الثورة الإنسانوية بقلم:حسن عجمي
تاريخ النشر : 2019-11-20
الثورة الإنسانوية  بقلم:حسن عجمي


 الثورة الإنسانوية
حسن عجمي (كاتب لبناني)

تدعو حملة الثورة الإنسانوية إلى الثورات السلمية في العالَم العربي و المشرقي و استمرارية الثورة في لبنان و العراق و الجزائر و البلاد العربية والمشرقية بشكلها السلمي و مضمونها الإنسانوي. فالثورة الحقيقية هي الثورة الإنسانوية التي تهدف إلى تحقيق الإنسان الأرقى من خلال احترام حقوقه و العمل بقِيَمه. الثورة الإنسانوية هي ثورة سلمية و مسالمة غايتها الأساس تحقيق السلام الأهلي الحقيقي بفضل احترام الحقوق الإنسانية الأساسية وانتاج حقوق إنسانية جديدة. مثل على تلك الحقوق الجديدة التي لا بدّ من احترامها حق كل فرد في أن يتطوّر اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً. فالذي لا يتطوّر سجين ما هو عليه. و بذلك الذي لا يتطوّر فاقد للحرية. من هنا من الضروري بناء حقوق جديدة كحق كل فرد في التطوّر و إلا نصل إلى نظام ديكتاتوري قامع للحريات و قاتل لها ما يُسبِّب الصراعات و الثورات المسلّحة و الحروب الأهلية و دمار الأوطان. الثورة الإنسانوية هي ثورة السلام لكونها ثورة صياغة حقوق إنسانية تكفل إحلال السلام و سيادته.

الثورة الإنسانوية ثورة بناء حقوق و واجبات جديدة كحق كل إنسان في الامتلاك المجاني لمسكن و حقه في الحصول على عمل و واجب الدولة تقديم عمل له و حق كل إنسان في الحصول على غذاء مجاني و تعليم مدرسي و جامعي مجاني (إن كان من الأقل حظاً اقتصادياً) و حقه في ضمان صحي و ضمان شيخوخة بلا مقابل مادي و حقه في التصرّف بحرية مطلقة ضمن القانون المراعي لهذه الحقوق و حقه في محاسبة السياسيين و سلطات الدولة و حقه في أن يتطوّر و يرتقي اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً (بفضل احترام الحقوق و الواجبات السابقة) بمجرّد أن يكون مواطناً أو مقيماً في دولة ما و إلا خسرت تلك الدولة شرعية وجودها. فمن دون هذه الحقوق يفقد الإنسان إنسانيته. و حين تتحقق هذه الحقوق يوجد السلام الأهلي الحقيقي لأنَّ عدم احترام تلك الحقوق يؤدي لا محالة إلى الصراع و الحروب. لذلك الثورة الإنسانوية ثورة السلام. كما تكمن الثورة الإنسانوية في أن يصبح المواطن سلطة أعلى تحاسب و تقاضي سلطات الدولة المختلفة (كالسلطة التشريعية المتمثلة عادةً بمجلس النواب و السلطة التنفيذية المتمثلة عادةً بالحكومة أو الرئاسة) و إلا تفرّدت سلطات الدولة بالحكم و تحوّلت إلى سلطات قامعة يسودها الفساد و تمارس الإرهاب ضد مواطنيها. من هنا تدعو هذه الحملة الثورات العربية والمشرقية إلى أن تتحوّل جمعاء إلى ثورات إنسانوية هدفها تحقيق السلام الأهلي من خلال صياغة حقوق إنسانية جديدة و احترامها.

الحضارة فن إنتاج السلام الأهلي من خلال الثورات السلمية و المسالمة..فلا تطوّر بلا ثورة..و لا حياة بلا تطوّر..الحضارة فن بناء الإنسان من خلال ثورات فكرية و سلوكية سلمية تُغيِّر المجتمع و النظام...لا حضارة بلا ثورة و سلام...و لا سلام بلا ثورة..