفل الجليل الشرقي، تعرضت لأقسى عملية تطهير عرقي عام النكبة، وذلك نظراً لكون بحيرتها المخزون المائي الإستراتيجي في فلسطين، تلك المياه العذبة التي تصب في البحيرة على شكل سيولٍ جارف تهبط اليها في فصل الربيع بعد ذوبان الثلوج من جبل الشيخ والجولان وهضاب الجليل على الطرفين. وقد عملت عصابات (الهاغاناه) على السيطرة عليها بشكلٍ كامل، مع تهجير كامل سكانها. كما حدث في مدينة صفد التي تعتبر من اعلى المناطق ارتفاعا في فلسطين، على قمة جبل الجرمق. فمدينتي طبريا وصفد، وقعتا تحت سيف الإبادة العرقية، والتهجير في احسن الأحوال في حرب 1948.

مدينة طبريا من أجمل مدن فلسطين، من ناحية موقعها، وتعدد الإنتاج الزراعي في قراها المحيطة بها خلال العام الواحد. فضلاً عن كونها مدينة سياحية بالدرجة الأولى. فبحيرتها أكبر بحيرة طبيعية في بلاد الشام من حيث مساحة مسطحها المائي وحجم مخزونها السنوي من المياه العذبة، شكلها كحبة الكمثرى. حيث تتمختر على سطحها المائي عشرات إن لم نقل بضع مئات من القوارب والسفن السياحية الصغيرة. اضافة لمبانيها العربية الجميلة المبنية بالحجر البازلتي الأسود، ومصدره على الأرجح منطقة حوران قبل النكبة.

لاحظوا الصورة المرفقة، الملتقطة شتاء العالم 1938 في احدى شوارع المدينة، ولاحظوا باص الركاب، الذي كان يطلق عليه ابائنا في فلسطين قبل النكبة مسمى الــ (الأتومبيل) بكلمته الإنكليزية. وهو يعود لشركة من شركات فلسطين لنقل الركاب، ومنها شركة (العفيفي) التي كانت تمتلك في فلسطين اسطول من تلك الباصات في منطقة الجليل في الشمال والوسط الفلسطيني.