إجازة المقاومة في الجولة الأخيرة بين الواقعية السياسية ومفهوم المقاومة بقلم: احمد المدهون
تاريخ النشر : 2019-11-17
إجازة المقاومة في الجولة الأخيرة بين الواقعية السياسية ومفهوم المقاومة بقلم: احمد المدهون


إجازة المقاومة في الجولة الأخيرة بين الواقعية السياسية ومفهوم المقاومة.. 

منذ بداية العدوان خلال الثلاثة أيام الماضيات وصولاً لنهاية لقاء النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بالأمس عبر قناة الميادين، وأنا أحاول ربط الحديث الإعلامي والتصريحات الصادرة عن الفصائل بما فيها كلمة محمد الهندي عبر قناة الجزيرة، كي أصل عبر هذه المعطيات لنتائج أو لتحليل من شأني البناء عليه..

نستطيع القول في البداية أن إستشهاد القائد /بهاء أبو العطا، بمقامه الوطني والجهادي واعتبار التخلص منه، تخلص من أحد الثلاثة أشخاص الذين تضعهم إسرائيل على سلم الإغتيال والإرهاب بعد قاسم سليماني والسيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني، هو فارق كبير مؤلم، الأمر الذي له في زاوية أخرى تتعلق بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي إعادة سياسة الإغتيالات بما يشكل هذا الأمر إختراق عميق لتفاهمات 2014 التي يرعاها الجانب المصري.

مع بدء القصف وكما أشار النخالة أن قرار الرد تم اتخاده بعد ساعة من الإغتيال، تم قصف بعيد المدى وصل مدن حتى تل أبيب، لامس الجاهل قبل العاقل تحمس الشعب الفلسطيني للرد وحتى المنتقدين أصبحوا موالين للمقاومة عبر كتاباتهم وأقوالهم، سار اليوم الأول وانتظر الناس الرد كما قالت غرفة الفصائل المشتركة، مرت ساعات ولايزال الإنتظار، بدأ الإعلام العبري يتطور عبر وكالاته وصحفه بالقول : أن هناك تجنيب لحركة حماس تم عبر اتفاقيات تتعلق بالتفاهمات التي يرعاها الجانب المصري والتي كان كفيلاً لها خلال مسيرات العودة.

أثارت هذه الأخبار التي تم تداولها من الجانب العبري الشكوك لدى الناس، وبدأوا بالإنقسام على بعضهم، بين الإستنكار والإستغراب وبين جانب تم اعتقاده أنه فاقد لعقله، قام بتصديق ما قالته الصحف العبرية، وبعدها تقول غرفة الفصائل أن ذلك إشاعات لبث الفتنة، حتى تجلى الأمر بصورته الحقيقية نهايةً، مع لقاء النخالة، حين سألته المذيعة عبر قناة الميادين، هل حماس مشتركة معكم في إطار القصف على الأراضي المحتلة؟ ، لتكن الإجابة هي ذات ما قالته وسربته الصحف العبرية، ويرد للمذيعة :"اذهبي وإسأليهم"، والميدان مفتوح، وفي خلال نطقه لهذه الكلمات، ظهرت إختلافات على علامات وجهه وألحق بعدها القول : سرايا القدس تقاوم إسرائيل منفردة، ليزداد المشهد وضوحاً وتنال الحقيقة المؤلمة موقعيتها الميدانية.

والتي من جانب أخر، أزعجت كثير من الناس، كونها غير وحدوية، ونحن بحاجة لصوت وحدوي، لكن الأمر من وجهة نظري رغم بؤس الخذلان في معركة مع محتل، لم يكن اختلاف فكري أو سياسي، بل كان يتعلق بتفاهمات حماس مع مصر وإسرائيل، وهو انعكاس لما قاله الدكتور فتحي الشقاقي : ( الواقعية السياسية نفق حلزوني مظلم يدخل المقاتل من أوله لا يخرج من آخره إلا راكع تحت أقدام العدو).وأيضاً مقولته التي تعكس الواقع السياسي بغزة لمن يدعون وصلاً بالمقاومة :(فلسطين ضاعت بين المفرطين وشهود الزور الذين يهرولون خلف المفرطين بفلسطين وقضيتها الذين يلهثون خلف المعبر والكرسي)..

نعم.. لقد كان يعلم الدكتور الشقاقي، فالمتبصر لوضعنا في قطاع غزة، يعلم أن المقاومة ردود أفعال لذر الرماد في العيون، واستجلاب المال القطري، استحقاقاً كافراً بدماء الشهداء بمسيرات العودة، الأمر الذي رفضه الشهيد بهاء أبو العطا وحركة الجهاد الإسلامي أيضاً. 

لذا وللتحقق من صحة المقاومة وفاعليتها؟ لا بدّ من طرح أسئلة والإجابات ستزيل الغشاء عن العيون؟! 

١- ما جدوى مسيرات العودة، وهل حققت مرادها، بل وما هو مرادها؟ وهل ستمنع المقاومة اطلاق النار على المتظاهرين.؟ 

٢- هل الغرفة المشتركة، بمثابة أب سلطوي يعاقب أبناؤه بالطرد خارجها، وهي إملاء إلتزامات؟ 

٣- ماذا حققت التهدئة، علماً أن معطيات التصعيد الأخير تنفرد بها سرايا القدس؟ 

٤- الدور المصري يحقق أمال المقاومة وتطلعاتها، أو يُمهد لحركة تجارية وتفاهمات من خلال ندخل الواقعية السياسية بمضي الزمن..؟ 

٥- حال الناس المؤلم، هل تستطيع التخفيف منه المقاومة في الوقت الحالي مجتمعة أكانت أو منفردة؟ 

٦- إن لم تستجيب كتائب القسام والفصائل لنداء الحرب، تحت مبررات سياسية خاصة، هل بنا أن نتصور أن السلاح عالة على حاملينه؟