ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله (وكيل المدرسة)بقلم: د. يحيى محمود التلولي
تاريخ النشر : 2019-11-08
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله  (وكيل المدرسة)بقلم: د. يحيى محمود التلولي


ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله

(وكيل المدرسة)

بقلم/ د. يحيى محمود التلولي

بعد نقلي إلى تللك المدرسة، لم تمضِ إلا أيام معدودة حتى نلت ثقة مدير المدرسة التي لم تأت عبر قنوات النفاق، والكذب، وترصد أخطاء المعلمين، ونقلها إليه، وإنما نلتها بفضل الله –عزّ وجلّ- أولا، ثمّ بفضل التزامي الوظيفي في الحضور والتدريس وإنجاز الأعمال الإدارية التي يكلفني بها على أكمل وجه، والتي لم يكن إنجازهاعلى حساب حصص الطلاب، وإنما يتم إنجازها في حصص الفراغ أو في البيت، فقرر المدير ترشيحي لمنصب وكيل للمدرسة (نائب مدير) خلفا للوكيل الذي قارب على سن التقاعد.

وصل الخبر لمسامع من لا يروق له ذلك، ويطمع في هذا المسمى، فكيف لهذا المعلم الجديد أن يستحوذ على إعجاب مدير المدرسة؟! وكيف يذهب منه هذا المسمى الذي لطالما حلم به طويلا، وله من العمل في المدرسة لسنوات؟! وكيف ...؟!، وكيف ...؟!.

بدأت الغيرة، وتبعها الكيد والمكر؛ للتخلص من هذا السرطان –باعتقاده- واجتثاثه، فلجأ إلى إحدى مديرات المدارس التي كانت تعمل عندها زوجه، وكان لهذه المديرة الباع الطويل والكلمة التي لا تنزل الأرض عند المسؤولين؛ لنقلي من المدرسة، وفعلا تمّ لهم ذلك بحجج واهية كبعد المدرسة عن مكان سكني، وكما يقولون: كلمة حق أريد بها باطل، ولكن مكر الله –عزّ وجلّ- أعظم، فكيف لا؟! وهو القائل: "وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران: 54) "وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" (إبراهيم: 46)"وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ"(فاطر:43) فنقلت إلى مدرسة أصبحت فيها وكيلا، أما هو فلم يقبله المعلمون؛ لأنه كان منبوذا لكبريائه، وحاز على ذلك المسمى معلم آخر.