الشعوب العربية بين الغضب والثورة بقلم:جميل السلحوت
تاريخ النشر : 2019-11-17
الشعوب العربية بين الغضب والثورة بقلم:جميل السلحوت


جميل السلحوت:

الشعوب العربية بين الغضب والثورة

تشهد الساحات والميادين في بعض الأقطار العربيّة انتفاضات شعبيّة واسعة كما يحصل الآن في لبنان والعراق، والجزائر ومسيرات العودة التي تجري في قطاع غزّة منذ أكثر من تسعة أشهر، فهل هذه الانتفاضات امتداد لما جرى في تونس ومصر وليبيا منذ العام 2010 وأدّت إلى تغيير أنظمة الحكم في هذه البلدان، أو كما جرى في السّودان هذا العام 2019 وأدّى إلى تغيير نظام البشير! أو كما جرى في سوريّا من حرب أهليّة في سوريا منذ العام 2012 والتي أدّت إلى تدخلات أجنبيّة لتدمير سوريا وقتل وتشريد شعبها؟ وهل الحرب الظالمة على المستضعفين في اليمن تعكس طموحات الشّعب اليمني أم هي حرب بالوكالة لخدمة أعداء الأمّة؟ وهل نحن في ربيع عربيّ كما يحلو للبعض تسميتها؟ وهل كل ما يجري في المنطقة من صراعات بعيد عن التخّلات الأمريكيّة والإسرائيليّة؟ فهذه الأسئلة وغيرها كثير تحتاج إلى دراسات معمّقة للوقوف على أسبابها وما يمكن أن تتمخّض عنه.

وبشكل سريع علينا الاعتراف قبل كلّ شيء بأنّ الشّعوب العربيّة متقدّمة في طموحاتها على حكّامها وعلى طلائعها السّياسيّة من تنظيمات وأحزاب قوميّة ووطنيّة وإسلاميّة، ومع ذلك يجب أن لا يغيبنّ عن عقل أحد أنّ الجماهير الغاضبة في غالبيّتها قد جرى استغلالها مرّتين، واحدة من قبل أنظمة الاستبداد الحاكمة، ومرّة من القوى والتّنظيمات التي تخدم قياداتها أجندات لدول معادية، والتي استطاعت أن تجرّ الآلاف للمشاركة في تدمير بلدانهم وقتل وتشريد شعوبهم، كما جرى ويجري بشكل وآخر في سوريّا والعراق، حيث استغلت بعض قوى الإسلام السّياسي العاطفة الدّينيّة لعامة النّاس، وجنّدتهم ليكونوا وقودا لحروب داميّة لقيت الدّعم بأشكاله كافّة من قوى امبرياليّة ومن خلال وكلائها الحاكمين في بعض الأقطار العربيّة،  بعد أن نشرت ثقافة الطّائفيّة البغيضة التي شوّهت الإسلام والمسلمين أمام العلم جميعه، وخير دليل على ذلك نشوء تنظيمات ارهابيّة مثل القادة وداعش وجبهة النّصرة وغيرها. ولا يمكن التّغاضي بشكل وآخر عن دور الأنظمة المستبدّة نهبت خيرات شعوبها، وارتضت أن تكون خادمة للدّول الامبرياليّة التي توفّر لها الحماية.

وهنا لا بدّ من التّوقّف عند ترهّل القوى والتنظيمات والأحزاب القوميّة والوطنيّة، وكيف تراجعت إلى الخلف خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومجموعة