اسرائيل ،، تطرف بلا قيادة بقلم: إياد جوده
تاريخ النشر : 2019-11-22
بقلم / اياد جوده
الانتخابات الثالثة التي تلوح في الافق ليست مجرد ان هناك شخص فشل في تشكيل حكومة انها أزمة التطرف والتطرف المقابل وأزمة فساد يستشري في دولة الكيان لدرجة انهم فقدوا كل ما بإمكانه ان يجعلهم متماسكين داخل كيانهم .
هذه الازمة بل الازمات المتتالية والمتلاحقة على دولة الكيان يحاول دائما من يود فريق الاجرام فيها عكسه على الساحة الفلسطينية من خلال ارباك المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي فيها وليس بعيدا عنا ما قام به المحتل من اقدامه على اغتيال قائد السرايا في غزة والتي امتدت الى ارباك المشهد اكثر بضرب قائد الجهاد الاسلامي عجور في دمشق .
نتنياهو أراد ارباك كل الساحة الاقليمية منذ الانتخابات الاولى وحتى الان حيث شن هجوما على العراق ولبنان ناهيك عن ضرباته المتتالية لسوريا وطبعا غزة هي الاساس في المشهد بلا منازع. ولكن كل ما اجتهد به نتنياهو لم يؤدي به الا الى الهاوية السياسية لأنه لم يستطع اقناع الجمهور بأن ما يقوم به هو لصالح اسرائيل بقدر ما هو لصالحه ومصلحته الخاصة .
المشهد المرتبك سياسيا في اسرائيل لم تحسنه هدايا ترمب الذي عمل كبابا نويل الذي يوزع الهدايا هنا وهناك، تارة يمنح القدس لإسرائيل كعاصمة، وتارة الغور وأراضي الضفة الغربية وما فعله من جعل الجولان إسرائيلية كما يظن .
وهنا لا بد من ذكر حقيقة مفادها ان فلسطين وبقيادة السيد الرئيس نجحت نجاحا باهرا في التصدي لصفقة القرن التي أعلن سيادته انها ماتت ولم تعد موجوده . فلقد تحملت فلسطين واقتصادها الكثير في سبيل رفض صفقة القرن والتصدي لها خاصة عندما اعلنت السلطة رفض امريكا وسيطا ورفض مقابلة سياسيها .
هنا لم يكن المشهد السياسي على الجانب الآخر الا مشهدا مليء بالعنف والكره والتغول أكثر وأكثر على السلطة الفلسطينية وعلى غزة التي تحملت الكثير من غباء الإسرائيليين حتى يحاولون انقاذ الفاسد الذي على رأس سلطتهم .
الان كل ما يمكن الحديث عنه من نتائج هو ان اسرائيل في مأزق سياسي كبير ناتج عن تطرف التطرف الذي تعيشه اسرائيل وخاصة سياسيها الذين هم اما يمين او يمين متطرف .
وان كل ما يحدث داخل اسرائيل لا بد من الحذر منه بشكل كبير لان سياسة الهروب من المنتظر بما يخص رأس السلطة في اسرائيل لن يكون الا على حسابنا نحن هنا في فلسطين وخاصة في غزة .
الحل الوحيد والاوحد هو العمل على توحيد الساحة الفلسطينية تحت راية الشرعية الفلسطينية وتفويت الفرصة على الكيان الذي يحاول دائما العمل على ضرب مقوماتنا ومقدراتنا واستغلال انقسامنا .
التطرف في اسرائيل لن ينتهي والتطرف في اسرائيل سيقود الى استمرار العبث في ساحتنا خاصة بعد هذا المشهد المعقد في اسرائيل .