الشعب يريد إسقاط الدمى بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
تاريخ النشر : 2019-11-19
الشعب يريد إسقاط الدمى بقلم : ثائر محمد حنني الشولي


الشعب يريد إسقاط الدمى
مباشرةً وبعد غزو العراق في العام 3003م وحجم الدمار الهائل الذي خلفه عدوان التحالف الإمبريالي الصهيوني في هذا البلد العزيز (جمجمة العرب ورمح الله في الأرض) , وما إقترفته هناك أيادي جنود الإحتلال من جرائم حرب مريعة وحروب الإبادة الجماعية التي أزهقت ملايين الأرواح البريئة ,وكذلك سياسة التطهير الطائفية التي إنتهجتها قواتهم بهدف إطالة عمر الاحتلال وحكومة الظل والدمى التي أخرجها الحاكم العسكري الأمريكي (بول بريمر),ولا ننسى في السياق التعذيب الوحشي والإغتصاب الجماعي للأسرى العراقيين في سجن أبو غريب وكافة السجون الأمريكية في العراق وإرتكاب كل الموبقات وأشكال الشذوذ الأخلاقي التي مارسها جنود الإحتلال بحق أسرى المقاومة العراقية الباسلة.
لقد شكل ما حدث في العراق الشقيق الذي وقف عشرات السنين كالصخرة الكأداء في وجه السياسات والمؤامرات الصهيونية والإمبريالية صدمة كبيرة روعت قلوب أبناء الأمة العربية في مختلف أقطارها من المحيط الى الخليج , وإنعكست بشكل درامي على المواطن العربي الذي تفاجأ بموقف النظام العربي الرسمي المتواطئ بل والمتاّمر في غالب الأحيان إزاء ما حل بالعراق وقبله فلسطين , وكان لذلك وقعه الصادم للشباب العربي الثائر الذي خُدع لبرهة من الزمان بالشعارات الرنانة لبعض الأنظمة العربية التي تدعي زوراً وبهتاناً إنتسابها لجبهة المقاومة والممانعة للصهيونية وقوى الإستعمار الغربي, ولم تلبث حتى تعرت تماماً وإنكشفت أحابيل كذبها المطولة وحقيقة إرتباطاتها بالأجندات المعادية لأمتنا وقضاياها المصيرية .
إزاء هذه الحقائق الصادمة عن النظام العربي الرسمي وحكومات الدمى العميلة للأجنبي خرجت جماهير الأمة في مختلف الأقطار العربية تهتف للحرية وتنشد للخلاص من الفساد والإستبداد والدكتاتورية , وصدحت حناجر الملايين (الشعب يريد إسقاط النظام) , وسالت الدماء أنهاراً في شوارع وأزقة العواصم العربية في سبيل الخلاص وخلع إنظمة العار والتبعية والفساد والذيلية .
ومرةً أخرى نستطيع القول هنا أن إحتلال فلسطين وتهويدها وتالياً العراق وتفريسه شكلا رافعةً أساسية لأنتفاضة الشعب العربي في مختلف أقطار الوطن العربي وترجمة حالة الوعي القومي الجمعي لديه على شكل ثورات شعبية إنطلقت في فلسطين ضد الإحتلال وإمتدت الى تونس ومصر وااليمن وسوريا ضد الفساد والدكتاتورية , وشملت العراق ولبنان الذين تميزت إنفاضة شعبيهما بوجهها العربي ووجهتها العروبية الأصيلة بما يخدم تصحيح مسار ربيع الثورة العربية وصياغة أهدافها النبيلة بشكل ينسجم وتطلعات الملايين من جماهير الامة الكادحة التي خرجت في مختلف الساحات العربية قاصدةً تحطيم الأصنام والأوثان التي نصبها أعداء الأمة حكاماً وسلاطين على رقاب أبناء الأمة حفاظاً على المصالح الإستعمارية والصهيونية ومختلف مشاريعهم التاّمرية التي تبقي الأمة في حالة من التخلف والتفتت والشرذمة والضعف والنكوص الحضاري والتنموي في محاولة إستعمارية خبيثة تستهدف ثني أمتنا عن المسير في ركب التقدم والتحرر والنهوض , وكذلك تعطيل تأدية واجبها الرسالي تجاه الإنسانية كأمة رائدة معطائة وقائدة بين الأمم.
وعلى أنغام رسالة ثورة الشعب العربي الفلسطيني وإنتفاضته الباسلة في وجه الإحتلال والإستيطان والتهويد والتطهير العنصري.. خرجت جماهير الشعب العربي في العراق الشقيق في إنتفاضة باسلة وصميمية ضد الإحتلال الأمريكي والإيراني وذيلهما ممثلاً بحكومة الدمي العميلة التي عاثت بالعراق فساداً وخراباً ومارست اللصوصية والأستحواذ والإجتثاث والقتل والتجييش الطائفي على أوسع نطاق .. نعم إنطلقت ثورة العراق لتلتحم وتعانق ثورة الشعب في فلسطين ولبنان وتونس والسودان والجزائر واليمن والشام والأحواز وتشكلا معاً الحالة التراكمية للوعي القومي العربي الذي إنطلق على شكل إنتفاضة شاملة وعارمة نحو ثورة جذرية وعميقة وشاملة تطيح وتقتلع كل حكومات الدمى والفساد والعمالة والدكتاتورية حامية حدود سايكس بيكو والمعطلة لمسيرة النهوض العربي نحو أمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج في دولة عربية حرة وديمقراطية تُرسي قواعد الحرية وقيم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع مواطنيها بمختلف أطيافهم وألوانهم وبما يضمن حياةً كريمة ومستقبل زاهر لأبنائنا وأجيالنا العربية القادمة.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
تشرين ثاني - 2019