يا شاري الفهامة بقلم:حمدان العربي
تاريخ النشر : 2019-11-16
يا شاري الفهامة بقلم:حمدان العربي


رجلا عبأ دلوا بالنجاسة (أكرمكم الله) وغطها بغشاء رقيق من العسل و الزبد وذهب إلى السوق و هو ينادي "يا شاري الفهامة" ...
اجتمع حوله المتسوقين لمعرفة هذه "الفهامة" التي أصبحت تُباع في الأسواق واحد من هؤلاء المتسوقين غمس أصبعه في الدلو فشم رائحة الكريهة لتلك النجاسة ، صاح في الرجل "كيف يا رجل تبيع النجاسة و تقول أنها الفهامة"...
فرد عليه ذلك الرجل ،بائع الفهامة ، قائلا أنظر المفعول السريع ، لقد دخلتك الفهامة في الحين وأصبحت تفهم وتفرق بين النجاسة و غير النجاسة...
هي قصة تراثية، والتراث كما هو معروف خليط من الحقيقة والخيال . قد تكون هذه القصة لم تحدث بالشكل المذكور ، لكن بالمضمون هي موجودة وملموسة في كل مكان وزمان. وقد يشتري الإنسان في حياته أكثر من "النجاسة" مغلفة فيما هو أحلى من العسل...
فمثلا على سبيل المثال و التوضيح ، التكنولوجية بجميع فروعها من "البرابول " إلى الحاسوب وشبكته العنكبوتية إلى الهاتف النقال ، الخ...
هي بأتم المعنى الكلمة "فهامة" تباع في الأسواق وقل حتى مجانا في بعض الأحيان . لكنها فهامة ممزوجة بما هو "أنتن" من "الفهامة" التي كان يبيع فيها ذلك الرجل في السوق...
"نتانة" ممزوجة بطبقات من العسل و ما شابه العسل وعلى الشاري عدم غمس أصبعه مباشرة كما فعل الرجل المذكور ...

بلقسام حمدان العربي الإدريسي
15.11.2011