عهد جديد للمرأة العربية بقلم:محمد الدليمي
تاريخ النشر : 2019-11-20
عهد جديد للمرأة العربية بقلم:محمد الدليمي


عهد جديد للمرأة العربية

محمد الدليمي

سيشهد مطلع شهر ديسمبر القادم حدثا عربيا أستثنائيا في مضمار السعي الجاد نحو تأطير رؤية مستقبلية لآفاق العمل النسائي العربي المشترك عبر انطلاق اعمال وبرامج هيئة المرأة العربية كأطار تفاعلي وتنسيقي مشترك لجميع مكونات الساحة النسائية العربية في فضاء العمل غير الحكومي والذي عانى في العقد الأخير من تشرذم وتشتيت للجهود وغياب المبادرات الخلاقة مما اضعف من تأثير ممارسات وبرامج وسياسات موجهة نحو خدمة قضايا المرأة العربية المتطلعة نحو المزيد من اقرار سياسات وتشريعات وخطط ومشاريع من شأنها الأرتقاء بواقع المرأة العربية والعمل من اجل رفع نسب ادماجها في سوق العمل وتمكينها من المشاركة والأسهام الفعال في تحقيق اهداف التنمية المستدامة في عالمنا العربي .

لقد تحققت في السنوات الأخيرة منجزات كبيرة لصالح  المرأة وتم اقرار سياسات ومنظومات تشريعية عديدة جسدت بشكل متسارع اهتمام حكوماتنا الرشيدة بضرورة تجسير الفجوة بين الجنسين وتمكين النساء من ولوج المراكز القيادية ووضع سياسات ورسم استراتيجيات تسهم في تحقيق معدلات نمو أكبر في مجال ممارسة المرأة لحقوقها بأعتبارها شريكا فاعلا في عملية التنمية الحقيقية وبناء مستقبل الأوطان .

يمثل بدء اعمال هيئة المرأة العربية تأكيدا حيا لبواعث وضرورات التفاعل والتنسيق وتبادل الخبرات والبرامج بين كافة الفاعليات الجمعوية للنساء والمنظمات والروابط في عالمنا العربي بغية انبثاق عهد جديد من التكامل والسعي لتطوير هيكليات ووضع خطط ومشاريع مبتكرة تضع المرأة العربية في موقع صدارة اهتمامات القيادات والجهات الساندة لتمكين المرأة وان تولي الأميرة دعاء بنت محمد مسئولية الرئيس الأعلى لهيئة المرأة العربية وما تمتلكه من عزيمة وايمان قوي وخبرات في ميدان العمل المجتمعي وبالذات اهتمامها الكبير بالمرأة والطفولة مما أكسبها القدرة على التواصل والتفاعل والتعاون بين جميع اطر ومنظمات العمل النسوي العربي غير الحكومي وهي سيدة العطاء وتعتبر ملهمة وقائدة للعمل الخيري والمؤسسي في بلدها والمنطقة وما سألت يوما هذه السيدة العربية البارزة الا واعطت وقدمت من فكرها وجهدها ودعمها المتواصل لجميع البرامج والمبادرات الهادفة الى اعلاء شأن المرأة وترقيتها وهي بحق تستحق لقب سيدة المبادرات وحضورها على رأس هذه الهيئة العربية الوليدة سيحدث انتقالة كبيرة في اساليب العمل وينتج برامج نوعية توجه لمصلحة المرأة خصوصا في البلدان العربية الأقل نموا او تلك البلدان التي أكتوت بالحروب والنزاعات المحلية وشهدت حالة من عدم الأستقرار مما جعل من المرأة والطفل هما الضحية الأولى لتلك النزاعات والمشكلات.

ولذلك فان الجميع مدعوين من منظمات واتحادات وجمعيات وروابط للعمل النسوي غير الحكومي الى التفاعل مع اهداف وبرامج هيئة المرأة العربية لكي نشهد سوية عصرا جديدا من تحقيق الأهداف السامية في تمكين المرأة العربية من التعليم والتدريب والعمل والصحة والمشاركة .

* الأمين العام لهيئة المرأة العربية