عندما تضرب إسرائيل عصافيرنا بحجر واحد!بقلم:م طارق الثوابته
تاريخ النشر : 2019-11-16
عندما تضرب اسرائيل عصافيرنا بحجر واحد !
ما الرسالة التى ارادت اسرائيل ارسالها والى من عبر استهدافها لقائدين كبيرين فى منظمة الجهاد الفلسطينية احدهم قائد عسكرى كبير يقيم فى غزه بينما الاخر هو قائد سياسي يقيم فى سوريا وبينما نجحت فى استهداف بهاء ابوالعطا فى غزه فقد اخفقت مع اكرم العجورى فى سوريا و ادت العملية الى مقتل نجله من الواضح ان الرسالة التى تسلمتها غزه ارسلت الى طهران ومفادها ان اسرائيل لن تقبل بصعده اخرى فى قطاع غزه وانها لن تكون سعودية جديدة تطوق من الشمال والشرق والجنوب بنفوذ ايرانى عسكرى وسياسي فاسرائيل التى ماانفكت تمنع اى تبلور لاى قوة عسكرية لايران فى سوريا خاصة على مقربة من حدودها بالقرب من هضبة الجولان المحتلة من المؤكد انها لن تقبل ان تتحول غزه الى منطقة تسخين عسكرى ضدها تتحكم طهران فى درجة حرارتها لكن وفى المقابل فان اسرائيل بعمليتى الاغتيال المتزامنتين تلك وماعقبها من تصعيد الايام الثلاثة فانها ضربت عدة عصافير بحجر واحد وربما عن دون قصد فقد ادت الى عدة نتائج جلها ان لم يكن كلها فى صالح اسرائيل واول تلك النتائج هي
1استعادة اسرائيل لمعادلة الردع وبشكل قوى وصريح مع قطاع غزه وليس ادل على ذلك من ان الجهاد الاسلامي وجد نفسه مضطرا لمواجهة المعركة التى فرضت عليه وحده وهو ما ادى الى استفراد اسرائيل به وتسديد ضربات قاسية ومركزه له عبر استهداف قادته العسكريين وبنيته العسكرية بعشرات الغارات الجوية المركزة فيما بقي رفاقهم من حركة حماس الفصيل الاقوى عسكريا والحاكم الفعلى للقطاع متفرجين وامنيين فى مواقعهم العسكرية ومقراتهم الحكومية وبينما كانت جثث الاطفال والنساء تصل تباعا للمستشفيات جراء القصف الاسرائيلى على البيوت المدنية كانت الشرطة التابعة لحكومة حماس منتشرة فى الشوارع مهتمة جدا بتنظيم المرور وبتحرير المخالفات المرورية لمن امتلك الشجاعة من المواطنين وقرر الخروج بسيارته فى شوارع القطاع الذى تحولت مدنه الى مدن اشباح بفعل التصعيد
2كسرت اسرائيل فى التصعيد الاخير ودون ادنى شك وحدة الدم الفلسطينى فى غزه بعدما نجحت سلفا فى كسرها بين الضفة والقطاع فبينما بقت الضفة غير مبالية عمليا بما يحدث فى القطاع اتخذت حماس عمليا موقفا اكثر لامبالاة بما يحدث وامتنعت عن الاشتراك فى الدفاع ورد العدوان عسكريا واكتفت بموقف المتفرج وهو مانال اعجاب وثتاء وتقدير المستوى السياسي والامنى والعسكرى فى اسرائيل وبدا انه ليس كل دماء الفلسطينيين بذات الثمن وتستحق الثار وانه ثمة فصائل دماء اغلى من الاخرى وذلك وفقا لنوع الفصيل الذى ينتمي له صاحب الدم المراق
3 وهى الاهم ان العملية شكلت ضربة قوية للنفوذ الايراني فى قطاع غزه ورسالة لاتقبل اللبس من اسرائيل وحلفائها فى المنطقة انهم عازمين وبقوة على بتر اذرع ايران الممتدة شرق وغربا وهو ماتجلى فى حالة الصمت العربى والاسلامي وعدم ادانة العدوان والمجازر التى نقلتها كاميرات وكالات الانباء على الهواء

4عززت المواجهة الاخيرة حالة فقدان الثقة بالقيادات الفلسطينية فى قطاع غزه فعلاوة على الفشل الذريع في ادارة مؤسسات السلطة السياسية والاقتصادية اظهرت المواجهة الاخير مدى التخبط والتخاذل والوهن وقلة الحيلة التى تعانى منها بعض الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية فى القطاع وهو ما سيكون له الاثر الاستراتيجي التراكمي العميق فى المراحل المستقبلية فى الصراع اذا مابقي الحال على ماهو عليه مستقبلا

5 اعاد نتنياهوا ومحور اليمين الاسرائيلي الاعتبار لهم جميعا امام جمهورهم وامام الناخب الاسرائيلي الذى من المتوقع ان يكون مدعوا خلال اشهر معدوده لانتخابات ثالثة لحسم معضلة الاغلبية القادرة على تشكيل حكومة مستقرة وما حدث فى غزه سوف يكون له اثر ملموس على الناخب الصهيوني اليميني
لقد ادت المواجهة الاخيرة الى مزيد من تعميق الازمة لدى الفلسطينيين بكل اطيافهم السياسية وزادت من حالة الشلل والجمود التى ظهرت فى اوضح صورها فلم يستطع السياسي ولاحتى العسكرى المقاوم ان يتحرك للجم العدوان و الثائر وسمح لاسرائيل بالاستفراد بفصيل بعينه وللامانة لم يكن احد ليتوقع من الفلسطينيين افضل مما كان لكن وبما ان الرسالة الرئيسية من هذا التصعيد وصلت الى طهران فانه سيكون من الضرورى ان ترد ايران برسالة وربما على نفس النمط ولكن بشكل مباشروالايام والاسابيع القادمة ستكشف لنا مايدور وراء الاكمة اما نحن فلايسعنا كفلسطينيين الى الدعاء بالرحمة لشهدائنا والدعاء على اعدائنا وعلى قادتنا اصحاب عقول النعام وقلوب الوهن .

م طارق الثوابته