وعد بلفور المشؤوم بقلم:رزان يوسف حريزات
تاريخ النشر : 2019-11-12
يوم مشؤوم، ووعد مكتوب بالدماء،حبرهُ أسود كالتاريخ، صُدر قرار من لا يملك الحق، وأُعطيت فلسطين للصيهيونية، قدمت لهم على طبق من ذهب، وصدح بلفور بالتهاني والتبريكات لليهود، امتلأت السماء بالورود، وضربت الكفوف ببعضها البعض أشرقت عيون الكاتب والشهود، وفي فلسطين نُزفت الدماء وهُجرت العائلات، وبقي الوطن والخيل بجانب البيت ينتظر، غادر من قاوم إلى السماء، يشع من وجهه السنا والضياء، ومن استطاع النجاة، هرب بأطفاله نحو المخيمات، حاملًا الوطن في قلبه والحسرة تطل من عينيهِ، روحه على كتفهِ خائفًا بأن لا يعود يومًا، ومتمنيًا بأن كل ما حدث مجرد حلم سيفيق منه.


بأي حق سُلبت؟ وبأي حق كُتب الوعد؟
ألا يجب أن يعتذر لنا أحد؟
غيظي يفيض، في الكأس الغير ممتلئ يحترق حريق، مغتربٌ يجلس على رصيف الذاكرة ينوح، ها قد أتت ذكراه، تلفح وجهي بالدموع، تتابع متساقطة بألم، أخي لا تسند رأسك على كتفي! أنه مخلوع، خُلِعَ مع حركة القلم المسموم، أصبحت مائلًا أترنح في سيري كالمخمور،فإنه شعور مرعب أن أشعر وكأن المئة عام التي مرت عامُ واحد، وأن جدي كان يهذي عندما روى لي هذه الحكاية.

نسمي أبنائنا وأحفادنا باسماء مدنها والقرى، فمن يستطيع حذفها؟ نحن التاريخ، وأصحاب الأرض، نحنا هنا وهناك، نحن الذاكرة، ليسقط وعدهم، وتسقط راياتهم أرضًا، ولتنحني الرؤوس مقطوعة على الاسفلت، سنعود فكل كهوفنا مظلمة ونور كهوفك يا وطني يشعُ من بعيد منيرًا لنا الدرب.
#_رزان يوسف عبد الرحمن حريزات
فلسطين