عندما تبعثرت وتطايرت الأوراق بقلم:علي بدوان
تاريخ النشر : 2019-11-14
عندما تبعثرت وتطايرت الأوراق
علي بدوان

العدوان "الإسرائيلي" على القطاع ودمشق في وقت ٍ واحدٍ، وعند الفجر، رسالة عربدة "إسرائيلية" صهيونية غير مسبوقة، زاد منسوبها، وارتفع، مع تلحفها بالغطاء الأمريكي المنحاز، ومع الحالة العربية الرسمية المتهتكة، التي تعيش أسوأ من فترات الإنحطاط التي مرت على المنطقة منذ العصور الوسطى.

العربدة "الإسرائيلية" وصلت لحدودٍ فاقت كل التوقعات، عندما يتم استخدام اعتى صرعات تكنولوجيا القتل والدمار والتدمير في مواجهة شعب لايملك سوى السلاح البسيط، فكانت عملية الإغتيالات التي وقعت بين القطاع ودمشق، رسالة لإيقاظ النائمين في بلاد العرب اوطاني من سباتهم العميق.

ماحدث يُذكرنا بواقعةِ، لقاءٍ سابق، وقبل عدة سنوات، للواء عمر سليمان رئيس المخابرات الحربية المصرية مع الفصائل الفلسطينية مجتمعة في أخر ايامه، عندما وقف أحد قادة الجهاد، واعلن أمام الحضور بــ "أن الدم الفلسطيني لن يبقى دماً مراقاً، دون أن يدفع الإحتلال ثمن جرائمه". وأضاف قائلاً "إن مطار اللد، ووزارة حرب الإحتلال وسط تل ابيب على مرمى صواريخنا".

إن تلك المرافعة، الكلمة التي قدمها احد قادة الجهاد في اللقاء المشار اليه، لم تروق لمسيّر الإجتماع، فدفعت باللواء عمر سليمان، لرمي الأوراق التي بين يديه، وبعصبية، نحو الأعلى، وجعلها تتناثر في ارجاء قاعة الإجتماع. وعندها اعلن عن فض الإجتماع وانتهاء تلك اللقاءات داعياً الجميع لتناول الغداء.

وهكذا، كان ومازال، التهتك الرسمي العربي، والصوت الخجول، والمتحشرج، دافعاً لدولة الإحتلال للإستمرار في سياساتها الفاشية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وضد الأرض الفلسطينية، التي يبتلعها كل يوم غول الإستيطان الزاحف، بينما يقف الشعب الفلسطيني وحده تقريباً، في تلك المعركة المصيرية دفاعاً عن بلاد العرب اوطاني.