ياسر عرفات "أبو عمار" الزعيم الخالد في ذاكرتنا وفكرنا بقلم: د. وسيم وني
تاريخ النشر : 2019-11-12
ياسر عرفات "أبو عمار"الزعيم الخالد في ذاكرتنا وفكرنا

بقلم د.وسيم وني مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان

ياسر عرفات "أبو عمار"   (24 أغسطس 1929 القاهرة، مصر، استشهاده- 11 -11 2004 باريس- فرنسا)

ها هو قلمي من جديد في ذكرى استشهادك يشق دروبه عبر سطور الصفحات  مسرعاً أمام قلبي الذي يكابد أمراً أثقل كاهله الفراق، بفراق رمز وعلم من أعلام  فلسطين وفينقها وسيدها وقائدها ورئيسها الشهيد الرمز ياسر عرفات، ذلك الرحيل الذي ابكى  محبيه ومن عاصر ومن يقرأ سيرة هذا العملاق المناضل العظيم ، فهناك أشخاص يولدوا ليكتبوا التاريخ بدمهم، ليبقى اللون الأحمر على مرأى أجيال المستقبل قلة قليلة هؤلاء القادة العظام الذين ولدوا ليصنعوا مستقبل شعبهم وأمتهم نحو الحرية والاستقلال ولكل شعب يرزح تحت الاحتلال له رمزا وطنيا وثوريا يقتدى به… ويفتخر به … ورمز الشعب الفلسطيني الشهيد البطل ياسر عرفات ( أبو عمار ) القائد الخالد والمحفورة ذكراه في عقل وقلب كل إنسان فلسطيني وعربي وإسلامي .

 اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف “عرفات القدوة الحسيني”، عرفه العالم  مبكرا باسم ياسر عرفات ، واسمه الحركي “أبو عمار” عرف  به أيضًا وأصبح اسمه وكوفيته رمزا وطنيا  يتغنى به شعبنا  الفلسطيني في داخل فلسطين و في الشتات  .

يعد ياسر عرفات " أبو عمار "  من أكثر الشخصيات الثورية والعسكرية والسياسية التي سلط الإعلام العالمي الضوء عليه  ، ياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني ومفجر ثورته الفلسطينية المعاصرة ،وأحد أبرز قادته البارزين  في العالم ، خاض أسمى وأرقى صور  النضال  والجهاد الذي  لا يلين  ولم يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، وهو من أعاد لاسم فلسطين ولقضية شعبها في الضمير والعقل  الإنساني وحفرها في على مر السنوات في الإعلام العربي والدولي ، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية وفي أعلى أروقة  صناع القرار في العالم أجمع .

ومنذ ولادته حتى تاريخ حصاره   ومغادرته رام الله وعلاجه في فرنسا  إلى أن استشهد ، كأنّ  فلسطين كانت على موعد مستمر معه ومع ذاتها، فقد حمل ياسر عرفات  “أبو عمار ” في مسيرة حياته كلها  هم فلسطين وهم شعبنا في الداخل والشتات  .. وطناً وقضية.. أملا وهما..  أينما حل ،حملها ناضل من أجلها في مسيرة حياته وحتى استشهاده  إلى درجة صار فيها الاسمين  مترادفين لسنوات طويلة.. فإن نطقت باسم  فلسطين.. تبادر الى ذهنك لا شعوريا اسم "أبو عمار" وكوفيته .

هذا الرجل الذي أثار اسمه القلق  يوماً ما  إلى الآن كيان العدو الصهيوني ، ووجه  كل عيون  العالم إليه وإلى قضية حاول الإحتلال طمس اسمها ومعالمها وهي فلسطين متحديا هذا الرجل الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه  أو بالأحرى كتب اسمه بأحرف من ذهب  كلها معاني وطارحاً من ألغاز يصعب على المؤرخين حل هذا اللغز الذي اسمه ابو عمار أو تفكيك شيفرته حتى   .

ياسر عرفات لم يكن زعيما وقائدا لحركة فتح فقط بل قائدا وزعيما لكل الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها الفصائلية ، محافظا على وحدتهم الوطنية ، كان يستميت ويقاتل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وبكل السبل ولم يكن يسمح لأحد مهما كانت ماهيته الخروج عن الصف الوطني ، نعم هذا هو ياسر عرفات مدرسته وفكره الوطن والشعب ، تميز ياسر عرفات بعناده الوطني والثوري ، وكان أهلا للتحدي …. متحديا أعتى قوى الشر …. وطغاة العالم .

فالعالم لا ينسى ولن ينسى ذلك اليوم من ذلك العام الذي بقي وسيبقى محفورا في الذاكرة  ويردده الكل جيل بعد جيل..  ويردد  في كتب التاريخ حينما ردد القائد الفلسطيني  مقولته الخالدة ” يريدوني إمـا قتيلا أو طريدا أو أسيرا وأنا أقول لهم بل شهيدا شهيدًا شهيدًا..  ”  إلى أن حظي بها .

ياسر عرفات " أبو عمار "  هذا الأسطورة الفلسطينية  ظاهرة لن يتكرر مثلها  ظهر لنتيجة ماأصاب شعبنا الفلسطيني من نكبة ونكبات وستبقى يا سيادة الرئيس  مكانك  شاغرا في قلوبنا وشخصيتك  حاضرة في عقولنا وفكرنا ، وأنا بقمة  التأكد  بأني لن أستطيع وسأعجز ويعجز  لساني مهما حصلت على معلومات عن حياتك واستشهادك وتاريخك الحافل بالعطاء وحتى أي شخص غيري  مهما كانت مقدرته وعبقريته أو قربه إلى القائد الشهيد  سيعجز عن الكتابة عنه والإلمام بجميع جوانب حياتك الشخصية و حتى ولو كان الكاتب نفسه عالم ومبدع في الكتابة في تجسيد مسيرتك النضالية .

من  في مثل شجاعتك ... عزتك كبريائك؟ أيها الزعيم الخالد في ذاكرتنا وفكرنا.

وأخيراُ  ياسر عرفات هذا الأسم بما يحمل من نضال وحب لفلسطين  واستشهد لأجلها …. ياسر عرفات عملاق النضال الفلسطيني وأسطورة شعبنا الذي بإذن الله سينتصر ويحقق حلمه بتحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

رحم الله شهيدنا القائد ياسر عرفات
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا البواسل
الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال

وستبقى القدس عاصمة فلسطين