رسالتان في الذكرى الخامسة عشرة للرحيل عن الهم الوطني بقلم: طه نصار
تاريخ النشر : 2019-11-11
رسالتان في الذكرى الخامسة عشرة للرحيل عن الهم الوطني.

بقلم: طه نصار عضو اللجنة المركزية  للجبهة الديمقراطية
—————————————
* الأولى للشهيد ابو عمار....ليس لخداعه  ولكنها الأمنيات ان نكون كذلك .

••••••.         ••••••          ••••••

سيدي الرئيس

 سأكتب اليك  في ذكرى استشهادك كلماتي لأطمئنك عن فلسطين وطنا وقضية وشعبا...الوطن يزدهر بعد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بعد مفاوضات مضنية مع  حكومة نتنياهو وباشراف مباشر من امريكا.

سيدي الرئيس 

لا تستمع لما تقوله وسائل الاعلام وخاصة الاجنبية التي تروج اكاذيبا عن وضع القدس بان ترامب نقل السفارة الامريكية اليها واعترف بها عاصمة موحدة لاسرائيل وان امريكا تخطط لانهاء قضية اللاجئين ...بل بالعكس في الاشهر الاخيرة بدأ آلاف اللاجئين بالعودة الى ديارهم في فلسطين وليس الى مخيماتهم في سوريا....كل ما قيل عن ذلك في الصحافة الاجنبية محض كذب وافتراء.

سيدي الرئيس

هذا هو الوطن الفلسطيني الذي بنيناه والفضل يعود الى شعبنا الفلسطيني الذي انهى الخلافات بين الاخوة في فتح وحماس ، و كل ما نشر عن الانقسام في السنوات التي سبقت قيام الدولة الفلسطينية غير صحيح كانت خلافات بسيطة وانتهت وكل ابناء شعبنا بخير نتيجة وحدة فصائله السياسية في ظل الدولة المستقلة ...جرت الانتخابات بعد عامين من قيام الدولة ...وتجري التحضيرات الآن ، بدون اي منغصات  ، لإجراء انتخابات جديدة (تشريعية ورئاسية ) واقر البرلمان دستورا جديدا بدل القانون الاساسي القديم ...واصبحت فلسطين دولة برلمانية مثل جارتها اسرائيل ...لا سلطة لرئيس الدولة....اتخذ البرلمان قرارا بحل الفصائل الفلسطينة  بصيغتها القديمة وتشكيل احزاب سياسية جديدة وباسماء جديدة لان التسميات القديمة تنسجم مع دورها السابق في المقاومة ...لذلك لا حاجة للمقاومة في ظل الدولة المستقلة ، وتم حل جميع المليشيات المسلحة ودمجها في الجيش العربي الفلسطيني ...اقر البرلمان ايضا ...بان فلسطين دولة مدنية ديمقراطية ذات تعددية سياسية تؤمن بتداول السلطة عبر الانتخابات ...

سيدي الرئيس

لقد حقق الشعب العديد من المكتسبات بعد قيام الدولة وعلى راسها نجاح خطة التنمية الاقتصادية التي شكلت بدايات لخطة الاكتفاء الذاتي ...لا تصدق ما تنشره بعض وسائل الاعلام عن استمرار تدفق المساعدات من اوروبا وامريكا والدول العربية  وعلى راسها قطر ....الأخبار التي تنشر عن المساعدات القطرية تم تأويلها ....كانت المساعدات مخصصة لمراكز البحث والتطوير العلمي على شواطىء غزة.

سيدي الرئيس

خطة التنمية الاقتصادية التي أقرها خلفك الرئيس ابو مازن ، استوعبت مئات  آلاف العاطلين عن العمل..وخاصة خريجو الجامعات ، وتم رفع الحد الادنى للاجور في فلسطين الى ٥٨٠٠ شيكل مثل الجارة اسرائيل....وطبقت حكومة السيد إشتية الجديدة قانون الضمان الاجتماعي مستوعبا كل التعديلات الجديدة وعلى راسها تحميل العاملين فقط نسبة ٣% من رواتب العاملين ورفع النسبة على اصحاب العمل ١٣% والزام الحكومة  بنسبة ١٥% وان تكون الضامنة للصندوق .....وانتهت الواسطة والمحسوبية للوظيفة في القطاعين العام والخاص.. هذه سيدي الرئيس بداية تطبيق ركائز العدالة  الاجتماعية  للطبقات التي كانت فقيرة ومهمشة قبل قيام الدولة .

 سيدي الرئيس

بقيت مسألة واحدة قيد البحث والدراسة  ....حتى الان لم يصادق البرلمان على طلب الحكومة للانضمام للولايات العربية المتحدة ...حيث تم تقديم مشاريع قرارات بهذا الشأن ...على راسها ارتهان  الانضمام الى الولايات العربية المتحدة بقبول الجارة اسرائيل ايضا....باعتقادي مشروع القرار هذا هو الذي سينجح ..لان اسرائيل تخلت عن كل سياساتها السابقة .

سيدي الرئيس ...

لك المجد والخلود...ولروحك السلام

نم قرير العين....لان القادم اجمل وسنخبرك به أولا بأول ..!
__________________________

الرسالة الثانية للرئيس أبو مازن ... ليس لتحميله ما لا طاقة له .... ولكن لتنفيذ ما وعد به.
••••••.         ••••••.         ••••••
سيدي الرئيس

وفاء لذكرى رفيق دربك ابو عمار بإمكانك تنفيذ ما وعدت به الشعب :    

• انهاء الإنقسام واستعادة الوحدة، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي...وتذليل كل العقبات التي تعترض طريق التحضير للانتخابات العامة.

• قراراتك  باسترجاع الأموال للخزينة ...لم تنشر نتائجها بعد  على الشعب .

• خطوات جدية أخرى قادر على تنفيذها وفاء لذكرى ابو عمار ؛ وعلى رأسها :

١. تقليم أظافر السلطة العميقة داخل السلطة نفسها و التي دائما... ومن خلال الحكومات السابقة واللاحقة تعترض وتعطل وتواجه أي محاولات لوضع خطط التقشف الاقتصادية ومحاربة الفساد.

٢. تكليف الحكومة الحالية ولمعالجة الازمة المالية ... القيام فورا بفتح حوار وطني جدي مع الفئات المتضررة من الازمة المالية الحالية للخروج باستخلاصات من أجل توزيع العبء على الناس وبطريقة عادلة.

٣. الإيعاز لديوان الرقابة المالية والإدارية بشكل رسمي من أجل إعداد تقرير مفصل ، يتناول كل مفاصل الحكومة وانفاق المال العام من خلال الاستعانة بخبراء محايدين مما يفتح المجال واسعا لوضع اليد على هدر المال العام بشكل موثق.

٤. فتح الملف الضريبي مرة أخرى ... وبالتحديد قانون الضريبة التصاعدية على الأفراد والمنشآت والمصانع والشركات الكبرى.. الذي احبطته سلطة رأس المال العميقة ... والتي بدورها أحبطت قانون الضمان الاجتماعي وخضعت الحكومة في الحالتين لسلطة رأس المال .

بدون ذلك ... سيدي الرئيس ....تمر الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد ابو عمار ، دون ان نقدم له ذرة من الوفاء.