مجهولون يخطفون الدولة بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-11-13
مجهولون يخطفون الدولة  بقلم:مروان صباح


خاطرة مروان صباح / لا ينفع السجال أمام سطوة الصورة فعندما يتم اختطاف المتظاهرات والمتظاهرين وعلى الأخص الناشطات منهم في العراق من قبل الميليشيات المسلحة ويحال ذلك ببساطة إلى مجموعات مجهولة ، تكون الدولة العراقية مغيبة بقرار هذه المجموعات ، فهل يعقل لأي دولة معينة أن يُخطف فيها الناس والحكومة تقف مكتوفة الأيدي أو تطالب المجهولين أن يكونوا على قدر المسؤولية وينتهوا عن فعل ما يصنعوا من قتل وخطف ، بل صمت الحكومة والقائد العام للجيش على هذه الأفعال ، ليس سوى إشارة لهؤلاء الجناة بالتوغل في أفعالهم ، والملفت هنا أن جميع المخطوفات ، كانوا قد سبق لهم الظهور من خلال شريط فيديو مصور ، ينتقدون الميليشيات التابعة لإيران أو أنهم التقطتهم كاميرات الهواتف اثناء مساعدتهم الجرحة والمختنقين من الغازات في ميادين التظاهرات ، بل سكوت الحكومة العراقية كأنها تقول ليس من العدل مطالبتها بتحرير المخطوفين من الخاطفين ، كأنها أيضاً تطالب الميليشيات بفتح تحقيق مع أنفسهم لكي يعرفوا الدوافع الكامنة لعناصرهم من هو وراء خطف المتظاهرين ، ما يحصل في العراق اقرب إلى الخيال ، المرجعية تحيل اللوم على الحكومة والحكومة تحيل اللوم على المجهولين والشعب يحيلون اللوم على إيران وإيران ترسل سليماني من أجل أن يترأس اجتماع كان من المفترض أن يترأسه رئيس الحكومة وفي نهاية الأمر يخرجون ناطيقين الرئاسات الثلاثة والمرجعية والأحزاب ويصرحون بعدم قبولهم بالتدخل الخارجي في حين أن هؤلاء جميعاً أقرب إلى أبواق للحاكم العسكري سليماني في العراق وببغاءات فلسفية لحوزات مدينة قم في كل كبيرة وصغيرة ، يبقى هناك سؤال عتيق ، الشعب خرج إلى الشوارع يطالب باعادة دولته المخطوفة ، فهل لهؤلاء القدرة على إعادتها ، اعتقد من هو غير قادر لاعادة شابة عراقية مخطوفة إلى حضن أمها يصعب عليه إعادة وطن بالكامل إلى حضن الكرامة والاستقلال . والسلام