المعركة القادمة بقلم:د. رفيق التلولي
تاريخ النشر : 2019-11-20
المعركة القادمة
بقلم
د. رفيق التلولي
يبدو أن التصعيد الإسرائيلي على شعبنا الأعزل لم ولن ينتهي بعد، حيث تشير المعطيات إلى إمكانية العودة ثانية لحالة الاعتداء والاشتباك.
وهذه المؤشرات من المنطق أن تكون صحيحة، لا سيما أنها مرتبطة بحالة عدم الاستقرار الداخلي لدى المنظومة السياسية في دولة الكيان، فمن جهة يحاول نتنياهو الإبقاء على حالة التوتر ليحافظ على مملكته كملك لإسرائيل، وسيدا لها أطول مدة ممكنة، حتى لو كلفه ذلك مزيدا من الدماء والدمار في غزة، كذلك لو دفعت إسرائيل مزيدا من القذائف المضادة لهذه الاعتداءات ثمنا لذلك.
ومن جهة أخرى لا قوة مطلقة لأي من الأحزاب على الساحة الإسرائيلية، حيث أنه لم يجدي نفعا إعادة الانتخابات هناك مرة أخرى، فنجد كل حزب يتربص للآخر عل وعسى أن يحقق انتصارا يؤثر فيه على الشارع الإسرائيلي، لإضعاف خصمه والإحاطة به.
وبين كل هذا وذاك هناك لاعب هام في هذا المعترك، وهذا اللاعب أهميته مستمدة من قوته على أرض غزة والسيطرة عليه، فحماس التي لم تشارك بالمطلق في حالة الاشتباك الأخير الذي تبع اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا، وهذا ليس سرا، حتى أن المنابر والمساجد لم تصدح ولم يسمع صوتها أثناء المعركة لا لنعي الشهداء، ولا حتى للثناء على صنع المقاومة، كذلك لم تخرج مسيرة واحدة تطالب بالرد والقصاص من قبل أنصارها.
لا نعلم ما وراء هذا الموقف، فربما هو تكتيك مرحلي.
إي كان هذا التكتيك، فإن المراقب لهذا الموقف يشعر بأن حماس أمام مفترق بل ومعترك هام وخطير، وأمام خيارين أحلاهما مر، هذا إن كان هناك طعم حلو فيهما، فسواء شاركت حماس بالمعركة أم لم تشارك فهو موقف ستدفع ثمنه من رصيدها وتاريخها.
والسؤال هنا: لو أن حالة الاعتداء والاشتباك عادت مرة أخرى للمنطقة، ماذا سيكون موقف حماس من المشاركة والرد؟