أموات أحياء بقلم:داليا رائد البردويل
تاريخ النشر : 2019-11-14

إنها المشاعر المكتومة ..
هي التي تجعلنا قد نصرخ من الضحك على إحدى النكات السخيفة التي سمعناها الف مرة و لم تضحكنا .. أو نجهش بالبكاء على أشياء تافهه كنفاذ قلمٍ أو ضياع ورقة او ضياع احلامنا هنا...
المشكلة الحقيقية لك كإنسان، أن يكون صوتك في النهاية صدى، ينطق ويعود، دون أن يعثر على أذن تسمعه، وكأنك لاشيء ،كانك اخرس محبوس في غرفه بدون جدران لا يوجد لك غير جسدك لتضربه على امل اصدار صوت لتكتشف بعد كل ذاك الضرب ان اعصاب جسدك ماتت ولم تشعر ان اللحم انتزع عن الجلد اعضاؤك تم بترها من الضرب ، او ربما تجد هنالك البنزين او سولار فتفضل عن تدفئة ما تبقى من جسدك وانسانيتك تفضل اشعاله ، نعم فلتحرق ما تبقى من اجسادنا ،،اذا الجوع في البطون والعري في الاجسام والعقول تغرق في علمٍ على الورق بات ونحن المتعلمون المشردون المعفرون بين الطرقات او تشتعل في الحر ،،لن تجد سقفاً يأويك والارجح لن تجد من يسمع قصتك اصلاً ،باختصار كل منا هاهنا يحترق وحيداً ، في مدينة مظلمة جائعة ، غريبة هذه المعادلة لكنها وحشية ، او ربما لم تعد غريبة لقد بتُ اراها كل يوم في مدينة الحصار مدينة الدمار ، هاهنا نحن اشباه أحياء اشباحٌ سائرون سمعتهم يقولون اننا وصلنا مليون ، ومازالت دولتك تقول لماذا لا تنجبون ، وكانكم تاخدون بعين الاعتباركم مسبقاً كم شخصاً سيدفن في ركام الحروب او كم شخصاً سيموت من الجوع ،او ربما يهاجر في قارب هرب من الظلم فتسحق الامواج عظامه او ربما يشعل فيما تبقى من جسده نيراناً ،المهم انكم ميتون ، في الحدود والسدود والاعماق ستقتلون ، لكن خذو احتياطاتكم وانجبو لربما يحالف الحظ واحداً منهم ويعيش او ينجو من امواج البحر او ربما لن يبتر اعضاءه من يدري لربما يصبح مواطناً او ربما لن يصله اليأس والموت الى ان يرى النار هي ملجأه الوحيد ، هل تخيلت يوماً ان تكون الاعمى والاخرس ،،، لقد سرقتم نظري في ذلك اليوم الوحشي ولم تسرقو صوتي لكنني بعدها اصبت بصمم او ربما لم اجد صرخة قد تصف ما داخلي من ألم ،،، ففضلت الخرس شهور قضيتها في الشوارع الباردة بعيداً عن الناس بينهم ميتٌ الروح والجسسد ،،، ثم ماذا هل سترحم الحياة شخصاً ضعيفاً بدون سند ،،، لم اذكر انه قد مر علي يومٌ بدون ألم ولم اذكر ان الامر توقف وكانني طبع على قلبي حتى جف الدمع من اوصالي وبنيت جمعت الخوف والصرخات والالم والدماء وحتى الادوية الفاسدة التي تصلنا بمعاناةٍ وألم جمعتها كلها لأكون اطرافي وبهذا احترفت تخصص الاطراف الصناعية مع اختلاف المادة الاساسية صنعت اطرافي من خوفي وجوعي والفقر والوجع ...فهمست - هل تسمعني يا اللّه ، لم يعُد لدي القدره علي المقاومه! فهل يوجد من كل هذا الحال ملجئً ، ارجوك ياربي لا تجعل مني محروقاً اخر لاتجعل مني منتحر لقمة العيش والاهم ياربي لاتجعل من ابناء شعبي ألف يحيى فلقد خلقنا لنحيا.
بقلم :داليا رائد البردويل