في زحمة الحياة..المسنون يستحقون حياة كريمة بقلم:د. ابراهيم محمد المصري
تاريخ النشر : 2019-11-13
في زحمة الحياة
المسنون يستحقون حياة كريمة
د. ابراهيم محمد المصري
لعلي ألوم نفسي بعد أن صدمني رحيل والداي فأنساني اهتمامي بمن هم أولى بالرعاية والمبادرة بمساعدة من كبروا وشاخوا ولم يجدوا من يرعاهم ويهتم بشئونهم ، بعد أن زالت عنهم القدرة بعد أن مر بهم قطار العمر فجاء قاسياً عليهم فلا ابن أو ابنة لهم ، أو رحلوا الى الغربة منذ سنين ، فأضحوا لا يملكون من الحياة سوى الستر بعد أن نالت منهم أمراض الشيخوخة فأقعدتهم بلا حول أو قوة ، ولم يبق لهم من سبيل .
قرأت المبادرة على صفحات التواصل الاجتماعي المشترك فيها ، للفريق التطوعي للكونجرس الاقتصادي الفلسطيني العالمي ، فرع الوسطى ، فانتابتني الغبطة والسرور وقلت لنفسي : لقد جاءتك فرصة لترضى فلا تضيعها ، مبادرة رائعة لزيارة دار المسنين من شباب رواد أعطوا من وقتهم وقتاً يسعدون به كبار السن ممن أفنوا حياتهم للوطن وبذلوا العطاء ولم يبخلوا على مجتمعهم عطاءً وعملاً.
ومما زادني سروراً وسعادة وتركت في نفسي أثراً طيباً ، تلك المؤسسة التي أعطت لهذ الفئة الكريمة من جهدها وعرقها ، وكانت بالفعل "مركزاً للوفاء لرعاية المسنين" بنظافتها وتنظيمها طبياً وفنياً ، علاجاً وتأهيلاً ، وحسن استقبال ادارتها والعاملين بها ، ولكن سعادتي لم تكتمل لإعلامي من مديرها التنفيذي أن سعتها من الأسرة لا تتجاوز الخمسين سريراً لمركز الرعاية والمستشفى معاً ، في حين أن قطاع غزة يحتاج خمسمائة سرير على الأقل وضمن شروط محددة ، كما أنها تعتمد على المعونات والمساعدات النقدية والعينية في تسيير أعمالها ونشاطها في خدمة من قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، "ليس بيننا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا "
ولكن أثلج صدرني عندما رأيت السعادة والضحكة ترتسم على وجوهم و بين ثناياها ترى المجد والخلود لمن أعطونا ، ومنحونا الحياة ومهدوا لنا طريقاً تعلمنا منهم أن " الشباب قوة ،أما الشيوخ فهي قوة وحكمة .
انهم يستحقون ...فلا يجوز أن نبخل عليهم أو نبخس من حقوقهم علينا ، خاصة من لا يوجد عنده من يهتم بهم أو يقوم بتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم .
انهم يستحقون العرفان .... ادارة المركز والعاملين به ، موظفين ومتطوعين من الكادر الطبي والتأهيل المجتمعي وغيرهم.
انهم يستحقون الشكر ...أعضاء الكونجرس المتطوعين من فريق الوسطى أصحاب المبادرة ، وأعضاء الكونجرس من فروع رفح وغزة وادارة المكتب الذين رسموا البسمة والفرح على من يستحقون من شيوخنا نساء ورجالاً.