همس الجواري..نصوص نثرية للكاتبة هدير الجبوري بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2019-11-18
همس الجواري..نصوص نثرية للكاتبة هدير الجبوري بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف


همس الجواري ...نصوص نثرية للكاتبة والاديبة الاستاذة هدير  الجبوري
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

قبل عشرة ايام كتبتُ خبرا عن كتاب الاخت الاستاذة هدير الجبوري الموسوم (همس الجواري ) ، والذي يتضمن نصوصا نثرية جميلة .. والكتاب الابداعي هذا صدر عن (دار نون للطباعة والنشر والتوزيع) في الموصل 2019 .
واليوم التقينا في مركز يوسف ذنون للدراسات والبحوث التاريخية والفنية وقد تشرفت بإستلامي نسختي من الكتاب كما اردتْ فشكرا وتمنياتي لها بالتألق الدائم .
اطلعت على النصوص النثرية كما هي ارادت ان تسميها ، فوجدتها تنبض بالحيوية. وصبغتها وروحها ونفسها انساني وهي ايضا خلاصة لتجربة انسانية فيها من الاحلام ، وفيها من الآمال ، وفيها من الحزن ، وفيها من الالم ، وفيها من الايثار الشيء الكثير الكثير .
وقد سعدت جدا بالصور والرسوم التي طرزت النصوص ؛ فأعطتها الاطار الذي تستحق .حزنت عندما قرأت الاهداء فهو الى روح ابنتها نيرمين وسبب حزني انني ايضا فقدت ابنتي (هبة) الشابة الثلاثينية التي توفيت بسبب سرطان الغدد اللمفاوية ودفنتها في عمان بالاردن حيث كنت اعالجها .
ليتك معي :
كنت الاجمل بنور وجهك َ
وكان ربيعي سيزهر بربيعك
وما كان شتائي باردا
يستجدي دفء حضوركِ
وأمضي مع الكتاب الذي ضم (39) نصا نثريا ، وعناوينها ملفتة ومعبرة : فقيدة قلب - توأم روح - إنتظار - روح عليلة - إيثار - يتيم الروح - وجع الكلمات - وخز الاشواك - بعثرة ذكرى - مسافات - حقيقة مرة - صدى - غصة وغليان روح - دعاء - هموم رخيصة .
وفي كل هذه النصوص تنتصب أمامنا قضية ، وينتصب أمامنا انسان مهموم ، وينتصب امامنا أمل .
في قصيدتها (دعاء ) تقول :
اليوم استوقفتني امرأة عجوز ودعت لي من صميم قلبها
ودون ان أعي ما أحدثته في نفسها
من رضا وسرور
ناجت ربها بدعاء صادق نابع من قلبها
دعت ان يذيقني الرحمن هدوء القلب
وان يمنح هذا القلب المتعب ما يحلم به
ويذيقه حلاوة الفرح
وما احلى ان يدعو لك انسان بالرضا والسرور وبهدوء القلب
وفي قصيدتها (حروف ) تقول :
اطلقوا سراح الكلمات
فبعض الكلمات تدوم
بقلب ِمن نُحب
اطلقوا سراح الكلمات فهي للارواح دواء ..
نعم للكلمة دور والكلمة دواء وها هي تؤكد في قصيدنا حاجتنا اليوم وغدا للكلمة ففي البدء كانت الكلمة والكلمة يجب ان تكون جامعة
وفي قصيدتها (حزن روح ) تقرر حقيقة وهي ان الانسان يلجأ الى ان يكبت بعض الاحزان ( بعض الاحزان تكبت ولاتكتب ..ياصديقة
لان ثمة احزان لاتباح ..ياصديقة
نعثر على الجرح فينأى عنه الحديث
فبعض الجروح لاتعرى ...
وهكذا نمضي مع القصائد .. مع كل القصائد وهي تنطلق مليئة بالبهجة .. مليئة بالحزن تسابق الخطوات تتراقص فرحتها امام عينيها .. تغلب الفرح على الحزن الحياة على الموت ، الامل على الالم ، الحق على الباطل ، الثورة على السكون .
بوركت أختنا الاستاذة هدير الجبوري و(ديوانك ) الجديد ( كلمة) في وجه من لايحب الحياة و( موعظة) لمن ابتعد عن الحياة .
شكرا لك ، اختنا الاستاذة هدير الجبوري ، وانت تغمرينا بكلماتك التي ذكرنتي بما كنت اقرأ قبل سنين طويلة ... ذكرتني بجبران الارواح المتمردة ، وجبران الاجنحة المتكسرة ، وجبران خليل جبران النبي .