دور الأندية الرياضية والثقافية في وقاية الشباب من الانحراف في المخدرات بقلم: أ.خالد أبو الهيجاء
تاريخ النشر : 2019-11-11
أ.خالد محمود أبو الهيجاء
محاضر في جامعة القدس المفتوحة

تعتبر النوادي الرياضية هي إحدى المؤسسات الاجتماعية التي أقامها المجتمع من اجل تحقيق أهداف ثقافية ورياضية واجتماعية ولعل الهدف من إنشاء هذه المؤسسة من اجل خلق إنسان واعي ومفكر في كل الجوانب العقلية والبدنية والاجتماعية ،فالنشاط الذي تقوم به المؤسسات الرياضية يتيح الفرصة لشباب لبناء أجسامهم ووسيلة لتدريب على ممارسة العلاقات الاجتماعية السليمة واكتساب الخلق القويم وتنمية الاتجاهات الديمقراطية الحقيقية ،وممارسة أساليب التعاون المطلوب كما انه يمكن بالتوجيه السليم ربط الأنشطة بالتحصيل الأكاديمي الدراسي وبالتاي تكون هذه الأنشطة دافعا إلى التحصيل والى تنمية القدرات وتعميق القيم الاجتماعية السليمة وترجمتها إلى أفعال وسلوك للشباب .
لذلك تعد النوادي الرياضية صورة مصغرة لميادين الحياة عامة وما ينبغي ان نركز علية دور هذه الأندية في محاربة الانحراف .
إن الدور الملقى على عاتق المؤسسات الرياضية كبير في دعم أهداف مؤسسات المجتمع المختلفة في إطار محاربة ظاهرة الانحراف حيث يمكن اكتساب وتنمية مهارات الشباب وتطوير قدراتهم كذلك تنمية شخصية الشباب من خلال غرس القيم الايجابية للشباب وشغل أوقات الشباب بطريقة صحية ومفيدة كذلك الإسهام في إعداد متكامل للشباب روحيا وعمليا وفكريا وجديا وتنمية الثقة بالنفس لأداء واجبهم تجاه بلادهم وأمتهم بالإضافة إلى إدماج الشباب في المجتمع وتشجيعهم على الإبداع والابتكار .
ومن الأمور الهامة التي تقوم بها المؤسسات الرياضية أنها تعمل على تعديل السلوك المنحرف لدى الشباب حيث ان الهدف من الأنشطة الرياضية المختلفة هو إعداد إنسان واعي مثقف متزن وغرس القيم والأخلاق والقيم وتنمية الابتكار والإبداع ومساعدته على التكيف الاجتماعي وبث روح المحبة والتعاون والترابط بين أبناء المجتمع الواحد إضافة إلى تهذيب نفوس الشباب وتوجيه أفكارهم نحو التألق الإبداع والعمل على إبعاد الأمور السلبية التي تكون ملازمة لبعض الشباب لان هذه الأمور تشجع الشباب على الابتكار والعمل على إبعاد الشباب عن كل ما يشعرهم بالإحباط والفشل واليأس تعتبر عاملا هاما في الحيلولة بينهم وبين الوقوع في مظاهر الانحراف بما فيها تعاطي المخدرات لذلك تعتبر الرياضة دورا أساسيا في بناء الأجسام وتكاملها حيث، إن معظم الأندية تشهد تراجع في غياب الجانب الاجتماعي والثقافي في مؤسساتنا والتركيز في اغلب الأندية على الجانب الرياضي فقط وفي العاب رياضية تكون محددة مسبقا .
لذلك يعتبر إهمال الجانب الاجتماعي يعد من الأمور التي تنقص الأندية الرياضية وعلية يجب العمل على تفعيل الدور الاجتماعي لهذه الأندية من خلال العمل على التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة من اجل نشر وتوضيح خطورة هذه الظاهرة على الشباب لذلك يجب ملء أوقات الفراغ لدى الشباب بأنشطة رياضية ترفيهية أو ثقافية واجتماعية تبعدهم عن الشعور بالملل والعزلة و إعطاء أهمية لجوانب الاجتماعية التي يكون لها دور في محاربة الانحراف لتقليل منة من خلال ورش العمل والمحاضرات والندوات كما انه يجب عمل نشرات وملصقات تبين خطورة تعاطي المخدرات والمؤثرات الناتجة عن هذه الظاهرة وخطورتها على الشباب وعلى المجتمع كذلك الرجوع إلى الباحثين والمختصين والخبراء النفسين والاجتماعين من خلال عمل الندوات واللقاءات من اجل توضيح خطورة المخدرات والعمل على تشجيع الشباب على ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية لما لها من دور في الحد من انتشار الانحراف بين الشباب .