الجهاد الإسلامي بين رغبة التصعيد ورغبات الإحتواء بقلم:أشرف صالح
تاريخ النشر : 2019-11-12
الجهاد الإسلامي بين رغبة التصعيد ورغبات الإحتواء بقلم:أشرف صالح


الجهاد الإسلامي بين رغبة التصعيد ورغبات الإحتواء

من الطبيعي جداً أن تطلق سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي , ما يقارب مئتين صاروخ وقذيفة , وذلك كخطوة أولى من ردات فعلها نتيجة إغتيال قائدها العسكري الشهيد بهاء أبو العطا , بالإضافة الى رد باقي الفصائل , ولكن الجميع يترقب ما إذا كانت هذه الجولة ستؤدي الى حرب رابعة , أم ستنتهي بعد ساعات أو أيام كالعادة .

هناك "رغبة ورغبات" في هذه الجولة بالذات , فرغبة الجهاد الإسلامي في التصعيد مبيته من قبل , لأنها لا تؤمن بالتسوية والتي تفرضها إسرائيل على غزة , ولا تؤمن بالحلول المؤقته , وحتى أنها  لا تؤمن بالحل النهائي في حال أنه تم , وهو دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية , ولذلك فمن الصعب المراهنة على الجهاد الإسلامي أن يستمر في الصمت كباقي الفصائل , والدليل على ذلك هو عملية إغتيال بهاء أبو العطا بحد ذاتها , لأن إسرائيل إعتبرت بهاء أبو العطا هو المسئول عن إطلاق الصواريخ في الأشهر الماضية , ضف على ذلك قالت أنه كان يخطط لعمليات هجومية على إسرائيل , وهذا يعني أن إسرائيل لديها معلومات بأن الجهاد الإسلامي غير ملتزم بتسوية غزة , وأنه سيضرب متى يشاء ووقتما يشاء , فلذلك إسرائيل دائما تلمح في إعلامها أن الجهاد الإسلامي هو الخطر القادم عليها , والسبب لأنه لا يملك حكومة ولا برلمان ولا مصلحة مباشرة من عمليات التسوية , ضف على ذلك أن إستراتيجيته مختلفة عن باقي الفصائل .

أما الرغبات في هذه الجولة , فهي رغبات الفصائل مجتمعة بأن تنتهي جولة التصعيد بأسرع وقت ممكن , ولأسباب تتعلق في مشاريع غزة الإقتصادية , وأيضاً المعركة الإنتخابية القادمة , فالفصائل كلها تستعد للمنافسة في الإنتخابات المرتقبة , ولذلك فهي غير معنية بالتصعيد وفي هذا الوقت بالذات .

في هذه الجولة سيتخلى الجهاد الإسلامي عن رغبته في التصعيد , لصالح رغبات الفصائل بعدم التصعيد , وفي هذه الخطوة سيكون الجهاد الإسلامي ضرب عصفورين في حجر واحد , وهو إرضاء الفصائل وإلتزامه معها في الإحتواء , وأيضاً الحفاظ على الكرة في ملعبه , لتكون هناك ردات فعل قادمة له , وذلك لإثبات أنه يمتلك زمام المبادرة , وسيضرب وقتما يشاء دون قيد أو شرط .

 منذ ساعات الصباح والمخابرات المصرية تجري إتصالاتها مع جميع الأطراف , وبرأيي أنها ستنجح , لأن المسافة ما بين فجر اليوم ومساء اليوم كفيلة أن تمطر حركة  الجهاد الإسلامي سماء إسرائيل بالصواريخ , وهذا يعني أن إسرائيل ستدفع ثمن عملية الإغتيال في ساعات , ولذلك فستعتبر حركة الجهاد الإسلامي أنها أنهكت إسرائيل في ساعات قليلة , وأجبرتها على التخبي في الملاجئ ,  وإحتفظت بحق الرد .

محلل سياسي