الكيان الصهيوني أمام سياسة الضم وحل الدولة العنصرية الواحدة!بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
تاريخ النشر : 2019-11-21
الكيان الصهيوني أمام سياسة الضم وحل الدولة العنصرية الواحدة!بقلم: د. عبد الرحيم جاموس


الكيان الصهيوني أمام سياسة الضم وحل الدولة العنصرية الواحدة ..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
ادارة الرئيس دونالد ترامب تواصل تحديها المباشر للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة في وطنه، وللقانون الدولي والشرعية الدولية.. وللرأي العام العربي والدولي في اعتبارها ان الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عمل لا يتنافى والقانون الدولي ... بل عمل شرعي ولا يعيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين حسب ما صرح به مؤخرا وزير خارجيته مايك بومبيو.. ليأتي هذا التصريح بموقف جديد للولايات المتحدة من موضوع الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية منافيا لما كان عليه الموقف الأمريكي من الاستيطان طيلة عقود خلت.، ويمثل خطوة جديدة من خطوات تكريس الاحتلال وتدمير كل بارقة أمل بإمكانية التوصل إلى أي تسوية تكون مقبولة بين الفلسطينيين والمستعمرة الإسرائيلية بالرعاية الأمريكية...
تكشف هذه الخطوة عن حقيقة واضحة وجلية أن أمريكا تسير بسرعة نحو الانهيار الأخلاقي والقانوني الذي سوف يضعها في عزلة سياسية مع كيان المستعمرة الاسرائيلية، لتحديهما لقواعد القانون والشرعية والسلوك الدولي بسبب هذه المواقف والسياسات الخرقاء، التي ترفضها كل دول العالم، وفي مقدمتها دول اوروبا الغربية التي اعلنت رفضها الحاسم لهذه الخطوة ولهذا الموقف الشاذ قانونيا وسياسيا، الذي لا يخدم سوى شرعنة التطرف والارهاب الصهيوني المنظم والممارس في حق الشعب الفلسطيني.. ويكشف عن عجرفة سياسية للإدارة الامريكية في معاداتها السافرة للشعب الفلسطيني ولكل المشاعر العربية، والمتبنية لأفكار اليمين الصهيوني الحاكم في المستعمرة الاسرائيلية، وتعمل على توفير الغطاء السياسي له لتنفيذ سياساته الهادفة إلى ضم المستوطنات بل وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتشيد نظام فصل عنصري في فلسطين المحتلة.
في ظل هذا المناخ السياسي المتوتر قام الصحفي الإسرائيلي غازي بركعي بطرح سؤال على وزراء حكومة الاحتلال عبر إذاعة الجيش الصهيوني منذ ساعات الصباح ليوم الثلاثاء 19/11/2019 م يقول: إن قرار ضم الضفة الغربية قد بات متفق عليه بين جميع الاحزاب الصهيونية المتنافسة على الحكم. ولكن يبقى السؤال والإشكال الأهم هو ماذا ستفعلون بسكان الضفة (يهودا والسامرة) ؟
هنا يعلق الصحفي غازي بركعي قائلا: الإجابة وحدها التي صدمتني هي (حتى لا يطالب سكان الضفة بالتصويت للكنيست، يجب أن نسمح لهم بعمل انتخابات لبرلمان خاص لديهم .. وبذلك نتخلص من المسؤولية عنهم ديموغرافيا وسياسيا، واقتصاديا ) !
هذه الإجابة لدى المستوى السياسي الإسرائيلي تكشف بشكل واضح عن نواياه بالتوجه إلى إقامة دولة واحدة ذات نظام فصل عنصري، والتوجه نحو استنساخ نموذج نظام جنوب افريقيا العنصري البائد .. هذا هو الحل في نظرهم وهذا هو التوجه الذي تدعمه الإدارة الأمريكية الحالية بمواقفها المنحازة .. دون إدراك لما يمثله هذا التوجه من مخاطر سياسية وأمنية تقود إلى تأجيج الصراع وفرض العزلة على كيان المستعمرة ... وتأكيد مستقبلها الحتمي الذي ستؤول إليه، والذي لن يختلف عن المآل الذي آل إليه مصير النظام العنصري في جنوب افريقيا ..
هذا التوجه يفتح الباب على مصراعيه لفرض حل الدولة الواحدة العنصرية من وجهة النظر الصهيوامريكية .. والتي لا يمكن أن يرضخ لها الفلسطينيون بل سيواصلون كفاحهم ضد سياسة الميز العنصري وضد الإحتلال من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة في وطنهم وفي مقدمتها حق العودة والمساواة وحق تقرير المصير في دولة ديمقراطية تمثل نقيضا لنظام الفصل العنصري الذي تسعى إلى فرضه المستعمرة الاسرائيلية بالدعم الامريكي..
د. عبدالرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 20/11/2019م